بعد فترة انقطاع عن انتاج الافلام القبطية المهتمة بتقديم التاريخ القبطى وحياة القديسين وفى خطوة جريئة اقدم دير العذراء مريم السريان على انتاج فيلم نسر البرية عن حياة القديس فلتاؤس السرياني احد رهبان الدير. سيناريو وحوار سامي فوزي وإخراج جوزيف نبيل ومراجعة وتقديم نيافة الحبر الجليل الانبا متاؤس اسقف ورئيس الدير .ويعدعودة قوية ورائعة للأفلام القبطية. بعد فترة من الغياب.والذي يشاهد الفيلم يستمتع بعمل ممتاز تم تضفيره في إطار فني وروحي. وهي ضفيرة صعبة الصنع خاصة وأن حياة القديسين بصفة عامة تعتمد علي السرد لا الصراع الدرامي. وتكون مشكلتها الدائمة هي تقديم الوعظ التلقيني والحكايات التعليمية. الأمر الذي يتعارض مع التشويق الفني. ولكن مع الحرفية العالية التي يتمتع بها مخرج واعد موهوب يمتلك أدوات مرجعيتها هي سحر السينما تجاوز جوزيف نبيل كل معوقات الأفلام القبطية المعتادة ليقدم لنا عملا سوف يعيش طويلا في وجدان المشاهدين.
والقديس فلتاؤس من الآباء المعاصرين فقد رحل عن عالمنا في عام 2010. وهو ما يصعب تقديم عمل فني عنه. والأمر الذي يتطلب من جديد موهبة خاصة لتقدم شخصيته. وهنا نأتي لمحور آخر وهو فريد النقراشي استاذ الدراما بقسم المسرح بكلية الاداب جامعة حلوان الممثل القدير بحق. فقد تغلغل في أعماق الشخصية روحيا وفنيا بالصلاة والأداء. وهكذا عبر عن روح القديس فلتاؤس صانع المعجزات. المرح, الحكاء, البارع ليمتزج فريد بالقديس في حالة تفوق تقمص الشخصية وتجعلك تندهش جدا لأن كل هذا الأداء القوي يتم بكل هذه البساطة وبلا أدني اصطناع.
الفيلم الذي تدور قصته حول قديس معاصر تعلق قلبه بالرهبنة -وخاصة بعد أن رفض والده- الفنان أحمد حلاوة والذى عبرت مشاركته عن روح الوحدة الوطنية الرائعة -رهبنة أخيه- الفنان طارق الدويري الأمر الذي أدي إلي وفاته مما جعل والده يوافق هذه المرة. حتي لا تتكرر المأساة فيترهبن بدير السريان
. ويقترب من البابا كيرلس والبابا شنودة ويصنع المعجزات… حتي رحيله.
. وقد نجح فريق الممثلين في تقديم أداء رائع ومنهم نذكر -الفنانين سمير فهمي وماهر لبيب وعاصم سامي وجميل برسوم وناجي سعد وأيمن أمير ومينا أثناسيوس- وتميزت الموسيقي الرائعة والألحان للموسيقار عمانوئيل سعد ومدير التصوير وائل يوسف وأشعار رمزي بشارة وترانيم القس موسي رشدي وبالإجمال الفيلم يمثل حالة نتمني أن تتكرر.ويتعامل الدير مع الفيلم كخدمة روحية للاقباط على سديهات رمزية لنشر حياة القديس كقدوة بين الشباب