قام الشعب المصرى بثورتين كبيرتين خلال سنتين أبهرتا العالم هما ثورة يناير 2011 ضد فساد ودكتاتورية مبارك التى أفسدت كل جوانب الحياة وأوصلتنا الى مجتمع الفقر والجهل والمرض، كانت ثورة 25 يناير ثورة حقيقية شعبية قام بها الشباب وكل الشعب من أجل الحياة، عيش، ديمقراطية عدالة اجتماعية، لكن هذه الثورة الطاهرة لم يكن لها للأسف مشرفين عليها أو مسئولين عنها مما شجع بعض الجهلة المتربصين بمصر والطامعين فيها، وفي مقدمتهم الإخوان المسلمين حيث إنتهزوا الفرصة وإنقضوا على الثورة والثوار، وادعوا أنهم هم الذين قامو بها، واستطاعوا بحيلهم الكثيرة الاجرامية وبمليشياتهم الهمجية الإرهابية أن يصلوا إلى الحكم ويجيئوا بمتخلف منهم على مقعد الرئاسة فى غيبة من الزمن، هو محمد مرسى الذى فقد عقله، ولم يصدق منصبه، وإتخذ من الاجراءات ما عجله بنهايته فقامت ثورة الثلاثين من يونيو 2013 وقامت الجماهير الفقيرة بالملايين، لأول مرة فى التاريخ الحديث تنادى بطرد هذا المتخلف من حكم مصر، وبناء دولة مدنية تؤمن بالمواطنة، وأن الدين لله والوطن للجميع، قامت ثورة الشعب الغاضبة تطالب الدولة العصرية التى تليق باسم مصر وتاريخها، ووقف الجيش بجانب المتظاهرين، واستطاع البطل عبد الفتاح السيسى أن يحقق للثورة نجاحها وتحقيق أهدافها، ومضت الثورة فى النجاح فتحقق دستور مصر العظيم، ثم تحقق انتخاب رئيس الجمهورية، ولأول مرة أيضا يختار المصريون رئيسهم ويجبروه على القبول.
ويمضى مشوار النجاح للثورة، وتقبل الشعب بعض القرارات الصعبة وغلا المعيشة، على الرغم من الغلاء الموجود فعلا، لكن إيمان الشعب بقيادته دفعته لأن يقبل كل شئ توقعا لحياة أفضل للأبناء والأحفاد، وعلى الرغم من كل هذه الانتصارات التى نفخر بها ونعتز إلا أننا مازلنا نعانى من الإرهاب الأسود الذى يقتل ويدمر ويريد أن بنا إلى عهد المتخلف محمد مرسى، والى حكم الجماعة التى لا تعرف إلا القتل والهدم والتدمير لتستطيع أن تستولى على مصر العظيمة لتجعلها جزء من وهم كبير يعيشون عليه ولن يحققوه ان شاء الله.
شعبنا مازال يعانى ويعانى، ومع ذلك فهو يتحمل من أجل المستقبل، يضحى كل يوم بأبنائه من رجال الشرطة وجنود الجيش والشعب الأعزل الذين يستشهدون يوميا ومع ذلك فالمعركة مستمرة والشعب قرر أن ينهيها لصالحه لكن المهزلة الكبرى أننا نحارب الارهاب فى الداخل وفى الخارج وعلى الحدود، ونقدم الشهداء من أبنائنا فى نفسى الوقت الذى نجد بعض المتخلفين المرضى بدجما الاخوان والسمع والطاعة يدافعون عن هذا الفكر المتخلف الذى قامت الثورة ضده وكأنك يا أبو زيد ما غزيت! فما معنى أن يكتب الكاتب فهمى هويدى فى جريدة الشروق يوم الخميس الماضى مقالا عن جريمة رابعة العدوية وطريقة فضه وبطريقة سليمة، وهو جريمة فى حد ذاته، يكتب فهمى هويدى- وهو كاتب معروف بانتماءاته الإخوانية القديمة وفكره السلفى المغلق- ليقول أن فض رابعة أشبه بفض الطلبة المعتصمين فى ميدان (تيان آن مين) فى بكين عاصمة الصين، وكذلك أشبه بمذابح الأرمن التى إرتكبها الأتراك، كذلك يشبه ذلك بعملية الإبادة الجماعية فى سربنستا بالبوسنة التى قتل فيها الصرب ثمانية آلاف بوسنى مسلم فى يوم واحد؟!.
حرام عليك يا رجل هذا التشبيه البعيد كل البعد عن الحقيقة فأنت تعلم أن رابعة لم يكن المعزولين فيها ثوارا وانما كانوا مجرمين حقيقيين، ثم هم الذين هاجموا الشرطة التى قدمت مئات العشرات من الشهداء، ثم كانت رابعة إحتلالا غير مشروع من جماعة إرهابية تريد أن تفرض سيطرتها على الدولة دون إحترام لوجود الدولة أو السلطة، أو حتى المواطنين الذين يعيشون فى هذه المنطقة، قل لى أيها المهرج السلفى هل يمكنلأى جماعة مسلحة أن تقوم باحتلال جزء من عاصمة أى دولة متخلفة وليست متقدمة كما فعل هؤلاء!؟
للأسف انت تدافع عن نظام بائد فاسد مجرم ثبت إجرامه ويقف قادته أمام المحاكمة وهم فى السجون الآن.. ألا تشعر بالخجل وأنت تكذب وتتوهم وتتخيل؟!
ثم أريد أن أسأل الدولة.. كيف تسمحين الكاتب وغيره بتشجيع الإرهاب والإجرام دون أخذ موقف منه.. أليس المفروض أن يحاكم مثل هذا الكاتب وكل من يشجع على الإرهاب ضد الدولة بتهمة الخيانة العظمى؟ الحرية ليس معناها تشجيع أعداء الشعب على الاستمرار فى عدوانهم عليه وأمنياتهم السوداء له! أين نقابة الصحفيين وإتخاد كتاب مصر والمسئولين عن الاعلام والثقافة؟ إرحمونا من هذه المهازل حتى يستطيع الشعب تكمله مشواره بالعمل الجاد الوطنى من أجل بلدنا العظيم مصر. وليذهب الأعداء الى الجحيم.