الفن لغة وابداع .. ولكل فن فلسفته فى الحياة تظهر من خلال أعمال كل فنان مبدع .. يعبر فيها عما يراه فالإنسان المصرى موهوب بطبيعة .. لتأثره بحضاراته الفرعونية والقبطية والاسلامية ولاول مرة فى مصر
الفن لغة وابداع .. ولكل فن فلسفته فى الحياة تظهر من خلال أعمال كل فنان مبدع .. يعبر فيها عما يراه فالإنسان المصرى موهوب بطبيعة .. لتأثره بحضاراته الفرعونية والقبطية والاسلامية ولاول مرة فى مصر .. أقيمت فعاليات سمبوزيوم القاهرة لتمثال حديد الخردة بحديقة متحف محمود مختار و التى بدأت بورش العمل بدءاً من 10 مايو 2013 وهو مواكب لذكرى ميلاد نحات مصر الأول محمود مختار “10 مايو 1891 – 27 مارس 1934” .. ليعطى عمقا تاريخيا لفن النحت المصرى المعاصر.
هذا هو السبب فى اختيار متحف مختار لانطلاق الدورة الاولى للسمبوزيوم .. وهو الحدث الأول فى مصر والشرق الاوسط .. وفى انتظار تحديد موعد لافتتاحه لانه تأجل مثل افتتاح مهرجان القاهرة السينمائى الدولى لأجل غير محدد .. وهكذا جميع أنشطة وزارة الثقافة من فنون المسرح ودار الأوبرا المصرية بالقاهرة والاسكندرية .. وغيرها من رسالة ودور وزارة الثقافة للمجتمع المصرى .
كما تم خلال إقامة ورش عمل السمبوزيوم الاحتفال بفنان قدير له الريادة فى استخدام قطع الحديد فى تشكيل تماثيل رائعة وخالدة وهو الراحل صلاح عبد الكريم ” 1925 – 1988″ أحد أشهر الفنانين التشكليليين بمصر .. و هو فنان متعدد المواهب .. فعلى الرغم من انه تخصص فى الديكور المسرحى والسينما من باريس .. الا ان تاريخه الفنى الكبير بدأ بعد ان تخرج فى كلية الفنون الجميلة بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف عام 1948.. سافر فى بعثة الى فرنسا حيث تتلمذ على اقطاب الفن .. ثم سافر الى روما وحصل على درجة الدكتوراه من المعهد التجريبى للسينما .. فلما عاد الى القاهرة تتدرج فى وظائف التدريس حتى عين عميداً لكلية الفنون الجميلة ثم نائبا لرئيس جامعة حلوان .. ثم نقيبا للفنانين التشكيليين حتى رحيله.
وامتدت عبقريته الفنية الى أنشطة مهمة فى التصوير الزيتى و الحائطى ” الموزاييك ” وساهم فى انشاء قسم للديكور فى المعهد العالى للسينما والمسرح .. واستطاع ان ينتزع اعترافا عالميا بقدرته على تشكيل تكوينات نحتية من الحديد .. وسجلت صورة تمثاله “صيحة الوحش” فى الموسوعة الفرنسية ” لاروس ” عام 1963 الى جانب اعمال بيكاسو .. و ايضا حصل على جائزة “سان فيتور رومانو” عام 1956 ثم ميدالية الشرف الدولية لفن النحت فى بينالى “ساوباولو” بالبرازيل .. وعلى جائزة مسابقة جوجينهايم الدولية عام 1960 كما حصل على الجائزة الاولى لفن النحت من بينالى الاسكندرية عام 1963 .. وهكذا سجل هذا الفنان القدير نصرا كبيرا لوطنه مصر .. وهذه الجوائز رفعت اسم مصر عاليا فى الاوساط العالمية الفنية.
وفى مجال التصوير الزيتى حصل على جائزة دولية فى روما عام 1965 وعلى جائزة عالمية فى امريكا عام 1961.. وكذلك حصل فى مصر على الجائزة الاولى فى مسابقة تصميم مدخل مدينة العاشر من رمضان .. كما حصل على عدة اوسمة وجوائز عديدة توجها بجائزة الدولة التقديرية .
وعن تمثال ” صيحة الوحش ” فقد اختار الفنان صلاح عبد الكريم لحظة التحفز لوحش كاسر يصيح فاتحا فمه كاشفاً عن انيابه .. وهى لحظة الحركة تمهيدا للاندفاع لمهاجمة الخصم .. اشبه باندفاع السهم .
شكل الفنان تماثيله من بقايا الحديد ومن صواميل ومفاتيح ومسامير .. و بعض قطع الحديد من وكالة البلح .. و كون منها تلك التماثيل فى تفاصيل وتحاليل فنية لم يسبقه اليها احد من الفنانين.. وحول هذه القطع الجامدة الى عمل فنى نابضاً بالحيوية والجمال .
استطاع صلاح عبد الكريم أن يشكل الحديد ويتحدى قوته ويطوعه بيديه ويبدع و يكتشف تلك الخامة الصعبة وذلك بقوة الارادة و موهبته المتفردة .
وها هو تأثيره على أجيال الفنانين الشباب المشاركين فى أول سمبوزيوم لتشكيل حديد الخردة .. و الذى يشكل أحد الانجازات المهمة لقطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة .. ويشارك فى هذه الدورة الاولى .. و المنتظر أن يفتتحها الفنانين احمد عبد الفتاح .. واحمد موسى .. واسعد سعيد فرحات .. وطارق الكومى .. وطه نصر .. وعبده رمزى .. وعلا موسى وكمال الفقى .. وهانى السيد.. وهشام عبد الله .. وشكلت لجنة متخصصة لاختيار الاعمال برئاسة الفنان احمد سطوحى و هو من مبدعي تماثيل الحديد واستاذ النحت لفنون جميلة الاسكندرية.. بالتعاون مع القوميسير العام النحات شمس القرنفلى و القوميسير التنفيذى النحات عمر طوسون .
ان نجاح هذا السمبوزيوم كسب كبير لفن تماثيل الحديد .. وذلك لصعوبة تنفيذه و مشقة نقله.. وقيمة هذا المعرض ” السمبوزيوم ” انه انطلاق نحو تجدبد دم الفنان المصرى المعاصر.. الذى كاد أن ُيطمس فى السنوات الأخيرة.