صحيح أن ليس كل ما يتسرب من أخبار عن التأسيسية للدستور مصدق عليه, وأنه قد يدخل في نطاق الدردشة داخل اللجان.. إلا أن ما نقل عن اقتراح أحد الأعضاء بزواج القاصرات والذي أعيد تكذيبه كالعادة مثل قضية ختان الإناث..
صحيح أن ليس كل ما يتسرب من أخبار عن التأسيسية للدستور مصدق عليه, وأنه قد يدخل في نطاق الدردشة داخل اللجان.. إلا أن ما نقل عن اقتراح أحد الأعضاء بزواج القاصرات والذي أعيد تكذيبه كالعادة مثل قضية ختان الإناث.. أخذ شكلا مختلفا, فالسيد محمد سعد الأزهري الذي نسبت إليه المادة المقترحة, قال بعظمة لسانه في برنامج ##مصر الجديدة## علي قناة الناس إنه لم يدع إلي زواج البنت في سن التاسعة, كما أدعت إحدي الصحف نقلا عن لسانه, وإنما دعا إلي السماح لزواج البنت متي بلغت.. وأن من ينادون بالمساواة بين الرجل والمرأة إنما لبث روح الانحلال في المجتمع!!.. تطرق الحوار مع مقدم البرنامج بأنه في القري يضطر الأب ليدفع رشوة ليسنن ابنته للزواج , وأن سن الزواج لابد أن يخضع للعرف وليس للقانون.
وإن أردنا أن نفند هذه الآراء بدءا من آخرها فإن العرف لا يصح أن يكون له مكان في دولة الدستور, فإذا كنا سنخضع للعرف فما الداعي لكتابة دستور وإذا كان العرف يؤمن بالأخذ بالثأثر فهل نضمنه في الدستور؟!.. أما التحايل علي القوانين بالرشوة فليس مبررا لإلغاء القانون أو جعله علي هوي الناس وإنما بتوعية الناس وبعلاج جذور الفقر في المجتمع حتي لا يضطر الأب أن يسنن ابنته وهي بعد طفلة ليقبض ثمنها أو ليتخلص من عبء تربيتها!!.. بل يجدر أن يدخل زواج الأطفال في الاتجار بالبشر وأن تكون له عقوبة رادعة لا أن نجعله دستوريا.. وإذا كان سن البلوغ فسيولوجيا ما بين 9 إلي16 فهل يصبح زواج الأطفال دستوريا؟!..
إن كنا نعاني من الانفجار السكاني في ظل متوسط سن زواج مرتفع, فماذانتوقع تعدادنا إذا خفض سن الزواج؟ وكيف ستوفر الدولة إسكانا للمقبلين علي الزواج عندما ينضم إليهم الأطفال أيضا؟.. وماذا تفعل الدولة إزاء ارتفاع معدلات وفيات المولودين حديثا ووفيات الأمهات الصغيرات عندما تزداد هذه النسب مع سن الزواج المبكر طبقا لكل تقارير منظمة الصحة العالمية؟
وهل سيصبح تعليم البنت أيضا وفق الأعراف والهوي وكيف يتفق ذلك مع المادة رقم 27 من باب الحريات التي تنص علي أن تتخذ الدولة كافة التدابير من أجل مد مدة الإلزام إلي مراحل تعليمية أخري؟!.. أم ليس إلزاما علي الأسرة أن تعلم بناتها حتي مجرد التعليم الإلزامي حتي الإعدادي لأنها قد تزوج قبل فك الخط؟ بل قد تطلق, ووقتها لن تجد هي وأولادها سوي الشارع لاحتضانهم.. إن زواج القاصرات يساوي مزيدا من الفقر والجهل والانفجار السكاني.