أيام قليلة ويبدأ المنتخب الوطني الأول لكرة القدم مشواره في تصفيات كأس العالم 2010 بمواجهة منتخب زامبيا, ورغم الفوارق الفنية والمهارية بين منتخبنا وبقية منتخبات مجموعة التصفيات – الجزائر, زامبيا, رواندة – إلا أن مستوي لاعبي المنتخب المتذبذب مع أنديتهم خلال الفترة الأخيرة أثار قلق عشاق وجماهير الكرة الذين يريدون تحقيق الحلم والتأهل لمونديال جنوب أفريقيا.
أظهرت الأسابيع الماضية تراجع مستوي مجموعة كبيرة لاعبي التشكيلة الأساسية للمنتخب خاصة في خط الدفاع كهاني سعيد ومحمود فتح الله في الزمالك وشادي محمد ووائل جمعة في الأهلي, وفي خط الوسط لا يؤدي حسني عبدربه بالشكل المطلوب مع فريق أهلي دبي وكذلك أحمد حسن كابتن المنتخب مع الأهلي, كما أن محمد شوقي غائب عن التشكيلة الأساسية لفريق ميدلسبرة منذ فترة طويلة, فضلا عن غياب محمد أبوتريكة نجم المنتخب العائد من إصابة طويلة, وغياب عمرو زكي عن التهديف مع نادي ويجان الإنجليزي.
هذا بالإضافة إلي قلق الجهاز الفني للمنتخب من مركز حراسة المرمي بعد ابتعاد عصام الحضري عن مستواه خلال مباراة غانا الأخيرة, وكذلك عبدالواحد السيد في الزمالك, وأمير عبدالحميد في الأهلي والذي يجلس احتياطيا للفلسطيني رمزي صالح بعد أن تسبب بأخطائه في خسارة الأهلي للعديد من النقاط.. ودفعت مشكلة حراسة المرمي حسن شحاتة إلي مطالبة اتحاد الكرة بضرورة اتخاذ قرار بعدم قيد حراس مرمي أجانب في الدوري المصري.
حول هذه المشكلة التقينا الخبير الكروي د. عمرو أبوالمجد الذي قال إن ظروف مباريات الدوري تختلف كثيرا عن الوضع في المنتخب, فالأندية لها ظروفها الخاصة بالصراع علي نقاط المباريات إما للفوز باللقب أو للبقاء في المسابقة وهي عوامل تؤثر علي استقرار اللاعبين ومستواهم, علي العكس مع المنتخب, لأن الفريق يضم أفضل لاعبين في مصر, كما أن الجهاز الفني للمنتخب يستطيع التعامل مع هؤلاء اللاعبين نفسيا وإبعاد التوتر عنهم ولم شملهم مرة أخري.
وأضاف أبوالمجد أنه مع القوام الأساسي للفريق لا مانع من أن يقوم الجهاز بضم بعض اللاعبين الجدد الذين تألقوا في مباريات الدوري الأخيرة, ولكن مع الدفع بهم تدريجيا حتي لا يخل ذلك بالأداء العام للمنتخب.
علي عكس ذلك أوضح الكابتن محمود بكر عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة السابق أنه لا يمكن المجازفة بالاعتماد علي لاعبين جدد تنقصهم الخبرة, وقال إن لاعبي المنتخب الأساسيين رغم ظهور بعضهم بمستوي منخفض إلا أنهم يمتلكون من الثقة والخبرة ما يؤهلهم للتغلب علي المواقف الصعبة في المباريات ومواجهة الجماهير وعدم الخوف من الخصم وهذا يأتي نتيجة خوض حصيلة هائلة من المباريات الدولية.
أضاف محمود بكر أن حسن شحاتة سبق أن طلب من لجنة المسابقات ضغط مباريات الدوري العام, إلا أنه يبدو أن ذلك أدي إلي نتائج عكسية بالنسبة لمستوي بعض اللاعبين وتعرضهم للإصابات. لكن هذا لا يمنع أن شحاتة يستطيع أن يعيد هذه المجموعة من اللاعبين لمستواها الحقيقي منذ لحظة التجمع وبداية تدريبات المنتخب.
عرضنا هذه المشكلات علي الكابتن حمادة صدقي مدرب المنتخب الوطني الأول والذي اعترف بتراجع مستوي بعض اللاعبين مع أنديتهم, لكنه قال إن مستوي اللاعب في ناديه لا يعبر بالضرورة عن مستواه مع المنتخب, خاصة أن الحالة العامة للنادي والتجانس داخله قد لا تؤدي لظهور اللاعب الدولي بمستواه المعهود عنه.
وأوضح أن هذا لا يمنع من أن جهاز المنتخب لن يضم سوي اللاعب الجاهز, ولن يقوم بضم لاعب ابتعد بشكل كبير عن مستواه, وحول مشكلة حراسة المرمي أشار صدقي إلي وجود حراس جيدين لكن وجود حراس مرمي أجانب في الدوري العام يؤثر بلا شك علي فرص الحراس المصريين في المشاركة بشكل أساسي مطالبا بضرورة إلغاء قيد الحراس الأجانب مثلما تفعل بعض الدول العربية.
وأكد الكابتن حمادة صدقي أن الجهاز الفني للمنتخب يضع جميع اللاعبين المشاركين في الدوري تحت المنظار, ولا مانع من ضم لاعبين جدد من الذين تألقوا في الفترة الأخيرة ولكن في حدود حتي لا يضر ذلك بالانسجام بين لاعبي الفريق.
في النهاية يبقي أن نشير إلي وجود بعض النجوم الصاعدة الذين لفتوا الأنظار إليهم بأدائهم القوي في المباريات مؤخرا مثل دودي الجباس هداف المصري وحازم إمام وعلاء علي وأحمد الميرغني وصبري رحيل من الصاعدين بالزمالك وعبدالحميد سامي مدافع الإسماعيلي الصلد, فضلا عن أحمد رؤوف هداف إنبي وأحمد عبدالغني هداف حرس الحدود والاثنين انضما للمنتخب لكنهما لم يحصلا علي فرصة حقيقية للمشاركة, ويمكن لجهاز المنتخب أن يضم بعضا من هذه الأسماء بشكل تدريجي خلال الفترة المقبلة.