يسألونني عن ملفالأمور المسكوت عنهاولماذا يظل مطروحا حتي الآن؟…ألم تفتح الثورة جميع الملفات حتي لم يعد هناك أمر مسكوت عنه؟…وأقول:للأسف الشديد أن واقعنا المتردي المتخبط بعد الثورة لم يتعامل بعد مع الأمور المسكوت
يسألونني عن ملفالأمور المسكوت عنهاولماذا يظل مطروحا حتي الآن؟…ألم تفتح الثورة جميع الملفات حتي لم يعد هناك أمر مسكوت عنه؟…وأقول:للأسف الشديد أن واقعنا المتردي المتخبط بعد الثورة لم يتعامل بعد مع الأمور المسكوت عنها,بل أضاف ويستمر يضيف إليها الكثير يوما بعد يوم…ولا غرابة في ذلك,ففي ظل الانفلات الذي طال كل أمور حياتنا وفي ظل الصراع المستميت بين التيارات السياسية والدينية لاختطاف الثورة وفي ظل التهاون المخجل من جانب أجهزة الدولة وسلطاتها في الذود عن هيبة القانون,تستمر الأمور المسكوت عنها تستجد وتتراكم…وهذه عينة من المسكوت عنه:
**الذي يحدث الآن في ساحات القضاء يدمي القلب ويهدد بانهيار مؤسسة العدالة,الأمر الذي إذا حدث ستنهار الدولة المصرية وتدخل في غياهب الفوضي والإنحلال,فلم تعد هناك جلسات لأي محكمة سواء في قضايا جنائية أو سياسية أو دستورية إلا ويغزو الغوغاء القاعة باسطين ضجيجهم وانفلاتهم وإرهابهم علي القضاة والمستشارين,مهددين ومتوعدين إن لم تصدر الأحكام متفقة مع السيناريوهات المجنونة التي أعدوها سلفا فسوف يحيلون المحكمةجحيما!!!…لم يقتصر هذا الإجرام علي المراتب الأدني من مستويات التقاضي-وإن كان ذلك أيضا مكروها-بل امتد إلي محاكم النقض ومجلس الدولة والإدارية العليا والدستورية…بلغ تحدي منصة القضاء وتهديد الجالسين عليها مدي لايمكن قبوله في أي مجتمع يزعم احترامه لسلطة القضاء…هل يتصور عاقل أن ترتفع أصوات التهديد أثناء نظر المحكمة الإدارية بمجلس الدولة الدعاوي السياسية منذ أسبوعين صارخة:سنأخذ حقنا إما بالقانون أو بالشارع؟!!…الكارثة أنه لم يحدث شئ لمن أطلق ذلك التهديد ولم يتم إلقاء القبض عليه أو تقديمه للعدالة…ويستمر هذا المسلسل البغيض يتكرر ويستفحل طالما لايتدخل أحد بالردع الواجب أو بالذود عن هيبة الدولة والقانون…أليس هذا أمرا مسكوتا عنه؟
**الصحفية شيماء عادل ذهبت ضمن وفد من الصحفيين إلي السودان لتغطية أحداث الانتفاضة الشعبية والمظاهرات التي اجتاحت الخرطوم…عاد زملاؤها إلا هي حيث أعلن عن إلقاء السلطات السودانية القبض عليها والتحقيق معها.
انتفضت مصر وانتفضت نقابة الصحفيين للذود عن إحدي بناتها والتدخل لدي السلطات السودانية للإفراج عنها…تصادف في هذه الأثناء لقاء الرئيس المصري محمد مرسي والرئيس السوداني عمر البشير في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا لحضور مؤتمر القمة الأفريقية,حيث تم استعراض قضية شيماء بينهما وأسفر الأمر عن إصدار الرئيس السوداني أوامره للسلطات السودانية بالعفو والإفراج عنها,وبدلا من إعادتها شمالا إلي مصر,تم نقلها جنوبا إلي أديس أبابا حيث الرئيس مرسي ليعلن عن عودتها بشكل مسرحي عاطفي علي طائرة الرئاسة المصرية مع الرئيس لدي عودته إلي أرض الوطن!!!…وطبعا نال الرئيس مرسي المجد لإنقاذه مواطنة مصرية من الأسر وانتشرت الزغاريد والأفراح في ربوع مصر علي هذه الخطوة العنترية…لكن حتي الآن لم نعرف ماذا فعلت شيماء عادل؟…وما الذي اتهمتها السلطات السودانية باقترافه؟…تصريح مقتضب صدر عن الرئيس السوداني عمر البشير يقول فيه إن شيماء خرجت علي مقتضيات واجبها المهني,وسواء كان ذلك ثابتا أم لا, يظل الشعب المصري مغيبا عن حقيقة ماحدث…المهم أن الرئيس أنقذها وأعادها في طائرة الرئاسة إلي مصر…أليس هذا أمرا مسكوتا عنه؟
**مهزلة خروج قطار سوهاج عن القضبان منذ أسبوعين بالقرب من البدرشين جنوب الجيزة وانقلاب عرباته وسقوط مصابين بين ركابه لم تكن مجرد حادثة قطارنتجت عن عيب فني أو إهمال في التشغيل,إنما هي كارثة بجميع المقاييس تعكس مدي الانفلات والإجرام الذي وصلنا إليه,فالذي حدث أن ركاب أحد القطارات الفرعية احتجوا علي توقف القطار وعندما عرفوا من السائق أن التوقف من أجل انتظار مرور قطار سوهاج السريع,ما كان منهم إلا أن اعتدوا علي السائق ونزلوا من القطار ليقطعوا طريق القطار السريع بأن جمعوا بعض الفلنكات كانت ملقاة في المكان ووضعوها عنوة فوق القضبان التي سيمر عليها القطار السريع مما أدي إلي خروجه عن القضبان وانقلاب بعض عرباته وإصابة العديد من الركاب ناهيك عن الهلع والرعب والفوضي التي عمت المكان والعذاب الذي عاناه المواطنون قبل إدراك ماحدث وضياع متعلقاتهم وحقائبهم قبل أن يتمكنوا من مغادرة موقع الحادث سواء إلي المستشفيات أو إلي حيث عادوا…ماهذا الإجرام؟…من قديم الأزل ومنذ نشأة السكك الحديدية-ومصر من أقدم دول العالم في ذلك-والشعوب تعرف أن القطارات تتبادل التوقف والمرور عند التقاطعات والتفريعات…لم يؤخذ ذلك أبدا علي أنه استفزاز لأحد أو إعلاء لآخر…لكنه الانفلات والإجرام الذي لم يواجه بالردع اللازم منذ أول مرة تم قطع السكك الحديدية فيها للتعبير عن الاحتجاج…الآن بلغ الأمر مداه بكل هذا القبح…أليس هذا أمرا مسكوتا عنه؟