سكان الوايلي بصرخون
في البداية قال اللواء حمدي سالم رئيس حي الوايلي: المشكلة كبيرة في الوايلي نظرا لوجود العشوائية والسلبية وضعف الإمكانيات لتطويرها نتيجة لعدم توافر الاعتمادات المالية اللازمة من المحافظة للقضاء علي العشوائية حيث إن تراكم القمامة يرجع إلي قلة المعدات والعمال التي تحتاج إلي ثلاثة أضعافها لتغطية الحي بأكمله نظرا لكثرة الشوارع المتفرعة بالحي والحارات والأزقة الداخلية كما أننا نعاني من عدم وعي السكان وإلقائهم القمامة بالشارع علي مدار اليوم وانتشار البناء العشوائي والطوابق المخالفة مما يؤدي إلي تشويه المنظر العام والحضاري للحي بجانب انتشار المتسولين والباعة الجائلين وعدم تنظيم سوق لهم بشوارع الحي.
أضاف اللواء سالم أن إدارة الحي تسعي حاليا لعمل خطة للتطوير للقضاء علي المباني المخالفة وترميم المتهالكة منها مع نقل أجزاء من السكان إلي المدن الجديدة مع تنظيم إلقاء القمامة في الأماكن المخصصة ومحاولة تشجير المنطقة بالنخيل وأشجار الظل وبعض الأنواع الأخري.
خطة للنهوض
حول النهوض بحي الوايلي أوضح المهندس فتحي إسماعيل استشاري المشروعات بمحافظة القاهرة أن المحافظة تسعي لتطوير المناطق العشوائية ومحاولة حل مشكلاتها وخاصة المناطق ذات الكثافة السكانية مثل حي الوايلي الذي وضعت له المحافظة خطة زمنية للتطوير والارتقاء به حتي عام2010 تشمل إحلال وتجديد المباني والعقارات العشوائية القديمة وإدخال كافة المرافق لها مثل الصرف الصحي والكهرباء ومياه الشرب وإزالة كافة العشش المخالفة والمنشآت المقامة من صفيح وبناء عقارات سكنية ذات مستوي متوسط مع وضع شركات أجنبية عاملة مسئولة عن القمامة والمخلفات في الحي بغرض تنظيفه والاهتمام بمنظره الحضاري بالإضافة إلي محاولة فتح مشروعات صغيرة بقروض للشباب للقضاء علي البطالة,وأيضا فتح فصول لمحو الأمية للقضاء علي الجهل لانتشال سكان حي الوايلي من الفقر والجهل والمرض بسبب العشوائية وتفشي السلبية بين أهالي.
المواطنون في عذاب
علي النقيض من تلك التصريحات أكد مواطنون من حي الوايلي.أن المسئولين بالدولة عليهم إنقاذنا من الجحيم الذي نعيش به حيث إن منطقة الوايلي بؤرة للجهل والفقر ومن أهم المناطق التي تعاني من ذلك حارة لغمان التي تعيش بها مئات الأسر بجوار القمامة التي تسند البيوت المتهالكة والتي لا تفلح للسكن في الأصل نظرا لوجود الشروخ بها إلي جانب المياه الجوفية التي دمرت أساسات المباني بها بالإضافة لعدم وجود مياه نظيفة صالحة للشرب نتيجة عدم وجود مرافق بها وهذه الحارة لا تتعدي مساحتها1.5متر وهي مثل جميع المناطق العشوائية بالوايلي لا يوجد بها بناء سليم حيث تشترك الأسر في حجرات مشتركة بحمام مشترك مما يؤدي لانتشار الكثير من الأمراض في ظل تراكم القمامة وانفجار مواسير الصرف الصحي وعدم شفط تلك المياه لتترك في الشوارع مما يجلب الباعوض والحشرات الأخري القاتلة إضافة إلي انتشار الكلاب الضالة التي تهدد أمن وسلامة المواطنين.. ويتساءل سكان حي الوايلي حول مدي استجابة المسئولين لهم وحقهم في الحياة بصورة كريمة؟!
المرج خارج الخريطة
ظهرت مشكلة المرج علي السطح بعدما قدم النائب مجدي عاشور عضو مجلس الشعب عن دائرة النزهة والمرج والسلام طلب احاطة عاجلا إلي كل من وزيري البيئة والإسكان حول التلوث البيئي المنتشر بأحياء المرج والسلام بسبب توقف مشروع الصرف الصحي بمناطق الفلاحة وعدس والسباعي والأزهار والزهور بحي المرج مما أدي إلي طفح مياه الصرف أسفل المنازل وبالتالي هدد ذلك بكارثة بيئية كبري إضافة إلي الخوف من انهيار المنازل,وأرجع سبب تفشي التلوث بتلك المناطق لتباطؤ الأجهزة المعنية في إنشاء الصرف المغطي لترعتي الطوارئ بالسلام فضلا عن تباطؤ وزارة الإسكان في استكمال مشروعات الصرف الصحي بتلك المناطق.
أكد عاشور أنه يسعي لحل هذه المشكلات من خلال عرض الأمر العاجل علي لجنة الإسكان بالمجلس لدفع وزارة الإسكان لإنهاء المشكلة والإسراع في العمل بالمشروع لخدمة الجماهير وتحقيق الصالح العام لأبناء المرج الأمر سبق طرحه علي محافظ القاهرة أثناء زيارته مؤخرا للمرج.
مآسي المرج بلا توقف
أشار كل من أحمد فتحي وأمير إسماعيل القاطنين بقرية العزبة البيضاء بالمرج الجديدة إلي أن أهم المشاكل التي يعاني منها الأهالي التلوث نتيجة القمامة الملقاة بالرشاح والحرائق المشتعلة بها طوال اليوم إضافة إلي نقص المياه الصالحة للشرب والتي تأتي مرة واحدة كل أربعة أيام تقريبا وانقطاع الكهرباء بصفة دائمة يوميا فضلا عن بطالة الشباب بسبب عدم وجود مشاريع لتشغيلهم مما يزيد من معدل انتشار الانحرافات بالمنطقة بجانب عدم توافر رغيف العيش, فلا يوجد إلا مخبز واحد بعزبة البيضاء ذات الكثافة السكانية العالية كما لا توجد إنارة حيث إن جميع أعمدة الإنارة معطلة في الشوارع مما يعرض الأهالي ليلا لعديد من الحوادث والسرقات.
معاناة دور العبادة
قال الحاج محمد عبد الجواد محمد مؤذن مسجد قباء بالعزبة البيضاء بالمرج إن المسجد أمام الرشاح وهذا الرشاح مصدر التلوث الأساسي حيث يبلغ طوله أكثر من5كم يبدأ من منطقة الخصوص مرورا بالأبلج وأبو زعبل كما يبلغ عرضه 8أمتار ويعاني المصلون يوميا من كثرة الناموس والباعوض بجانب عدم وجود مياه للوضوء.
كما أشار القس سمير قصد الله -راعي الكنيسة الإنجيلية المطلة علي الرشاح بعزبة البيضاء إلي أن شريحة كبيرة من أهالي حي المرج يعانون من الفقر وضيق المعيشة وأن العزبة سقطت سهوا من خريطة الدولة فهناك تهميش كبير من قبل المسئولين وأجهزة الدولة, فلا نجد أي دور للمجتمع المدني أو الجمعيات الأهلية وبالتالي تعاني دور العبادة من نقص الخدمات الأساسية اللازمة لإقامة الأنشطة الدينية المختلفة.
نقص الخدمات
في حين أوضح عادل حواش- من أهالي العزبة أنه لا توجد خدمات صحية من أي نوع سوي بمستشفي منطقة المهاجرين بحي المرج والذي يبعد عن العزبة كثيرا كما أنه مخصص فقط لجراحات اليوم الواحد لذلك يعاني أهالي المرج من نقص الخدمات الصحية وعدم وجود مستشفي حكومي كبير بها يشمل جميع التخصصات الطبية فضلا عن عدم وجود الطرق الآمنة للوصول إلي المدارس خاصة بعد إغلاق طريق23يوليو الذي يعبر الرشاح ويؤدي إلي أماكن المدارس مما يضطر بأطفالنا السير أكثر من2كيلو متر علي الأقدام والمرور من خلال الرشاح والأماكن الخربة وهذا يعرضهم للسقوط فيه خاصة بعد حادثتي غرق هذا العام.
مصانع بير السلم
أضاف الحاج عبد المنعم جلال من سكان المرج:مصانع تحت بئر السلم موجودة بكثرة في منطقة المرج والتي تصنع الملاعق والشوك والعلب البلاستيكية التي تستخدم في محلات الكشري والأخطر أنه تبين أن مصدر هذه المواد الخام المستخدمة في تلك الصناعة هي مخلفات الزبالة بالشوارع وأيضا مخلفات المستشفيات مما يعرض حياة المواطنين لخطر أمراض الكبد والإصابة بالسرطانات المختلفة ويتساءل في تعجب عن غياب دور الدولة الرقابي في هذا الأمر؟!
كارثة اسمها زينب
بالتجول في منطقة المرج العشوائية تم التوجه إلي عزبة زينب الوكيل حيث أشار سكانها ومنهم قطب محمد البغدادي -نجار مسلح إلي أن عزبة زينب الوكيل جميع السكان بها يعانون من عدم وجود رغيف الخبز بجانب عدم وجود مدارس بها وتهالك الصرف الصحي الذي يقوم يوميا بالتسبب في إغراق الشوارع وتتجسد الكارثة في الأماكن المنخفضة حيث تتعفن المياه وتتسبب في تفشي الروائح الكريهة والناموس والبعوض الناقل للأمراض المختلفة إضافة إلي اختلاط خطوط مياه الشرب بالصرف الصحي التآلف مما يؤدي لاستخدام الأهالي هنا لمياه غير نظيفة ومختلطة بالصرف الأمر الذي يعني تفشي الأمراض في ظل عدم وجود عيادة خاصة أو حتي صيدلية واحدة نظرا لعدم وجود مستشفي حكومي أو وحدة صحية هنا.
أضافت كل من أم حسام وأم فاطمةربات منزل:أن عزبة زينب الوكيل لا يوجد بها أسواق للخضار أو الفاكهة كما لا توجد بها مواصلات لذلك نسير علي الأقدام لمسافة طويلة وصولا لمنطقة المرج من أجل شراء الاحتياجات الضرورية والتي من أهمها الخبز بالإضافة لعدم وجود مدرسة واحدة هنا لأبنائنا فضلا عن عدم السير بالشوارع خاصة للفتيات والنساء بعد الساعة التاسعة مساء بسبب عدم وجود أعمدة إنارة إلي جانب انقطاع الكهرباء الدائم.
أين أموالنا؟!
تساءل عبد الفتاح أبو ضلع – موظف ومن أهالي حي المرج عن جمع مبلغ 750 جنيها من كل منزل لتنمية المجتمع العام الماضي ولكنه للأسف لم نر شيئا إلي الآن فلم يحدث تنمية بالمرج كما لم تعد لنا أموالنا وعلي الرغم من ذلك قمنا بالجهود الذاتية بزراعة أشجار قليلة أمام منزلنا ولكنها ذبلت بسبب عدم نظافة المياه وندرتها بالإضافة إلي تكدس الفصول بالمدارس نظرا لقلة المدارس خاصة الابتدائية والإعدادية حيث يتراوح عدد الفصل الواحد ما بين 50-60 طالبا مما يعني عدم التحصيل الجيد للدروس والعلم وبالتالي التسرب من التعليم مما يؤدي لتفشي الجهل أكثر وأكثر في تلك الأماكن العشوائية لتكون حلقة الوصل في عالم العشوائية المرصع بمبادئ العنف والانحراف.