كتب شموئيل جوردون في موقع يديعوت أحرونوت الإلكتروني والذي وصف الكاتب بأنه خبير في الأمن القومي ومكافحة الإرهاب, أن إسرائيل ليست جاهزة للحرب مع سورية بسبب امتلاك الأخيرة لكميات كبيرة من الصواريخ, خاصة أن إسرائيل لا تمتلك بعد أنظمة دفاعية لاعتراض الصواريخ بحيث يمكن تقليص الأضرار إلي الحد المحتمل.
وأضاف أن وزراء الحكومة يكررون التصريحات ليل نهار, بأنه لا توجد لإسرائيل مصلحة في مهاجمة سورية, ولكن إذا عملت سورية ضد إسرائيل فإن مصيرها سيكون سيئا ومرا. وأشار إلي تحذير أحد الوزراء للرئيس السوري بشار الأسد من أنه سيخسر كل شئ إذا قرر شن الهجوم.
ويتساءل الكاتب عما إذا كانت هذه هي الصورة الواقعية فعلا, ويجيب أنه صحيح أن إسرائيل أقوي من سورية وقادرة علي ضربها بشدة في حال وقوع مصادمات عسكرية مماثلة لتلك التي حدثت في حرب 1973, إلا أنه ليس هذا هو الميزان الذي يجب أخذه في الحسبان, فهناك ميزان آخر أهم يحدد المصلحة الإسرائيلية. هذا الميزان هو ميزان الأضرار المتبادلة للسكان المدنيين, فسورية تمتلك كميات كبيرة جدا من القذائف الصاروخية والصواريخ بعيدة المدي, ولا تنبع قوة هذه القذائف من مدي الصواريخ فقط بل من الرأس القتالي المتفجر الثقيل الذي تحمله, وما الصاروخ الذي سقط في خليج حيفا خلال الحرب الثانية علي لبنان, وأدي إلي مقتل 8 إسرائيليين برأس قتالية 100 ك ج إلا مثال صغير علي الأضرار التي يمكن أن تسببها هذه الصواريخ.
من ناحية القدرة العسكرية, فإن إسرائيل قادرة علي إيقاع الضرر بالسكان السوريين, ولكنها لا تستطيع تطبيق القدرة علي الضرب والتدمير في وسط السكان المدنيين. إن لإسرائيل مصلحة واضحة وموضوعية في الامتناع عن الاستفزاز الذي يؤدي إلي إشعال الحريق في الحدود الشمالية هذا هو المبدأ الأساسي الذي يجب أن يوجه إسرائيل في السنوات الثلاث القادمة, ويجب علي القادة ألا يلجأوا إلي لغة التهديد أو أي خطوات مدمرة تقود إلي حرب يوجد فيها تفوق للسوريين.