[email protected]
خرجنا.. هتفنا.. اعتصمنا.. عبرنا عن غضبنا.. استعدنا كنيسة صول حتي لا يصبح هدم كنائسنا سابقة تتكرر علي أيدي المتطرفين.. ثم عاد العقلاء إلي منازلهم ولكن..
لماذا بقي آخرون؟ من الذي أحجج الغضب في نفوسهم وحثهم علي تنظيم مسيرات ضد الجيش بسبب الاشتباكات التي وقعت فجر الاثنين وقد أوشك الاعتصام علي الفض؟ من الذي مارس عملية الحشو لعقولهم بضرورة لقاء اللجنة المقبلة من أمريكا والشكوي لها وكأننا لسنا مواطنين مصريين؟ يا إخوتي حكموا عقولكم.. فماذا فعلت لنا أمريكا عندما تناثرت أشلاء ذوينا أمام كنيسة القديسين في الإسكندرية؟ وماذا فعلت عندما اختطف رصاص القناصة خيرة شبابنا أمام وزارة الداخلية يوم 28 و29 يناير؟ الاعتصام الآن يلصق بنا تهمة العمالة والخيانة فحقوقنا المسلوبة لن نستيدها بين عشية وضحاها.. لكنها تحتاج لتفكير منظم يدفع باتجاه الدولة المدنية وهي الضامن الوحيد لاستعادة الحقوق.
ضد من الآن تتظاهرون؟.. ضد الجيش بسبب إصابة البعض فجر الاثنين.. الجيش لم يشتبك مع المسيحيين فقط ولكن مع المسلمين أيضا, يا إخوتي أنا لا أبرئ أحدا ولا أجرم الآخرم ولا أقول هذا حبا في الجيش ولا كرها فيمن يتظاهر لكن حرصا علي مصرنا الحبيبة.
وإن أردنا معاقبة العناصر التي أخطأت وتعدت علي المواطنين فلنكن ضمن المصريين جميعا, فلنتعقل وليس الأقباط فقط في مواجهة الجيش ولا تستفز هؤلاء الواقفون لحمايتنا حتي لو كان ضمنهم بعض القساة الخارجين عن صيحة الجيش والشعب إيد واحدة, والذين علي مدار سبعين يوما لم يذهبوا إلي بيوتهم ولم يروا أولادهم ولم يسكنوا إلي أحضان أمهاتهم وزوجاتهم كما يفعل الجميع.
لا تكونوا كالدبة الي قتلت صاحبها.. حقوقنا تحتاج لفكر واع.. أنتم خرجتم من القمقم متأخرا جدا ولا يمكن أنت تدفع مصر بأكملها بسبب هذا التأخير.. وبمارد الذي خرج من القمقم لن يعود لكن عليه ضبط النفس حتي لا يحترق.
كل مسيرة أو اعتصام الآن سينتهي باشتباكات جديدة وإصابات جديدة تحفز آخرين علي الغضب أتودون حرق مصر.. أتودون أن يكون أقباط مصر هم سبب خرابها.. من يجب كثيرا يبذل كثيرا.. إن كانت لكم محبة حقيقية لهذا البلد حافظوا عليه واختاروا الوقت المناسب لتحريك المياه الراكدة وقت يتحرك فيه المصريين جميعا وليس الأقباط فقط لعقاب كل من يتعدي علي حقوق المواطنين.
لا أنادي بالصمت ولا بالخنوع فقد كنت في وسطكم طيلة عشرة أيام هي مدة الاعتصام وأعلنت أنني فور البدء في بناء الكنيسة سأعود لمنلي.. لكن للأسف بعض منظمي الاعتصام فضلوا تصعيد الأمر وحثوا الناس علي عدم السماع لأي شخص حتي لقداسة البابا.. وحينما جاءت اللحظة التي علي المعتصمون الرحيل فيها ترك المنظمون الناس ورحلوا وحدهم وتركوهم يواجهون الاشتباكات دون قائد بل ولم يراهم أحد في محاولات التهدئة التي سعي العقلاء لها لإعادة الغاضبون من ماسبيرو.
خرجتم من القمقم فلنكسر القمقم دون أن نحرق المارد بل نوظف حماسنا وقوتنا لدفع مصر نحو الدولة المدنية المأمولة.
وأخيرا يا قيادات جيشنا العظيم حاكموا من يخطئ أقيموا التحقيقات لكن لا وألف لا للقبض العشوائي ولا وألف لا للتعذيب بالسجون الحربيثة لم يعد لدينا سواكم فلا تخذلونا.