المناهج الدينية تحتاج لتطوير لتواكب الدستور
وتسلح الطالب ضد الهوجات الطائفية
تستمروطنيفي حشد تأييد النواب للقانون الموحد لبناء دور العبادة وفي هذه المرةالحلقة46نتحدث إلي النائبة الدكتورة عزيزة يوسف عضوة مجلس الشوري والوكيلة السابقة للجنة التعليم والعضوة الحالية للجنة الصناعة. ويعرف عن النائبة وتلقب بـراهبة الصحراءلأنها عانت وعاشت مصاعب الصحراء وتخصصت في علوم الثروات المعدنية .
شاركت في إنشاء تخصص جديد لتحسين مواصفات خامات الثروة المعدنية بالمركز القومي للبحوث, وسجلت أول رسالة ماجستير ودكتوراه عن تحسين مواصفات خامات المنجنيز في سيناء, ولأنها المرأة الوحيدة التي عملت في المجال حصلت علي جائزة الدولة التقديرية,وعينت في مجلس الشوري منذ عام .1998
أجرت وطني حوارا مع النائبة والعالمة د. عزيزة يوسف, أشارت فيه إلي إعدادها ومجموعة من علماء الثروة المعدنية بوزارة البترول لمشروع قانون جديد للثروة المعدنية, لأن التعديلات علي القانون 56 لسنة 1956 الحالي لا تكفي, وتعتبر أن هذا القانون من أسباب عدم الاستغلال الأمثل للثروات المعدنية.
وذكرت أن هذه المواد إذا استخدمت الاستخدام الأمثل في الاستخراج
والاستخلاص والتصنيع والتصدير ستضيف للاقتصاد القومي الكثير, والقانون الجديد يتحدث عن تنمية الثروة المعدنية من أول عمليات التنجيم ومنح رخص الاستغلال, ثم عمليات الصناعة والتصدير.فمثلا الرمال البيضاء أجود الرمال علي مستوي العالم تصدر دون معالجة أولية وتعيد مصر استيرادها من الخارج علي أنها رمال غير مصرية والدولة التي صدرتها لمصر هي صاحبة المنشأ, مما يبين أن عدم المعالجة لتلك الرمال يفوت علي مصر المليارات من الجنيهات.
كما توجد في مصر الطفلة-التي تستخدم في صناعة الأسمنت ومصر تمتلك كميات كبيرة من الطفلة والحجر الجيري المستخدمان في صناعة الأسمنت, وما حدث أنه تم تسعير الطفلة وليس الحجر الجيري رغم أن طن الأسمنت يحتاج في صناعةمن0.9: 1 طن طفله و1.6 طن حجر جيري. وكثيرا ما طالبت بتسعير الحجر الجيري ولم يسمع أحد!, فمصر تمتلك حجرا جيريا هو الأجود علي مستوي العالم, وتوجد كميات ضخمة منه في سمالوط بالمنيا ورأس ملعب في سيناء, فالمستثمر يأخذ كل الخامات دون مقابل ويصنع الأسمنت ويكسب وراءه, والمواطن لا يأخذ سوي التلوث, مما يتطلب تسعير كل الخامات التي يحصل عليها المستثمرون.
ويوجد في مصر رخام وجرانيت من أجود الخامات وما يحدث أن هذا الخام يصدر للخارج بطرق غير معروفة تعيد تصديرها بعد تقطيعها وتلميعها .
كما توجد في مصر رمال سوداء منتشرة في دمياط ورشيد, وهناك شركات تبعث في استغلالها كخامات مشعة.ولانزال نتعامل مع تلك الثروة بوصفها فقط محاجر رمل, تقطعه الجرافات وترفعه الأوناش إلي مقاطير ليباع في السوق المحلية للاستخدام في أغراض تقليدية مثل البناء وصناعة الزجاج العادي, ويصدر الباقي خصوصا الأنواع فائقة الجودة كرمل خام إلي دول شمال البحر المتوسط بأسعار متدنية, ثم تقوم تلك الدول بغربلته وتصنيعه وتعيد تصديره إلي مصر بأسعار باهظة.
وتقول النائبة إن لجنة الصناعة بمجلس الشوري تعد حاليا تقريرا عن الثروة المعدنية بين الاستغلال الأمثل والإضرار المتعمد وسوف يعرض علي المجلس في دورته المقبلة, كما تعد اللجنة خلال الإجازة البرلمانية تقرير آخر عن زيادة تنافسية المنتجات المصرية.
وتري الدكتورة عزيزة يوسف أن التقرير الخاص بالتنافسية سيتولي دراسة زيادة الاعتماد علي المكون المعرفي في الإنتاج الصناعي, وليس علي الموارد الحالية. والمكون المعرفي هي طرق تصنيع حديثة مبنية علي التكنولوجيا المتطورة لإنتاج منتجات تنافس نظيرتها العالمية بالجودة والسعر.
من جانبها ذكرت د. عزيزة أنها عملت 9 سنوات في لجنة التعليم.وما زالت تنادي بإعادة النظر في المناهج خاصة المناهج الدينية ليتسلح الطالب ضد الهوجات الطائفية, وليواكب المحتوي الديني ما جاء في الدستور مثل المواطنة والمساواة ولايفرق ذلك المحتوي بين المسلم والمسيحي ويرسخ لمفاهيم التعايش وقبول الآخر.
وتشير الدكتورة عزيزة يوسف إلي ضرورة علاج مشكلة الطائفية من جذورها, ويجب أن يكون لرجال الدين دورا أقوي وأعمق, وتقول إنها تحدثت مع د. أحمد عمر هاشم رئيس لجنة الشئون الدينية بمجلس الشعب وحمدي زقزوق وزير الأوقاف عن موضوع التكاليف علي إنشاء زوايا المساجد, وانتقدت الاجتماعات التي تتم في المساجد في غير أوقات العبادة فلا أحد يعلم الموضوعات التي تثار في تلك اللقاءات ,كما أن تلك الزوايا ليست تحت إشراف وزارة الأوقاف, التي تراقب الدعاة الدينيين, والدعاة لهم تأثير قوي خاصة في الجاهلين. وتذكر أن هناك كثيرا من الزوايا يخطب فيها جهلة وأميين لا يفقهون شيئا عن الخطابة والدعوة. وتشير أن وزير الأوقاف اعترف لها بتلك المشكلة وبلغها أن وزارته تسعي لضم تلك الزوايا علي مراحل, وتذكر أن ما ينشأ كل عام من زوايا يماثل أضعاف ما تضمه وزارة الأوقاف!, وتطالب أن يكون رجال الدين أكثر يقظة فالزويا قد تعد الأكثر خطورة علي الدين الإسلامي.
وأشارت د. عزيزة يوسف أنها تعلم أن القانون الموحد لبناء دور العبادة فيالرتوش الأخيرةوتشدد علي ضرورة أن يأخذ القانون في اعتباره الثغرات التي قد تستغل لصالح المنتفعين كما لابد ألا تخرج دور العبادة عن طابعها المصري الذي تعودنا أن نراه.