حدث خلال السنوات الأخيرة تقدم مذهل في صناعة الروبوت إلي حد إنجاز المهام الحساسة التي يقوم بها الإنسان وبكفاءة عالية, لدرجة أن بعض الشركات المصنعة بدأت تطرح روبوتات في سوق العمل لينافس الإنسان في كافة المجالات.
واستطاعت شركة إيثون المتخصصة بالصناعات التكنولوجية المتقدمة تطوير روبوت أشبه بالكابينة متصلة بمكنسة كهربائية ضخمة, يحمل عينات المرضي إلي المختبر, كما يعمل علي توصيل الأطعمة الخاصة بالمرضي في المستشفيات.
وبات شائعا استخدام الروبوتات في الدول المتقدمة والتي تتحرك بين البشر في مختلف أماكن العمل وذلك بفضل أجهزة الاستشعار المتطورة, والتي أصبحت أكثر أمنا في تعاملها مع البشر.
وستشهد الروبوتات في السنوات المقبلة تطورا كبيرا, حيث تعكف الشركات المصنعة لها علي إضافة تعديلات لأشكالها حتي تلقي قبولا لدي العاملين البشر ليصبح التعامل معها أكثر سهولة من الناحية العملية وتكون لها مظهر عاطفي أيضا.
التحدي الأكبر الذي يواجهه المصنعون للروبوتات كلفتها الكبيرة والتي تصل إلي آلاف الدولارات, الأمر الذي يشغل الشركات لجعلها في متناول أصحاب الأعمال وهذا ما يفعله اليابانيون حاليا.
في المستودعات
وتعتمد شركة كرات آند باريل ودايبرز الأمريكية علي استخدام الروبوتات التي طورتها شركة كيفيا سيستمز, وهي روبوتات تستخدم في المستودعات, وتنفذ الأوامر بسرعة مذهلة, حيث تقوم روبوتات كيفيا بتعليق الأرفف في الأماكن التي يختارها المرء في المستودع بطريقة آمنة وبسرعة فائقة, وبالظلام أحيانا.
كما أعلنت شركة جنرال موتورز بالتعاون مع وكالة الفضاء الأمريكية ناسا في أبريل الماضي عزمها علي التعاون في مجال تطوير روبوت أشبه بالإنسان, وأطلق عليه اسم روبوناوت2.
ويتميز هذا الروبوت أن لديه أذرعا تمكنه من استخدام أدوات الإنسان, وسيسافر هذا الروبوت إلي محطة الفضاء الدولية, وتبين ناسا أن الروبوت ستوكل إليه مهمة الذهاب إلي الفضاء, والقيام بمهام إنسانية, لكنها تشكل خطرا علي حياة البشر.
وتبحث جنرال موتورز الآن لتطوير استخدامات أخري لهذا الروبوت, تمكنه من الرؤية والحركة وأن يحظي بتقنيات الاستشعار وجعله أكثر قدرة علي العمل جنبا إلي جنب وبسلام مع البشر, ويبحث صناع الروبوت عن أسواق جديدة, كما أن الشركات التي تصنع الروبوتات لأغراض مختلفة في تزايد كبير.
كان بيل جيتس صرح سابقا لمجلة أمريكا العلمية أن صناعة الرجل الآلي في ذروة صعودها وفي تطور وتوسع مستمر.
روبوت عربي
يتوقع الاتحاد الدولي للروبوت أن تحدث طفرة هائلة في صناعة الروبوت خلال 2010 لتصبح قيمتها 500 مليار دولار أمريكي, فيما ذكر تقرير اللجنة الاقتصادية الأوربية التابعة للأمم المتحدة والاتحاد الدولي للروبوت أن مبيعات أجهزة الروبوت شهدت رواجا كبيرا, وزادت بمعدل 26% عام 2009.
من جانبه أكد الدكتور فتحي غربال مدير مختبر الروبوت والنظم الذكبة بجامعة رايس في هيوستن بتكساس الأمريكية, أن الدول العربية لديها مقومات تصنيع الروبوت.
وأوضح غربال أن مصر ودولا عربية أخري بدأت تهتم بصناعة الروبوت, وهذا الاهتمام يتطلب رعاية حكومية وتمويلا ضخما مع وضع خطة زمنية محددة لتوظيف نظم الروبوت في الصناعات الوطنية بما يخدم في النهاية معدلات النمو الاقتصادي, وأشار إلي أن الأوليمبياد العربي للروبوت, الذي سيشارك فيه الفائزون في الأوليمبياد العالمي وتستضيفه العاصمة الفلبينية مانيلا في نوفمبر 2010 يعد فرصة طيبة لرعاية هؤلاء المبتكرين العرب.
وحث غربال الذي يعمل في مجال تطوير النانو روبوت علي ضرورة توفير إطار مؤسسي يبلور ويرعي جهود المساهمة في تطوير ونقل التكنولوجيا, من خلال الشراكة بين الجامعات العربية ورجال الصناعة, في مجال تكنولوجيا الروبوتات, فضلا عن تشجيع إجراء المسابقات الخاصة بالروبوت علي مستوي الدول العربية لخلق جيل جديد من الباحثين والمهندسين المتخصصين في هذه الصناعة.
الجدير بالذكر أن الروبوتات شهدت نقلة نوعية, ففي عام 2004 نظم العلماء سباقا لمركبات روبوتية لمسافة 142 ميلا في صحراء موجوفا, التي تتميز بتضاريسها الوعرة, وأثبتت أن تلك الروبوتات استطاعت قطع 7 أميال قبل أن تتحطم أو أن تتعطل, ولكن في عام 2005 الذي شهد السباق نفسه, استطاعت بعض الروبوتات قطع المسافة بسرعة معقولة دون أن تتعطل.
عن:B.B.C