في ظل الاضطرابات الأمنية التي تعاني منها البلاد, ومقتل الجنود المصريين علي الحدود المصرية – الإسرائيلية, وإقبال البلاد علي انتخابات مصيرية تتطلب الأمن والاستقرار, طالبت بعض الفتيات بحقن في الالتحاق بالجيش وتأدية الخدمة العسكرية, وذلك من أجل الدفاع عن أمن واستقرار البلاد, وللتعبير عن مطالبهم قامت فتيات بإنشاء صفحات علي موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك – الذي أصبح الوسيلة الأشهر بين الشباب للتعبير عن مطالبهم – وطالبن فيها بضرورة المساواة بين الرجل والمرأة في الالتحاق بالجيش. وما زاد من الموضوع اهتماما ما قامت به لجنة القوات المسلحة في مؤتمر الوفاق القومي الأخير حول إمكانية تنفيذ فكرة التجنيد الإجباري للشباب من الجنسين.
ما بين مؤيد ومعارض كان هذا التحقيق لمعرفة رأي الفتيات حول تلك التجربة.
سارة محمود 20 سنة توافق علي الالتحاق بالقوات المسلحة وأوضحت أنه من حق الفتيات الالتحاق بالجيش, لأنه لا يوجد فرق بين الرجل والمرأة, فالمرأة تمتلك كل الإمكانات التي تسمح لها بالالتحاق بالجيش, في حين اعترضت أميرة وجيه 22 سنة علي التحاق المرأة بالجيش وقالت ربنا لو كان عايز يدخلني الجيش كان خلقني ولد, وأضاف مينا ملك 20 سنة إن مهمة الجيش هي الدفاع عن شرف البلاد, فلو دخلت الفتيات الجيش واشتركوا في الحروب وأصبحوا أسيرات حرب, فلك أن تتخيل ماذا سيحدث لهم, وفي هذه الحالة كيف يمكن الدفاع عن شرف وعرض البلاد.
أكدت لنا إنجي فهمي أن فكرة التجنيد الإجباري فكرة ممتعة وستتعلم الفتيات أشياء جديدة وكثيرة لبناء بيت سليم مثل الاعتماد علي النفس والمواجهة وسبل حل المشكلات وأساليب فض النزاع والشجاعة والتروي وغيرها من صفات تفتقدها أغلب الفتيات, ويفضل أن يكون إجباري مثل معظم الدول الكبري لبناء جيش قوي قادر علي حماية الوطن.. قالت هناء فتحي ربة منزل إن فكرة التجنيد لا تليق بالفتيات في مصر فالفتاة عليها أن تدرس لتعمل في إحدي المجالات البسيطة غير المرهقة وأيضا لتتزوج وتربي أجيال قادمة وليس عليها حماية الوطن بهذا الشكل وإن كان عليها أن تبني أجيالا تحمي الوطن وتبنيه.
وقالت إيمان محمد من شباب الثورة إن الفتاة عليها أن تتحمل عبء المشاركة في البناء والدفاع عن الوطن مع الرجل, فمن حق المرأة أن تقدم للوطن ما يقدمه الرجل خاصة مع الوعي الذي حدث للمواطنات بعد ثورة يناير, وهو وعي نفتخر به ونتمني أن يدوم وينعكس علي أرض الواقع.
وأوضح الدكتور عبدالرؤوف الضبع رئيس قسم الاجتماع كلية الآداب جامعة سوهاج, أن التحاق الفتيات بالجيش هو أمر سهل وصعب, سهل لأن الدستور المصري يساوي بين الرجال والنساء في الحقوق والواجبات, وبالتالي أصبح من حقها وواجبها الالتحاق بالقوات المسلحة مثل الذكور, ولكن ما يصعب الأمر أننا لسنا في مجتمع يحكمه القانون فقط, بل يحكمه العادات والتقاليد والأعراف, وهو ما يرفض هذا الأمر تماما, وستكون هناك شريحة كبيرة من المجتمع تعارض التحاق الفتيات بالجيش, ولكنه وافق علي التحاق الفتيات بالجيش ولكن بشرط, وهو تخصيص بعض التخصصات لهن والتي تتناسب مع العادات والتقاليد.
وأضاف محمد كمال القاضي لواء شرطة سابق, أن دخول البنات الجيش يتنافي مع طبيعة الفتاة المصرية بالإضافة إلي أن النظام العسكري نظام رجولي ذكوري يعتمد علي القوة الجسدية والبدنية وهو ما تفتقر إليه الفتيات, والعمل العسكري هو القتال, فكيف ستقاتل الفتاة, وإذا طالبت الفتيات بحقهن في الالتحاق بالجيش فيجب أن تقتصر خدمتهن علي الخدمة الطبية في المستشفيات.
وتعارض الدكتورة نائلة عمارة أستاذة الإعلام بقسم الإعلام كلية الآداب جامعة حلوان دخول الفتيات الجيش في الوقت الحالي, لأننا في بلد تحكمه العادات والتقاليد, والمرأة مازالت تواجه الكثير من المشاكل مثل التمييز والتحرش, ومن الممكن التحاق المرأة بالجيش في المستقبل إذاأصبح الناس أكثر وعيا لأهمية دور المرأة في المجتمع.
أما عن تاريخ التحاق المرأة بالجيش, فنجد أن المرأة في العصور القديمة كانت تشترك في حماية الأسرة والقبيلة من المخاطر, ويذكر أيضا أن الخليفة المأمون قام بإدخال الفتيات الجيش وكان عددهن 1700 مدربة, فهل سيتكرر هذا الأمر ثانية وسيسمح للفتيات بالالتحاق بالجيش؟