نجح فريق من العلماء الأمريكيين والروس في تدوين معظم الخارطة الوراثيةالجينوملحيوان الماموث الصوفي وقام العلماء باستخراج الحمض النووي الـدي.إن.إيهمن عينات من شعر الماموث لإعادة بناء التسلسل الجيني للحيوان المنقرض الذي عاش في العصر الجليدي.
وعلي الرغم من أن بعض أجزاء الحمض النووي ظلت مفقودة فإن العلماء يعتقدون أنهم أكملوا نحو80في المائة من جينوم الماموث ويمكن لهذا الإنجاز العلمي أن يعزز فهمنا لكيفية انقراض الماموث ويعيد طرح التساؤلات أيضا حول جدوي استنساخ الأنواع التي انقرضت منذ زمن بعيد وساعد العلماء في إنجازهم أن العديد من جثث حيوانات الماموث المنقرضة عثر عليها محفوظة في الجمد السرمدية في سيبيريا وهذه الظروف نموذجية للحفاظ علي الشعر وهي المصدر المفضل لاستخراج الـدي.إن.إيهالقديم والواقع أنه إذا بقيت المادة الوراثية في عينة الشعر فإن معظمها سيكون عائدا للحيوان الذي أخذ الشعر منه وعلي النقيض من ذلك عندما يحاول الباحثون استخراج الـدي.إن.إيه القديم من العظام فإنه يكون ممزوجا عادة بالأحماض النووية للفطريات والبكتيريا وقد استخدم العلماء عينات شعر من حيواني ماموث حفظا في الجمد السرمدية في سيبيريا وبمجرد استخراجهم للـدي.إن.إيه تعين عليهم تقدير الكمية الفعلية التي جاءت فعلا من الماموث ثم قاموا ببناء خارطتهم الوراثية اعتمادا علي الخارطة الوراثية للفيل الأفريقي أقرب حيوانات الأرض الخالية للماموث المنقرض التي سبق أن دونوها وكشف تحليل الخارطة الوراثية أن جينوم الماموث يختلف عن جينوم الفيل الإفريقي بنحو 0.6 في المائة وهو اختلاف يقل عن نصف الاختلاف بين جينوم الإنسان وجينوم الشمبانزي وهو اختلاف مثير للاهتمام بالنظر إلي أن الانفصال التطوري بين الفيل الأفريقي والماموث حدث مبكرا عن الانفصال التطوري بين الإنسان والشمبانزي وهو ما يعني أن الجينوم تطور ببطء أكبر في الفيلياتبما في ذلك الماموث مقارنة بالبشر والقردة العليا ويبقي تفسير هذا الاختلاف لغزا يتعين علي العلماء أن يفكوا طلاسمه وكشفت النتائج أيضا أن الماموث يمتلك جينوم أكبر من جينومات الثلييات ذات المشيمة ويعتقد العلماء أن جينوم الماموث الكامل سيكون أكبر من جينوم الإنسان 1.4 مرة.
يحلم كثير من العلماء منذ زمن بعيد باستخدام الـدي.إن.إيهالقديم في إعادة العديد من الحيوانات المنقرضة إلي الحياة مجددا غير أن معظم العلماء يعتقدون أن هذا الأمر مستحيل الحدوث أصلا ويتمثل التحدي الأكبر لتحقيق هذا الحلم في التغيرات التي تطرأ علي التسلسل الجيني للحيوان بعد موته ويقول البروفيسورجيريمي أوستيننائب مدير مركز أستراليا للحامض النووي القديم في جامعة أويلير الأمر أقرب إلي محاولة بناء سيارة من80في المائة من مكوناتها وأنت تعرف مسبقا أن بعض الأجزاء محطمة تماما.
وأضاف بقوله:حتي لو كان لدينا الجينوم كاملا فستظل نجابه مشكله معرفة كيف نميز بين الطفرة الفعلية وخطأ التسلسل أو التلف في الـدي.إن.إيه وعلي مستوي الجينوم فإن هذا الأمر في حد ذاته مشكلة لا يمكن تجاوزها وبعد ذلك عليك أن تواجه مشكلة إعادة بناء الكروموسوم الاصطناعي لكن المعضلة الأكبر هي أننا لا نعلم حتي الآن كم عدد الكروموسومات التي كان يمتلكها الماموث.
عن:العربي العلمي