أمام وداخل مطرانية الجيزة احتشد آلاف الأقباط بقلوب ملتهبة, وأرواح باكية, وبركان من الدموع, وصراخ متواصلبالروح بالدم نفديك يا صليب هناك من يحمل صلبانا خشبية, وهناك من يحمل أكاليل من الزهور, ولكن الكل يحمل ألما لابدء له ولا آخر.
انتظار جثث الشهداء زاد من اللوعة وجعل المرارة ثوبا حارقا يرتديه الحضور, حاول شمامسة الكنيسة امتصاص سيل الحزن المنهمر بدمج الحضور في الترانيم, وتهتف الحناجر أنا عايزك أنت يا صاحب القواتولما أكون تعبان أروح لمين غيرك ويخرج عن اللحن والكلمات…صوت صارخ بالنحيب يقول في قوة ورجاءيارب وتهتز أعمدة الكنيسة بصدي الصوت الذي يصبح نشيدا للجميع.
وعندما كان ينضم إلي المشهد المهيب تابوت جديد…والبعض يصفق ويعلن البعض أن الروح والدم فداء الصليب…وارفع رأسك فوق أنت قبطي…وهكذا ظل الجمع علي هذه الحالة من الترانيم والهتاف والبكاء والصراخ, من الساعة الثانية ظهرا حتي السادسة مساء وقت بدء صلاة الجنازة علي ثلاثة من شهداء مذبحة إمبابة, التي رأسها نيافة الأنبا يوأنس الأسقف العام وسكرتير قداسة البابا, الذي أكد في كلمته أن قداسة البابا قال إنالله لن ينسي شهداء إمبابة.
أكد أن المسيحيين لايخافون الموت وأنهم علي أتم الاستعداد للاستشهاد من أجل اسم المسيح, كما قدم نيافة الأنبا ثيئودوسيوس الأسقف العام للجيزة تعازيه أيضا لأسر الشهداء, ومع تواصل الصلاة دمت القلوب علي لوعة الفراق وحرقة غياب الأحباب, وتمتمت الشفاه الباحثة عن نقطة ندي ترطب الجرح الغائر بالقول المقدسلي الحياة هي المسيح والموت ربح والعزاء الحقيقي في الإيمان بأن الشهداء مع المسيح في السماء وذاك أفضل جدا.