*المهنة بوابة عمرها ثلاثون عاما لكنها تحمل من الهموم ما يزيد علي عمرها سنوات أخري, تحدثت معها وكم من أحلام تراودها, فهي بالنسبة لآخرين أحلام بسيطة جدا- لكن لأنها سيدة بسيطة جدا وليستمرات البيه البواب فهي تحرس عقارا بحي شعبي هي وزوجها ومعها الأبناء- فلها أحلام بسيطة تحزن وتستغرب حينما تسمعها, لكن لأن الأذن اعتادت سماع أحلام لناس بسطاء لم يعد الأمر بالقدر الكبير من الغرابة والحزن, لكن لا يسكت قلم يريد أن يكتب أحلام البسطاء…فلهم أحلامهم ومشاكلهم وطموحاتهم, فهم جزء أساسي من الشارع المصري, وهناء محمد واحدة من هؤلاء, فتقول…..
*باشتغل أنا وجوزي بوابين بقالنا عشر سنين.
*عندي 3عيال خرجت واحدة من المدرسة عشان المصاريف والثاني في رابعة ابتدائي والأخير في أولي.
*جايين من الصعيد علي القاهرة وماشيين جنب الحيط عاوزين نربي عيالنا ونعيش.
*سمعنا عن المظاهرات وقالوا دي عشان الغلا قلنا يا مسهل…الحال يرخص ويدونا فلوس حلوة نعرف ناكل ونشرب ونعلم العيال.
*لا ما أقدرش أشارك في مظاهرات, بصراحة أخاف…إحنا ناس غلابة وعلي قد حالنا.
*لما قالولنا فيه مظاهرات قفلت علي نفسي الباب أنا وعيالي…خفنا نطلع الشارع.
*أعرف الرئيس مبارك لكن ماعرفش حد من الوزرا….أنا أعرف الغفرا.
*باشتغل عند ناس بيدوني عشرة جنيه في اليوم عشان أسند الحياة مع جوزي.
*مرتبنا من العمارة 80جنيه في الشهر ها يعملوا إيه ولا إيه!!
*نفسي في حاجات كتير….نفسي يبقي لي بيت إن شا لله أوضة وصالة بدل ما كلنا في أوضة واحدة تحت السلم.
*نفسي أعلم عيالي وأطبخ أكل حلو.
*لو شفت الريس- ولو إن اللي زيي عمرهم مايشوفوا حد من الكبار- ها أقوله رخصولنا الحال ياريس وخليك مع الغلابة اللي زينا.
*الناس تتظاهر وترفع صوتها عشان يسمعوها لكن ماحدش بيعمل تخريب…ما الخراب بيعم علي الكل.
*محدش بيدينا في العمارة حاجة ليها قيمة…أي حد بيدي من الفضلة بتاعته…لكن عاطي الكل هو ربنا.