الحقيقة أنا اللي غلطان… ده طريقه هو… أنا اللي داخل غلط… أنا أحب أقول الحق حتي لو ضد نفسي. هكذا قال لي سائق التاكسي نتيجة دورانه في أحد الشوارع الفرعية التي لا تسري عليها قوانين المرور, عندما أظهر له سائق المركبة المقابلة استياءه…ورغم تجاوزه المروري إلا أنه استدعي في ذاكرتي مفهوم المقاييس المزدوجة أو الكيل بمكيالين, ويبدو أن هذا السائق متحرر منها ويستطيع أن يقيم الأمور بمقياس واحد حتي ولو لم يكن في صالحه.
المقاييس المزدوجة مصطلح ارتبط في أذهاننا بالسياسة خاصة في علاقة أمريكا بإسرائيل وفلسطين, إلا أنه آفة تصيب الكثيرين علي المستوي الاجتماعي والإنساني في معطيات حياتنا.
رجل ينكر علي زوجته حقوقا كثيرة ويمنح نفسه حقوقا مطلقة, تنقلب كل مقاييسه مع زوج ابنته أو زوج أخته… ولا يستحي أن يخالف كل آرائه ليعود في استدعائها بلسان الزوج أمام زوجته!!
أم تلتمس كل الأعذار لابنتها وتعتبر تبادل الزيارات بينهما منطقيا, ومن جهة أخري تتصيد كل الأخطاء لزوجة ابنها وتنكر عليها حق زيارة أهلها, وكل ما ملأت به الدنيا عن حقوق ابنتها تنكره علي كنتها!!
أم أخري تعطي ابنها كل الحق في أن يتأخر خارج المنزل دون أدني ضوابط… تعتبر مصادقته للبنات أمرا عاديا. لا تؤاخذه إذا خلع ملابسه ورماها يمينا ويسارا… تعتبر الأمر والنهي والصوت العالي حقه, أما البنت فكل شئ عيب عليها ومحرم عليها…وهنا تضيع القيم الإنسانية أمام التفرقة النوعية وغيرها من التصنيفات ولا يصبح الالتزام والأدب واللياقة من سمات البني آدميين وإنما يتم تفصيله علي هوانا… وتضيع الحقوق وتنهار الفضائل أمام المقاييس المزدوجة.
أنا أقول الحق حتي لو علي رقبتي جملة نسمعها كثيرا ولا نراها علي أرض الواقع إلا نادرا جدا… لإننا اعتدنا أن نمنح أنفسنا حقوقا ولكننا لم نتدرب علي احترام حقوق الآخرين خاصة إذا اصطدمت مع مصالحنا ليظهر إنساننا الداخلي.
[email protected]