تهللت في أعماقي عندما قرأت خبرا يكشف توجه الدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة إلي فرض رسوم بنسبة 10% علي السجائر المباعة, والهدف هو سن العجز في ميزانية الهيئة العامة للتأمين الصحي.
وطبعا أصحاب المزاج من المدخنين لن يعجبهم الخبر الذي يعكنن مزاجهم, لكن الخوف أن تعكير هذا المزاج يأتي علينا بمزيد من السوء مع تدخين أكبر للسجائر!!.
ولا أخفيكم سرا بأنني أشعر بالشماتة تجاه المدخنين بصفة عامة, فرغم شعوري بالشفقة عليهم لأنهم يدمرون صحتهم, فإن هذه الشفقة تتواري عندما أتذكر أنهم يدمرون صحة المحيطين بهم رغم أنفهم, نتيجة الدخان المتصاعد من أنوفهم مخترقا بلا هوادة الآخرين ليصبحوا مدخنين سلبيين مصابين بالنتائج السلبية للتدخين. وقد كشفت دراسة سويدية أن مستوي النيكوتين يرتفع لدي أبناء المدخنين إلي 15 ضعفا علي المستويات الطبيعية, وكشفت دراسة أمريكية أن الأشخاص الذين يعيشون مع مدخنين تصيبهم أمراض ضيق التنفس, والتهاب الشعب الهوائية والربو والتهابات الأذن الوسطي.. كل هذا دون أي ذنب ارتكبوه.
الحقيقة أنه رغم وجود قانون يجرم التدخين في الأماكن المغلقة والمواصلات العامة.. فإن المدخنون يضربون به عرض الحائط, وأصبح مشهدا مألوفا أن تري لافتة ممنوع التدخين وبجوارها دخانا متصاعدا من المدخنين, والأكثر إيثارا للدهشة أن هذا المدخن الذي انتهك صحة الآخرين والقانون يزدري ممن يستجمع شجاعته ويقول له: من فضلك إطفي السيجارة!!.. وربما يتطاول ويقول: مش عاجبك انزل اركب تاكسي !!.. مفترضا أن سائق التاكسي غير مدخن!!.
ليست اللجان الشعبية التي شكلتها وزارة الأسرة والسكان بالتعاون مع الجمعيات الأهلية العاملة في مجال مكافحة الإدمان والتدخين تنجح في رصد انتهاكات قانون الوقاية من التدخين مستخدمة آليات خط نجدة الطفل 16000 خاصة في الإبلاغ عن بيع السجائر للأطفال دون سن الـ .18
ولعل المدخنون يتذكرون القول المأثور: إن كان من حقك أن تدخن فمن حقي أن أستنشق هواء نقيا فيلتزمون بالانعزال عند التدخين وإلا فليمتنعوا نهائيا!!.
[email protected]