تلقيت في بريدي الإلكتروني رسالة من أحد الشباب يسألني أن أدله علي عروس مناسبة له,وبعد أن قدم أوصافه ومؤهلاته,لم يطلب في شريكة حياته سوي صفة واحدة ألا وهي أن تكون مقيمة في أستراليا!!!. قفزت إلي ذهني إعلانات الزواج أو البحث عن شريك الحياة التي تتصدر العديد من الصحف والمجلات ومواقع الإنترنت,والتي كثيرا ما لاحظت فيها أن البحث عن النصف الآخر ما هو إلا ستار لرغبات وحاجات أخري.
الحقيقة أن الرغبة في الهجرة أو الحصول علي تأشيرة سفر للخارج تتصدر طلبات الزواج لكل من الجنسين!!!…يليها الحصول علي شقة…ولا توجد غرابة في أن يسوق الشاب ضمن قائمة صفاته أن لديه شقة من باب أنه مستعد لإمكانات الزواج,أما أن يطلب في شروط عروسه أن يكون لديها شقة…فيفصح أنه يبحث عن شقة في الأصل ولا مانع من أن تكون معها عروسة!!!.
من المضحك فيما أطالعه من إعلانات الزواج أن أجد رجلا مسنا يشترط في نصفه الآخر أن تكون طبيبة أو صيدلانية فاستنتج أنه بحاجة إلي التمريض وليس إلي شريكة حياة,ويشبهه الرجل الثري الذي يطلب صيدلانية ويبدو أنه يبحث عمن يستطيع أن يحصل علي ترخيص صيدلية يستثمر بها أمواله.
خطورة القضية تكمن في أن يكون الزواج زواج مصلحة,يتحول فيها إلي مؤسسة لها حسابات الربح والخسارة,وتسيطر الرغبة في الهجرة أو إقامة مشروع استثماري أو الحصول علي شقة علي معايير لاختيار متجاهلة غيرها من المعايير الجوهرية التي يتطلبها الزواج الناجح المستقر ومنها التوافق النفسي والاجتماعي والتقارب الفكري والثقافي والروحي…و…
وإن كان زواج المصلحة يهدد نجاحه واستمراره فإن زواج الهجرة,أو الزواج لأجل الحصول علي تأشيرة فر للخارج أخطرهم ويظهر واضحا في سجلات المجلس الإكليريكي للأحوال الشخصية.
[email protected]