في فترة الخمسين يوما التي تتبع عيد القيامة المجيد تكثر الأفراح وصلوات الإكليل, خاصة أن الكنيسة تسمح بالزواج حتي يومي الأربعاء والجمعة طوال هذه الفترة.
قطعا تلقيتم مثلي دعوات كثيرة لمثل هذه الأفراح, ودائما أعتبر أن حضور صلاة الإكليل فرصة لكل زوجين أن يتذكرا وصية العروسين التي ربما انشغلا عن سماعها يوم زفافهما لانشغالهما بالفيديو والتصوير أو رهبة اليوم.. ولكن تري كيف يتذكرها الأزواج؟!.. في الغالب يتحفز كل منهما لسماع وصية الآخر, فالزوجة تنتبه كثيرا عندما يوصي الأب الكاهن الزوج قائلا: كن حنونا عليها وأسرع لكل ما يسر قلبها فتهمهم الزوجات الحاضرات لأزواجهن سامع؟!.. وطبعا حضرته يتظاهر أنه لم يكن منتبها بينما يستجمع كل قدرته علي الإنصات متأهبا لسماع وصية الزوجة.. ويظل يردد كل كلمة يقولها الأب الكاهن للزوجة ثم ينحني علي زوجته -التي تظنه قد راجع نفسه- فإذا به يقول لها أتسمعين ما يقول: كوني بشوشة في وجهه -مش تكشري كل ما تشوفي وشي- بل تطيعيه وتهابيه ولا تخالفي أمره.. أتسمعين؟!.. فتتمتم الزوجة بكلام غير مسموع إلا أن تعبيرات وجهها تعطي الانطباع بأنها غير راضية عن اتهامها بالتقصير.
وبدلا من أن يراجع كل طرف نفسه يحاسب نفسه علي التقصير ويتخذها ذريعة يدين بها الآخر!! وهذه مشكلة كثير من الأزواج التي تكمن في البحث عن الحقوق فإذا ما قصر الآخر يصبح متهما, وقليلون الباحثون عن الواجبات تجاه شريك الحياة.
الحقيقة أن الحياة الزوجية تحتاج إلي جهاد مستمر ولا تسلم من الزلات في الطريق, والشاطر يسرع فيقوم لا لكي يقاوم الآخر بل ليسعي جاهدا في اكتشاف شريك حياته وحاجاته ويبذل جهد في إرضائه وإشباعه.
لاشك أن الحياة الزوجية من أهم معتركات الحياة التي تحتاج إلي جهاد ونعمة.. وأيضا إعداد قبل الزواج.. ولا إيه؟.
[email protected]