محمد الدريني صاحب أخطر ملف تعذيب في مصر ..بدأت قصته في عالم المعتقلات فجر يوم 2004/3/21 منذ هذا التاريخ تغيرت حياة الدريني فبعد أن قضي خمسة عشر شهرا داخل معتقلات أمن الدولة ومن خلال ما رآه وعاشه خرج كتابعاصمة جهنم إلي النور… وثق فيه الدريني كل ما يحدث خلف أبواب معتقلات مبارك.
كان الدريني أول من كشف أسرار حادثة كنيسة القديسين بعد 48 ساعة من هذا الحادث, لأنه علي علم تام بكل ما كان يحدث في جهاز أمن الدولة وكشف الكثير من الأسرار لذلك كان لنا معه هذا الحوار…….
*بعد اطلاق ثورة 25يناير ونجاحها في الإطاحة بمبارك ظهرت الجماعات السلفية بشراسة علي الساحة السياسية… فكيف تفسير ذلك؟
**أري أن السلفيين مجموعة ذات أفكار متطرفة فكيف يتم الاعتداء علي الناس وإقامة الحدود عليها أو علي مكان عبادة بتحريض من بعض المتطرفين فكريا؟ إنهم يهددون المجتمع المصري في أمنه واستقراره ولابد من وقفة حاسمة لاقتلاع هذا الخطر من جذوره أما بالنسبة لظهورهم في هذا الوقت فيؤكد أنهم جزء من الثورة المضادة والتي تقودها السعودية فهم بلا شك ظهروا بأوامر من السعودية التي قامت بتزويد مبارك بـ 50مليارات دولار للقضاء علي الشيعة في مصر, وتقوم الآن السلفية بإجهاض الثورة المصرية عن طريق استخدام ملف الفتنة الطائفية بين المسلمين والمسيحيين وبين السنة والشيعة. فقام السلفيون قبل ذلك بتكفير خمسة عشر مليونا من الصوفية وهم الآن يهددون المجتمع بجميع مكوناته.
*كيف يمكن التصدي لمثل هذا الخطر؟
**رفع الوعي بين الناس ليعرفوا من هم السلفيون, وستنتهي السلفية الوهابية في مصر وجميع البلدان التي تصدرت إليها الوهابية ولكن علينا أن نسألهم.
اليوم:أين كنتم في فترة حكم الطاغية مبارك؟ أين كنتم فيما يحدث للشعب المصري من قتل وتعذيب ومصادرة للحريات؟
الشيعة الآن
*هل يستعد الشيعة الآن لخوض المعركة الانتخابية؟
**نعم نستعد للانتخابات التشريعية فالسادة الأشراف وآل البيت يمثلون 10ملايين من الشعب المصري ولنا بحد أدني 25 مقعدا لذلك نقوم بالاستعداد الكامل لاختيار المرشحين شريطة أن يكونوا بعيدين عن النظام السابق.
معاناة
*عانيت كثيرا في المعتقلات المصرية…حدثنا عن المعاناتك؟
**تم اعتقالي في عام2004 بعد عرض المشروع السياحي الأعتاب المقدسة وبعدها تم اتهامي بقيادة التمرد داخل المعتقل.
واعتقلت مرة أخري بعد كتاب عاصمة جهنم هذا الكتاب الذي وثقت من خلاله جميع جرائم التعذيب في معتقلات مبارك.
لا أستطيع نسيان تلك الأيام من حياتي ولن أنسي أبدا كيف كان يتم التعذيب بجميع الوسائل في المعتقلات فتم تكفيف عقلي في معتقلبطن الحوت وعدم الحديث معي حتي عند مرضي كان يمنع الطبيب من الحديث, كنت أجلس في حفرة 80سم*40سم ولا أخرج إلي دورة المياة إلا مرة واحدة لخمس دقائق وعندما تم السماح لي بالاستحمام كان هذا بأمر وزاري كنت في عزلة تامة أتحدث مع الجدران والحشرات فكنت أشعر أنها تسمعني وكان خلفي غرفة المشنقة ولكم أن تتصوروا مشاعري.
عاصمة جهنم
*وماذا عن كتاب عاصمة جهنم هذا الكتاب الذي كان علي أثره اعتقالك, وما محتوياته؟
**قمت بكتابة هذا الكتاب علي الرصيف خوفا من ملاحقتي فضم الكتاب جرائم النظام في جميع المعتقلات السياسية في مصر..يروي آثام وفجور النظام من قتل وتعذيب.
*كتاب مثل هذا كيف استطعت اخراجه إلي النور؟
**تم طبع هذا الكتاب بأربع مطابع وكان جهاز أمن الدولة يراقب ثلاث مطابع وفي آخر وقت أخذته إلي المطبعة الرابعة وكان غلافه في مطبعة أخري, تم توزيع هذا الكتاب كالمنشورات وعندما كتب عنه الكاتب فهمي هويدي تم رفض المقال بجريدة الأهرام اقتطعت نفقات طباعة هذا الكتاب من مصاريف علاجي من آثار التغذيب وتم توزيعه بالمجان…حاول أمن الدولة منعه ومعرفة الموزعين ورغم ذلك تم توزيع عشرة آلاف نسخة كانت بمثابة وقود للحركات الوطنية في عام2004 بعد ما علموا ما يجري خلف أسوار المعتقلات.
*كشفت خفايا النظام السابق وخاصة في حادثة كنيسة القديسين… كيف حصلت علي هذه الحقائق قبل إعلانها في الصحف؟
**بعد هذا الحادث البشع خرج مبارك والعادلي في خطابهما وأيقنت تماما أنهما وراء هذا الحادث وبعد 48ساعة من الجريمة ذهبت إليهما في عقر دارهما بوزارة الداخلية وقلت لهما مباشرة إن قسم الموساد في أمن الدولة هو الذي نفذ حادثة كنيسة القديسين.
فالملف الأخطر الذي يجب أن يبحث المصريون عنه هو الموساد لمعرفة من هو مبارك ومن هو حبيب العادلي وصلاح سلامة, وحسن عبد الرحمن, هؤلاء القتلة الذين لم يعرفهم إلا بعد أن انطلقت الثورة يوم 25 يناير ومازال هناك الكثير من الخفايا للنظام السابق.
والسادات أيضا
*وماذا عن الأسرار التي تم كشفها في حادث اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات واتهام مبارك في هذا الحادث؟
**يجب أن نعود إلي هذه اللحظة من تاريخ بلادنا فاغتيال السادات وراؤة الكثير من الخفايا والأسرار وهناك قيادات في أجهزة حساسة تم توريطها في هذا الحادث ولم تعرف إلي الآن؟ ومبارك بصفته في هذا الوقت نائبا للرئيس السادات كيف يتم تغافل محاسبته إلي الآن.
*لأمن الدولة الكثير من ملفات التعذيب والجرائم الإنسانية..كيف تقيم هذه المؤسسة؟
**جهاز أمن الدولة السابق مريض بالنرجسية وكان يعتقد أنه فوق الجميع وكان يتم تصنيف المصريين درجات , أولي وثانية ورابعة…وما إلي ذلك من قبل القائمين علي الجهاز الذي هو جزء من الداخلية…فالعملية التربوية الشرطوية في حاجة إلي مراجعة لتحقيق غاياتها ومعرفة كيف تقام الشرطة, فجهاز الشرطة وكل مفاهيمه لابد من تغييرها فرغم أهمية هذا القطاع للشعب إلا أنه لابد من التقييم والمحاسبة ومراقبة شفافية الجهاز الجديدة بعد الثورة, وقبل ذلك لابد من الوقوف علي ما حدث في الماضي من تعذيب وقتل في جميع المعتقلات, بالإضافة إلي محاسبة رادعة قوية للجرائم التي تم ارتكابها في ثورة يناير.
*ولماذا رفضتم محضر الصلح مع السلفيين بعد هدم الأضرحة؟
**لا يمكن قبول هذا المحضر فالتوقيع عليه يعني أن السلفيين بعيدون عن هذا الحادث تماما وهو إخلال بالمسئولية, وهذا غير صحيح لأنهم بالفعل قاموا بهدم الأضرحة ويعتبرونها كفرا والآن يتبرأون مما يحدث بصعيد مصر وهذا يعني أنهم يفعلون كل هذا بمخططات مختلفة وجاء اليوم لتصدي لمثل هذه الأفعال التي تهدد الصوفيين, والشيعة, والأقباط من قبل.