الفراغ الأمني وأزمة عدم تواجد رجل الشرطة في الشارع المصري بعد ثورة 25 يناير كان له أسباب وتداعيات أدت إلي ظهور البلطجية وقطاع الطرق والتهديدات في الشارع والمنازل بسبب الفراغ الأمني. ووطني تحاول رصد هذه الظاهرة الآن… فكان هذا التحقيق:
الشرطة..الفساد
قال د. متولي عبد العاطي خبير الاستراتيجيات والأزمات والإدارة العالمية المتقدمة: مشاكل أقسام الشرطة عديدة, بداية من عزوف الناس دخول الأقسام لأنه في حالة دخوله للإبلاغ عن حادث أو كشاهد يتم حجزه مدة لاتقل عن 24 ساعة وأحيانا يوجه له الاتهام في حالة عدم وجود دليل علي عدم ارتكابه للجريمة, وذلك يسبب حجب الناس عن أداء دورهم في تحمل المسئولية القومية للبلد وخاصة من هم لا شأن لهم, وهذا يدفع كثيرا من المواطنين من العزوف عن الإبلاغ علي العديد من الانحرافات طوال العهد الماضي للشرطة.
ويستكمل د. عبد العاطي حديثه معنا فيقول:وبخصوص ما حدث أثناء ثورة 25 يناير بانسحاب الشرطة من كافة الأماكن المكلفة بحراستها مما أدي إلي حدوث فراغ أمني مما عرض حياة آلاف المواطنين إلي الخطر من قبل البلطجية الذين قاموا بالسلب والنهب والحرق والسرقة وكأن الشرطة تعطي للمواطنين عقابا لهم علي رد فعل الشباب علي الداخلية في المظاهرات فتركتهم دون تواجد أمني لتحول الشارع المصري إلي غابة للخارجين عن القانون.
لابد من الاعتراف أن هناك العديد من رجال الشرطة الشرفاء والذين فعلا كان شعارهم ومازالالشرطة في خدمة الشعبوالذي من خلاله يكون رجل الشرطة أخا وصديقا وزميلا.
قال حافظ أبو سعدة رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان:يجب القيام بإعادة تأهيل لجميع أفراد الشرطة لتقديم الخدمات للمواطن بدون قهر,وأن يكون معروفا لأفراد الشرطة أن القانون لن يرحم أحدا ,كما يجب إعادة النظر في جهاز أمن الدولة ويكفي أجهزة المخابرات لمكافحة التجسس أو غير ذلك,وعدم التدخل الأمني في شئون الجمعيات أو النقابات أو الأحزاب السياسية لأنها مؤسسات مدنية تعمل بحرية وعلانية وشفافية .
ولابد من محاسبة عاجلة لمن تسبب في حالة الانفلات الأمني الذي حدث بعد 25 يناير لاستعادة الثقة من جديد.
من جانبه قال عماد جاد الخبير السياسي بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام:لابد أن يدرك المواطن المصري أن الثقافة الجديدة في مصر هي الثقافة المدنية وأن الأجهزة الأمنية موجودة لخدمة المواطن وليست لانتهاك حقوقه, كما يجب علي الشعب التوقف التام عن دفع أي رشاوي لأن ما يقوم به رجل الشرطة هو واجب. ويجب إعادة تأسيس وتدريب أفراد الشرطة بالكامل علي قيم المواطنة وحقوق الإنسان.
قال سامح..موظف بإ حدي شركات القطاع الخاص: في السنوات الأخيرة عانينا كثيرا من الشرطة ومن تعاملها مع المواطنين وتثبت حوادث التعذيب الأخيرة ذلك ومن أبرزها مقتل خالد سعيد وغيره من الشباب الذي تنتهك آدميتهم في مراكز الشرطة.