صرح فاروق حسني وزير الثقافة بأن المتحف المصري تسلم مؤخرا 45 صندوقا محرزا من مجوهرات أسرة محمد علي والتي كان متحفظا عليها بخزائن البنك المركزي المصري بعد قيام ثورة يوليو وذلك لعرضها في متحف المجوهرات الملكية بالإسكندرية .1952
وأوضح د. زاهي حواس أمين عام المجلس الأعلي للآثار أن هذه الصناديق تتكون من 26 صندوقا بها مجوهرات وأربعة صناديق بها مستندات ووثائق وصندوقين من المخلفات والباقي صناديق كانت محرزة علي ذمة قضية اختلاس بعض محتويات هذه الصناديق عام .1976
وقال اللواء عبد الحافظ عبد الكريم المشرف العام علي التعديات بالمجلس الأعلي للآثار إن عملية نقل الصناديق تمت بتأمين كامل من شرطة السياحة والآثار, حيث تم نقل الصناديق في عربة مصفحة مدعمة بعشرين عربة أمن من الشرطة وأنه تم نقل هذه الصناديق المحرزة في صناديق جديدة بسبب تآكل الصناديق القديمة حفاظا علي الأحراز الموجودة بها.
يذكر أن المجلس الأعلي للآثار يقوم حاليا باللمسات الأخيرة لافتتاح متحف المجوهرات الملكية خلال العام الحالي بعد الانتهاء من مشروع تطويره وتحديثه باعتباره متحفا متخصصا وفريدا في معروضاته لقطع الحلي والمجوهرات التي ترجع لأسرة محمد علي, فضلا عن الأواني والأدوات والعملات الأثرية وقد استغرق هذا المشروع 3 سنوات بتكلفة إجمالية بلغت حوالي 50 مليون جنيه.
أكد المهندس فاخر صبحي بشاي مدير عام الشئون الهندسية لمشروعات المتاحف بالمجلس الأعلي للآثار, أن أعمال الترميم تتضمن ترميم مبني وقاعات المتحف ورفع كفاءة المباني من الناحية الإنشائية,والترميم المعماري والدقيق لمبني المتحف وعرض القطع الأثرية وفق سيناريو عرض متحفي جديد من خلال فتارين العرض والإضاءة الحديثة, وذلك علي حسب المعايير الفنية والأثرية بما يميز عصر إنشائه,كما تمت مراعاة تنسيق وعرض هذه القطع بالتسلسل التاريخي لها مع إبراز روعة وعمارة مبني المتحف الذي تم تكييفه مركزيا, كما تم تطوير الموقع العام وذلك بإنشاء مباني خدمية من مساحات خضراء وكافيتريات ودورات مياه ومكتبة وكافيتريا ومعمل للترميم مزود بأحدث الأجهزة العلمية, بالإضافة إلي قاعة محاضرات,هذا إلي جانب تحديث شبكة الإنذار والحريق وتأمين المتحف بأحدث أجهزة الكشف عن الأسلحة والمتفجرات وكاميرات المراقبة.
ومن جانبها أضافت المهندسة سهير سليم المسئولة عن متابعة هندسة مشروعات المتاحف بقطاع المشروعات بالمجلس الأعلي للآثار قائلة, إن المجلس الأعلي للآثار قام بالتوثيق المعماري والتاريخي لمعظم عناصر القصر بما في ذلك الأرضيات والأبواب والشبابيك واللوحات الزيتية والأسقف طبقا لما كان عليه القصر هذا بجانب أعمال الترميم الدقيق والتي تشمل تنظيف أسطح الزخارف والنقوش وإزالة طبقات الأتربة من عليها بواسطة طرق ميكانيكية وهي أجهزة شفط تعمل بتفريغ الهواء ويدوية باستخدام الفرش الخاصة بذلك, كما تم إعادة تثبيت الطبقات المنفصلة عن السطح بواسطة مواد مخصصة لذلك ,وإزالة الطبقات الجصية المستحدثة لإظهار الطبقات الأصلية لهذه الزخارف والنقوش.
تاريخ بناء القصر
وأشارت م. سهير إلي أن تاريخ إنشاء قصر الأميرة فاطمة الزهراء يعود إلي عام 1919 ,وقد خصص كمتحف لعرض المجوهرات الملكية لأسرة محمد علي عام 1986 وهو يقع في حي زيزنيا بالإسكندرية ,ويحتل مساحة قدرها 4185 مترا مربعا, حيث يعد أكبر المتاحف المصرية,ويحتوي علي نفائس المجوهرات والحلي التي ازدانت بها أميرات الأسرة المصرية والتحف التي امتلأت بها قصورهن, وفي الوقت ذاته يعد هذا المتحف من أجمل المتاحف وأروعها إذ أنه يوجد بقصر الأميرة فاطمة الزهراء الذي يعد قطعة معمارية نادرة تمثل الطراز الأوربي في القرن التاسع عشر.
الوصف المعماري للقصر
وذكرت م. سهير أن القصر يتكون من جناحين الجناح الشرقي عبارة عن قاعتين وصالة يتصدرها تمثال صبي من البرونز عليه لوحة فنية من الزجاج الملون المعشق بالرصاص ومزين بصورة طبيعية أما الجناح الغربي فيتكون من طابقين الأول به أربع قاعات والثاني أربع قاعات أيضا,ويربط بين جناحي القصر بهو في غاية الجمال, كما تزخر به لوحات فنية تمثل عشرة أبواب من الزجاج الملون والمعشق عليها رسوم قصص لمشاهد تاريخية أوربية الطراز وقصص أسطورية مثل روميو وجولييت هذا بالإضافة إلي رسوم جدارية تمثل زواج صاحبة القصر.وقد زينت نوافذ القصر بلوحات فنية من الزجاج الملون وغطيت أرضيتها بأخشاب البلسندي والورد والجوز التركي.
محتويات المتحف
وأكدت م. سهير علي أن محتويات هذا المتحف قديمة ويعود تاريخها إلي عام 1805 عندما تولي محمد علي باشا عرش مصر وبعد قيام ثورة يوليو 1952 تمت مصادرة تلك المجوهرات ووضعت بخزائن الإدارة العامة للأموال المستردة إلي أن أنشئ هذا المتحف الذي تعد مقتنياته قيمة مادية وفنية وتاريخية بالغة السمو, ويضم المتحف 11 ألفا و500 قطعة تخص أبناء الأسرة المالكة منها مجموعة الأمير محمد علي توفيق التي تضم 12 ظرف فنجان من البلاتين والذهب مرصعين بنحو 2753 فصا من الماس البرلنت و6 كاسات من الذهب مرصعة بـ977 فصا من الماس.
ومن عصر الخديوي سعيد باشا نجد مجموعة من الوشاحات والساعات الذهبية, هذا بالإضافة إلي الأوسمة والقلائد المصرية والتركية والأجنبية وهي مرصعة بالمجوهرات والذهب الخالص وعملات أثرية قبطية ورومانية وفارسية وبيزنطية يبلغ عددها 4 آلاف قطعة.
أما مجموعة الملك فاروق فقد اتسمت بكثرة استخدام الماس فيها وتضم متعلقاته العصا المرشالية التي طالما استخدمها في تنقلاته وهي مصنوعة من الأبنوس والذهب, هذا بالإضافة إلي الفناجين وهي مرصعة بالماس والياقوت, حيث يحتوي الفنجان الواحد علي 229 ياقوتة و29 قطعة من الماس.
وأوضحت م. سهير أن أول ما يلفت النظر قاعة الأميرات التي تضم تاج الأميرة شويكار وهو من أضخم تيجان مجوهرات أسرة محمد علي وأجملها, في حين تأتي قاعة الملكة فريدة في المرتبة الثانية,ومن مقتنياتها التاج المصنوع من الذهب والبلاتين والمرصع بعدد 1506 قطع من الألماس مع قرط من البلاتين والذهب مرصع بـ136 قطعة من الماس, بالإضافة إلي مجموعة رائعة من الأقراط المرصعة بالماس والياقوت والزبرجد والزمرد.
هذا ويضم المتحف معروضات أخري منها ساعة ملكية مرصعة بالماس وتحفة فنية علي شكل فيل مصنوعة من العاج المطعم بالماس والياقوت.ومجموعة من دبابيس الصدر الذهبية والبلاتينية وقصعة من الذهب الخالص كانت تستخدم معها الملكة ناريمان منذ افتتاحها أحد المشروعات,هذا بالإضافة إلي التحف المهداة من رؤساء بعض الدول الأوربية منها صينية أوجيني الشهيرة التي أهديت للخديوي إسماعيل في افتتاح قناة السويس يقدر ثمنها بأكثر من 15 مليون جنيه وهي من الذهب ومرصعة بالماس والياقوت والزمرد.أما طبق العقيق الذي تتضمنه مجموعة الملك فاروق فهو تحفة تاريخية نادرة تحكي جزءا من تاريخ روسيا القيصرية ولايعلم أحد كيف دخلت إلي مصر.