وصف مثقفون وسياسيون وصحفيون تهديدات شبكة المجاهدين المتطرفة بأنها محاولة لخلق حالة من الفوضي بعد ردود الفعل الوطنية عقب أحداث الإسكندرية حيث بثت تهديداتها الخرافية عبر مواقع الإنترنت بقتل المزيد من الأقباط.
وكانت الشبكة قد قامت ببث بعض الافتراءات والأكاذيب لإباحة سفك الدماء بحجة الدفاع عن الدين واستخدامه لقتل البشر.
الشبكة وصفها المثقفون بأنها صناعة محلية يقودها التيار السلفي في مصر وقد قامت بوضع اقتباسات لبعض الكتاب والصحفيين والتي نشرت من قبل بشأن وفاء قسطنطين وكاميليا شحاتة أمثال محمد الباز وزغلول النجار وعلاء الجمل بصوت الأمة. وعند سؤال الدكتور محمد الباز حول وضع اسمه والاستعانة بمقال له بالشبكة كان رده: أن هذه الشبكة تقتص النص من مضمونه لأنني لم أشر من قريب أو بعيد بهذه الخرافات التي تتحدث عنها هذه الشبكة الوهمية.
أما الدكتور منير مجاهد المنسق العام لمصريون ضد التمييز الديني فيري أن مثل هذه التهديدات هدفها خلق حالة من التوتر بين أبناء المجتمع لأن مثل هؤلاء الأفراد ليسوا لهم قواعد في مصر وإنما يستخدمون الشبكة العنكبوتية لإثارة حالة من الخوف, ولذا يجب التصدي لها من خلال إجراء ردود فعل إيجابية داخل المجتمع من خلال التوعية الفكرية ودور وسائل الإعلام في إظهار الحقائق.
أما الكاتب والصحفي الدكتور وليم ويصا المقيم بفرنسا فيصف هذه الشبكة بالجبن لأنها تتخفي وراء ستار الدين ومحاولة استخدام بعض الحجج التي يروجها السلفيون في مصر, وتساءل: بأي حق وولاية يطلبون هؤلاء ويفرضون وصيتهم علي الآخرين أو يفحصون ضمائر البشر, ومن له السلطان أن يتدخل في العلاقة بين الله والإنسان وهي علاقة خاصة مشيرا إلي أن هذه الجماعات لا تعرف معني الدين وتريد خلق حالة فوضي بعد ردود فعل الشعب المصري غير المسبوقة عقب أحداث الإسكندرية لأن الإعلام المصري تم استخدامه بصورة إيجابية وصحيحة ونقل ذلك إلي أبناء الوطن.
ويري الدكتور عصام عبدالله أستاذ الفلسفة بجامعة عين شمس أن بث هذه التهديدات يعد نوعا من عدم الاعتراف بالفشل المخزي الذي أصابهم لأن السحر انقلب علي الساحر في مذبحة كنيسة القديسين.
وأكد أن الحفاظ علي السلام الاجتماعي مسئولية الدولة ويجب عليها الضرب بيد من حديد علي رؤوس الفتنة.
ويعتبر يوسف شعبان المسئول عن الملف القبطي بجريدة نهضة مصر أن السلفية الجهادية تتمدد في الوطن العربي ولذلك طالبت من قبل شيخ الأزهر بمراجعة كتب ابن تيمية وابن القيم والتي أصبحت أساسا ومرجعية فكرية للأغلبية من أصحاب الفكر المتطرف وأشار إلي أن الهدف من هذه التهديدات هو إثارة روح الخوف, ورد فعل علي النزعة الوطنية التي تضامن فيها الشعب المصري مع إخوانهم الأقباط علي خلفية حادث كنيسة القديسين.
أكد وائل الإبراشي رئيس تحرير جريدة صوت الأمة ردا علي الاستعانة ببعض المقالات من الجريدة في تهديدات الشبكة أن تنظيم القاعدة لا يحتاج إلي الاستعانة بالصحف لتبرير جرائمهم, فمن يستخدم السلاح وقتل الأبرياء لا يهمه ما ينشر لأن جريدة صوت الأمة لها مواقف كثيرة مساندة للكنيسة سواء في بناء الكنائس أو حقهم في الحصول علي الوظائف الكبيرة, أما عملية التجزئة بالاستعانة بمقال منشور هو شيء مرفوض. فهذه التنظيمات الإرهابية لديها مخزون هائل من الفتاوي الدينية المتشددة لتبرر ما تقوم به.
أما أحمد أبوالمجد الناشط الحقوقي والمحامي أكد أن الصمت علي المحرضين الذين يستخدمون الدين استخداما خاطئا أمر خطير يدفعنا إلي حافة الانفجار لاسيما بعد تكرار أحداث العنف الطائفي خلال السنوات الأخيرة.
ومن الضروري أن يقوم مجمع البحوث الإسلامية بمراجعة الكتب المتشددة وإعداد بحث يوضح أن هذه الاجتهادات غير صالحة للمسلمين في هذه الأيام, وذلك لإغلاق الباب أمام دعاة الفتنة الذين يسيئون إلي الإسلام والمسلمين ويشيعون الكراهية والبغضاء في قلوب العامة والبسطاء مستغلين في ذلك انفرادهم بالساحة الدعوية ولن تتحقق المواطنة والتآلف بين المسلمين والأقباط في مصر بالعناق والتقبيل بين المشايخ والقساوسة أمام وسائل الإعلام فقط ولكن تتحقق المواطنة بإزالة أسباب الاحتقان الطائفي ونشر قيم الحرية والعدالة والمساواة وقبول الآخر والرحمة والتسامح.