يقول دانييل جولمان صاحب أشهر كتاب في الذكاء العاطفي إن 20% من النجاحات التي يحققها الأفراد في الحياة ترجع للذكاء العقلي والنسبة الباقية 80% للذكاء العاطفي.
والذكاء العاطفي بتعريف المؤلف هو:
القدرة علي التواصل بين الذات والتواصل مع الآخرين ووجود الهدف ومساعدة الآخرين ويرتبط الذكاء العاطفي بعدة جوانب أو محكمات وهي أن يكون الفرد:
(1) قادرا علي حث النفس علي الاستمرار في مواجهة الإحباطات.
(2) التحكم في الأزمات.
(3) القدرة علي تنظيم الحالة النفسية (ضبط النفس).
(4) منع الأسي والألم في شل القدرة علي التفكير.
(5) القدرة علي التعاطف والشعور بالأمل.
وهناك نظرة ضيقة عن طبيعة الذكاء تقول: إن حظ الفرد من الذكاء هو محصلة الذكاء والمعطيات الوراثية وهي ثابتة لا تتغير مع الخبرات الحياتية وقدرنا في الحياة مرهون إلي حد كبير بهذه الملكات الوراثية.
ويقول دانييل جولمان ردا علي ذلك: إن هناك من يتمتع بمعامل ذكاء مرتفع ويتعثر في الحياة بينما يحقق آخرون من ذوي الذكاء المتواضع نجاحا مدهشا فهذا الاختلاف يكمن في حالات كثيرة في تلك القدرات التي نسميها (الذكاء العاطفي).
ويري جولمان أن الذكاء العاطفي لا يرتبط بنوع جنس الإنسان رجلا كان أم امرأة, فلكل شخص لمحات شخصية من القوة والضعف والقدرات المختلفة.
ونتيجة لجميع الدراسات التي أجراها جولمان في المؤسسات والشركات التي زارها تتضح الآتي:
إن 67% من المقدرات التي تعتبر مهمة ومؤثرة للتفوق في الأداء الوظيفي هي المهارات العاطفية, وإن المهارات العاطفية تأتي أهميتها ضعف أهمية الذكاء المجرد.
ويري د. جولمان أن الفرد لكي يطلق عليه نجم في أدائه لابد أن يتقن خليطا من المهارات العاطفية.
وأشارت الدراسات إلي أن هامش التطوير في الذكاء العاطفي أوسع بكثير من التطوير في الذكاء العقلي.
فالذكاء العاطفي يساعد علي سرعة التعليم وتنمية العقل البشري والقدرات الانفعالية الأساسية يمكن تعليمها للأطفال وتحسينها إذا وجد اهتمام بتعليمهم هذه القدرات التي ستساعدهم علي إدراك النجاح في حياتهم.
والحياة بدون عاطفة تصبح أرضا قاحلة منعزلة عن الحياة فيجب أن تكون الأفعال مناسبة للظروف التي أدت لذلك مثلما يقول أرسطو في كتاب الأخلاق: أن يغضب أي إنسان فهذا أمر سهل ولكن أن تغضب من الشخص المناسب في الوقت المناسب وللهدف المناسب وبالأسلوب المناسب فليس هذا الأمر السهل.
الحياة كوميديا لمن يفكرون وتراجيديا لمن يشعرون.
ولكي تكون ناجحا في حياتك كن إيجابي التفكير والتعبير عن الانفعالات ولاشك أيضا أن الوعي بأنفسنا أمر جوهري للبصيرة النفسية أي المقدرة الذهنية التي تعززها معظم عمليات العلاج النفسي.
فهناك حالة مرضية أطلق عليها علماء الطب النفسي مرض الأدكس ثايميا وهي كلمة يونانية معناها العجز عن التعبير عن النفس لأن هؤلاء يفتقدون الكلمات التي تعبر عن مشاعرهم ومن ثم يظهرون كأنهم بلا مشاعر علي الإطلاق.
ويصف هؤلاء د. بيتر سيفينوس العالم السيكولوجي بجامعة هارفارد (الذي ابتكر مصطلح ألكس ثايميا عام 1972): مريض الألكس ثايميا من النادر أن يبكي وإذا بكي تنهمر دموعه بغزارة.
فهم ليسوا بلا مشاعر, هم غير قادرين علي معرفة ماهية مشاعرهم وعاجزين عن التعبير عنها بالكلمات وتنقصهم مهارة الذكاء العاطفي أي الوعي بالذات.
إن نجاح الإنسان وسعادته لا يتوقف علي شهادته وتحصيله العلمي فلابد من مهارات الذكاء العاطفي فهو قدرة الإنسان علي التعامل الإيجابي مع نفسه ومع الآخرين.
كتاب الذكاء العاطفي
لدانييل جولمان
ترجمة: ليلي الجبالي
المؤلف:
دانييل جولمان
حاصل علي درجة الدكتوراه من جامعة هارفارد
يكتب لصحيفة نيوزويك تايمز في علوم المخ وسلوكياته
تنشر مقالاته في معظم الجرائد العالمية
كان كبير محرري مجلة علم النفس اليوم