أهمية هذا الحوار الذي يبلغ عمره 19 عاما والذي أجريته مع عالم المستقبليات ألفن توفلر أنه يطرح موضوعات في منتهي الخطورة نشهد تفاصيلها الآن.. ألفن تحدث عام 88 عن الأصولية الدينية باعتبارها الخطر الحقيقي, ولكنه يقول إنها لن تؤدي إلي نهاية العالم لأنها مهما بلغت لن تكون أعنف من التهديد النووي, كما نبه إلي تهديدات البيئة, ولكنه لا يعتقد أنها ستدمر الأرض إيمانا بقدرات العقل البشري.
عالم المستقبليات يري بأننا نتحرك في اتجاه طاقة جديدة ستغير وجه الحياة في المجتمع ويذهب إلي ما هو أبعد لإحداث التغيير بالمعرفة الإنسانية مؤكدا أن عناصرها هي المواد الخام التي تحل محل جزء من الطاقة المهمة ويعني رأس المال والعمل.. ويتصور أن المعرفة هي بترول المستقبل الذي لا ينفد أبدا.
يلمح ألفن إلي ظهور حضارة جديدة الموجة الثالثة أو الثورة العلمية .. التي ستقود حتما إلي التغير المنشود.
الحوار جاء علي هامش المؤتمر الثالث لمنتدي إيسيكول بإسبانيا عام 88 بدعوة شخصية لي من مدير عام منظمة اليونسكو في ذلك الوقت فريركو مايور وحضره عدد من المبدعين من أصحاب رؤي مستقبلية واهتمامات مختلفة وهم الأديب العالمي آرثر ميللر وألفن توفلر والممثل الأديب ببنتر بو سنينوف والمثال الأثيوبي أفيورك سكلا والموسيقار التركي عمر ليفانللي والأديب الكوبي ليساندور أوتيرا والأديب الهندي بارايينا منيون. أما هدف المنتدي فهو مناقشة مقاومة التجديد في الأنظمة المركبة بعرض كشف مسار المستقبل.. المشاركون في المؤتمر انتهوا ومعهم ألفن توفلر بالطبع بأن الصراع في القرن الحادي والعشرين لن يكون بين الرأسمالية والاشتراكية إنما سيكون بين الأصولية الدينية, من جهة والعلمانية من جهة أخري.. ومن هنا بدأ حواري – المنشور في مجلة روزاليوسف – مع عالم المستقبليات الذي تنبأ منذ 19 عاما بما يحدث في العالم الآن..
* هل تعتقد أن العالم يواجه تهديدا حقيقيا وأنه في حاجة إلي إنقاذ ؟
- إن العالم يواجه تهديدات عديدة ولكن السؤال ليس عما إذا كان في حاجة إلي إنقاذ, ولكن عما إذا كان في حاجة إلي إنقاذ فمن هو المنقذ ؟ وأنا أعتقد أن التهديدات التي يعاني منها العالم عديدة, إنها تهديدات سياسية واجتماعية واقتصادية وبيئية وتهديدات الأصولية الدينية أيضا, وثمة مشكلات عديدة, ولكني لا أعتقد أننا مقبلون علي كارثة ينتهي فيها العالم. فقد خفضنا التهديد النووي, وهذه بشري طيبة وليست كارثة يقصد بين أمريكا والاتحاد السوفيتي وقتها, ونحن ندمر الآن البيئة بفعل العمليات الصناعية التي لم نكن نفهمها فيما مضي, ولكن من المحال القطع بأننا سندمر الكوكب في غضون عشرين أو خمسين عاما. فالتنبؤ بالظلام الدامس يتجاهل الإمكانات الهائلة التي مازالت كامنة في العقل البشري وفي المخيلة وفي المعرفة العلمية, وفي علم الجينات والزراعة والكمبيوتر, والموارد الجديدة, والفاعلية المتصاعدة للاقتصاد المستندة إلي العمل الذي يكشف لنا عن حاجاتنا إلي أقل قدر من المواد الخام, فنحن لسنا في حاجة إلي تخريب الأرض كما سبق أن خـــربناها فيمـــا مضي من الزمـــان, وهكذا, فثمة عوامل عديدة وخطيرة, ولكــــن ثمة إمكانات جـــديدة أيضا. وإن كان ما قلنــاه عن نفي الإنتاج الجماهيري de-massification of production صحيح, فإن هذا القول ينسحب علي مجال لم نناقشه بعد وهو نفي جماهيرية المصادر.
de-massification of resources فإذا نفينا جماهيرية الإنتاج كان في إمكاننا استخدام مصادر أكثر بكميات عديدة وصغيرة, وكان في إمكاننا نفي تكثيف التلوث, وبذلك نخفض من التهديدات الموجهة إلي البيئة. نحن نعتقد – الكلام لألفن- أن ثمة تحولا عظيما حادثا علي هذا الكوكب, وإذا كان هذا التحول مماثلا في حجمه للتحول الذي حدث في الثورة الصناعية منذ ثلاثمائة عام, وفي الثورة الزراعية منذ عشرة آلاف عام, فإن تحول اليوم عميق للغاية ومؤثر في حياة الفرد في هذا العصر, ومغير لأسلوب حياتنا وعملنا ومجتمعنا وللعلاقات بين البشر وأخلاقنا, بل وعلاقات القوي, ونحن نعتقد كذلك أنه تحول من شأنه أن يغير أساس الطاقة في المجتمع. فنحن لم نستخدم الوقود إلا مع تقدم الثورة الصناعية. والآن نحن نعتقد أننا نتحرك مع اتجاه ثورة جديدة هي الموجة الثالثة التي تعتبر بمثابة تغير تاريخي, ولهذا فنحن في حاجة إلي طاقة جديدة, ومشكلات البيئة الراهنة سببها أننا مازلنا نستعين بالطاقة الصناعية, ولكننا لا نعتقد أن تحقيق هذا التحول أمر ميسور وخال من الأزمات, بل علي العكس فهذه الأزمات هي علامة علي هذا التحول كما كانت علامة علي الانتقال إلي الثورة الصناعية, وعلامة علي الثورة الزراعية إن التغيير الجذري لأسلوب تنظيم المجتمعات البشرية لا يتم بسهولة ويسر.
* أنا لا أعتقد أن نظريتك هذه تستند فقط إلي القول بأن الطاقة هي العنصر الوحيد للتغيير, إنها قد تكون عنصرا مهما ولكنها ليست هي العنصر الأساسي؟
- هذا صحيح لأنني أعتقد أن ما هو أهم من الطاقة هو تغيير المعرفة الإنسانية والثقافية. وأنا أقصد هنا المعني الواسع لمفهوم الثقافة من حيث إنه يشتمل علي المعرفة التقنية والعلم والمعرفة العلمية والخيال والتجديدات المبدعة. وتطبيق الثقافة بهذا المفهوم هو الذي يسمح لعناصرها أن تكون هي المواد الخام الأساسية التي تحل محل جزء من الطاقة المهمة وأعني بها رأس المال والعمل, وهذه الطاقة الجديدة هي بترول المستقبل. بل هي تتجاوز البترول لأنها غير قابلة للنفاد كما هو الحال بالنسبة إلي البترول. ومعني ذلك أن العقل الإنساني في بداية نموه, ولهذا فالقلق سينتابنا لفترة طويلة إزاء أزمات التحول, ونحن علي بينة من المخاطر التي سنواجهها من بطالة وفقر وحرب. ولكننا علي بينة كذلك أن ثمة إمكانات جديدة.
* إن التجديد هو ثمرة الأزمة, فالأزمة تنطوي علي تناقض وتستلزم رؤية مستقبلية لرفع التناقض, وحيث إن لكم رؤية مستقبلية فكيف تصفون التناقض الراهن وما هي رؤيتكم المستقبلية لتجاوز هذا التناقض؟
- إن التناقض الأعظم هو التناقض بين انحلال الحضارة الصناعية وبزوغ ما نسميه حضارة الموجة الثالثة, ويسمونها في الاتحاد السوفيتي الثورة العلمية والتكنولوجية, ويسميها آخرون ما بعد الثورة الصناعية, ولكن الصراع في جوهره هو صراع أيديولوجي لأن عقلية البشر محكومة بكيفية الممارسة في العالم. وأضاف ألفن توفلر: نحن نستعمل في كتابنا الموجة الثالثة, لفظ الواقع – الصناعي والفاصل بين لفظي الواقع والصناعي نوع من التلاعب علي ازدواجية معني العصر الصناعي, وما نريد إثباته هو أن كل حضارة في طياتها مسلمات معينة, فمع الثورة الصناعية أي عصر أنابيب الدخان (مداخن المصانع) أي عصر المصنع, بزغت جملة مبادئ هي: الطبيعة والتقدم والزمن, وهي مبادئ مشتركة بين الرأسمالية والاشتراكية, وهذا هو التشابه بين النظامين. وما يحدث الآن هو أن هذه المبادئ موضع تساؤل علي أنحاء شتي. أولا, نحن نلمح هجوما علي الفكرة التقليدية عن التقدم من حيث إنه يسير في خط مستقيم. ونلمح هجوما علي فكرة أن مهمة البشر استغلال الطبيعة وليس التعاطف معها. ثم إننا نلمح هجوما علي التنظيمات البشرية من حيث هي مؤسسات ناشئة من هذه المسلمات. ومن بين هذه المسلمات ثمة مسلمة محورية, وهي فكرة أن المصنع هو النموذج الفعال لكل المؤسسات, وأن البيروقراطيين هم المصانع التي تتخذ القرارات وتؤدي الخدمات, وأن المدارس مصانع, والمستشفيات تدار علي أنها مصانع بما تنطوي عليه من تقسيم العمل والتنظيمات الهرمية, وإذا ما تجاوزنا المرحلة الصناعية ومرحلة هيمنة المجتمع الصناعي رأينا صورا بديلة لإدارة التنظيمات والمؤسسات والأبنية, وكذلك تنظيم المعرفة الإنسانية, وهو التنظيم العمدة, فثمة تغيير في تنظيم المعرفة, أي الانتقال من تنظيم المعرفة في القرن التاسع عشر الذي يستند إلي التجزئة والتخصص إلي تناولات تركيبية وأكثر تعقيدا, وثمة تغيير جوهري آخر حادث الآن في بنية المعرفة وهو موت مسلمة الثبات. فالمسلمة القديمة تفيد أننا عندما نقتنص معرفة ما فإنها تظل هكذا إلي مالا نهاية, في حين أنه بسبب سرعة التغيير واكتشاف أن المعرفة برمتها عابرة ومؤقتة وأنها مجرد نماذج عقلية أو تصورات للواقع, وأن منافع هذه النماذج مؤقتة فكل ذلك من شأنه أن يجتث ما يسمي بالمسلمات الأبدية, فثمة بزوغ لنظريات جديدة من بينها نظرية بريجوجين (الحاصل علي جائزة نوبل) الذي يتحدث عن الأنساق غير المتوازنة وعن حساسية هذه الأنساق تجاه القوي الخارجية عندما تصل إلي قمة الأزمة.
وهنا تؤدي الصدفة دورا عظيما وتتزايد النتائج بأسلوب غير منتظم في خط مستقيم. والأثر الثقافي لكل ذلك هو التهيؤ الهائل لإحداث التغيير استنادا إلي استخدام مدخلات صغيرة بدلا من الاستعانة بمصادر هائلة, وإلي الاتجاه نحو مفهوم مغاير عن العلم. إن نظرية بريجوجين التي فاز من أجلها بجائزة نوبل تدور علي تبخر الأبنية وقد عرضها في كتابه بزوغ النظام من الفوضي وهي نظرية تصلح للتحليل الاجتماعي, لقد قابلت بريجوجين لأول مرة في تكساس في السبعينيات, وكان أول سؤال وجهته إليه هو علي النحو التالي: هل ما تعلنه نظرية علمية موازية للديالكتيك؟ وكان جوابه بالإيجاب, بمعني أن ثمة تماثلا وذلك بسبب مفهوم التغيرات غير المتصلة. وأنا أعتقد أنه يمكن تحليل التاريخ إما علي أنه متصل أو علي أنه منفصل وكذلك الثقافة فكل منهما ينطوي علي فترات من الاستقرار النسبي يمكن أن تقطعها فترات من الكوارث والأزمات تليها فترات من الاستقرار المؤقت تعقبها أزمات.
ولكن الاتصال يعني نقصا في التغيير أو أن التغيير تدريجي, وهذا يعني أن التغيير في تصاعد باستمرار وهذه وجهة نظرنا, وفي هذه الحالة يمكنك القول بأن ثمة روادا للمجتمع الصناعي كانوا موجودين في المجتمع القديم, وأن هذا المجتمع الصناعي له جذور في الماضي. ولكن ما هو أكثر إلهاما هو فحص فترات عدم الاتزان في التاريخ, أي فترات التحول.
* وأنت هنا في حاجة إلي اكتشاف قوانين هذه الفترات؟
- نعم, لأن قوانين الاستقرار مباينة لقوانين عدم الاستقرار أو الاضطراب.
* وهذا هو الحادث الآن؟
- بالضبط.
فليس من المرغوب إذن أن نكتفي بدراسة حالات الاتزان ونهمل دراسة حالات عدم الاتزان وهذا هو ما يقوله لنا بريجوجين وهذا هو مغزي نظريته عن عدم الاتزان علينا أن نتجه بأبصارنا نحو نقاط التغيير لأنها تكشف لنا طبيعة عمليات التغيير. إن بريجوجين واحد من بين كثيرين حاولوا تأسيس نظرية عن الفوضي أي إقرار أهمية عدم الاستقرار.. والسؤال إذن : لماذا هذا الاهتمام المفاجئ بعدم الاستقرار من قبل العلماء بعد أن استغرق اهتمامهم بالاستقرار مدة ثلاثمائة عام؟ أعتقد أن سبب ذلك مردود إلي الهزة التي أصابت الثقافة والاقتصاد والمضمون الاجتماعي للعلم, والعلم لا يتطور أبدا بمعزل عن البيئة الثقافية وعندما تهتز الأنسقة في فترات الاضطراب يبدأ البشر في التفكير في التغيير والبحث عن نماذج للتغيير ولهذا فأنا أعتقد أن ثمة علاقة بين البحث عن نماذج جديدة للتغيير والاهتمام الحديث بنظرية بريجوجين عن الفوضي وأنا شخصيا لم أندهش من أننا قد اكتشفنا فجأة نظريات الاضطراب.
* هل تعتقد أن هذا الاكتشاف الجديد يسهم في مزيد من تحكم الإنسان في التغيير؟
- في تقديري أننا لا نتحكم تحكما كاملا ولكن قدرتنا علي التحكم تزداد, فمثلا هناك نموذج بيولوجي لجسم الإنسان, فإذا كنت تشعر بألم في جنبك وتتجاهله فإنه قد يتطور ويتحول إلي ألم في المصران الأعور, ولكنك إذا فهمت أن نسقك هو نسق بيولوجي, أجزاؤه في علاقات متبادلة فإنك قد تنتبه إلي هذا الفهم وتذهب إلي الطبيب فيستأصل مصرانك الأعور, وبذلك تواصل الحياة في حين أنك إذا تجاهلت الألم فإنك قد تموت.
* معني ذلك أن هذا الاكتشاف الجديد يزيد من وعينا الكوني.
- أعتقد أن هناك تعمقا متزايدا للمعرفة وتوسعا متعاظما للعلاقات المتبادلة لأن التصنيع من نتاج التحليل الديكارتي: خذ كل جزء علي حدة, وفتت الكل إلي عناصره وسوف تفهم وعلينا أن نتقن التحليل, ولكننا لم نتقن إعادة العناصر إلي ما كانت عليه قبل التحليل, ولكنني أعتقد أننا الآن في بداية فهم أن الكل أكبر من مجموع أجزائه بحيث إذا أخذنا الكل وجزأناه ودرسنا الأجزاء وحاولنا إعادتها وجدنا شيئا مضافا إلي مجموع الأجزاء وهذا الشيء ليس صوفيا إنه ليس روحا أو شيئا غامضا إنه النسق يسلك مسلكا مباينا عندما يكون متكاملا وليس مجرد أجزاء غير محكومة, وأزيد الأمر إيضاحا فأقول إنه شبيه بتعدد المانشتات التي نقرأها في جريدة يومية عن أحداث في الشرق الأوسط وفي هندسة الوراثة, وفي الصين, ومظاهرات الطلاب في جامعة بيرزيت فقد تبدو هذه الأحداث وكأنها متفرقة ولكنك إذا فهمت مسار التغير فإنك تفهم العلاقات المتبادلة. أنت تفهم تكامل الاقتصاد ووسائل الاتصال, وتراقب أثر كل منهما علي الآخر ولهذا فأنا أعتقد أن هناك اعترافا متزايدا بفكرة الكل, ولكن الكل هو نصف الحقيقة. صحيح أن فكرة الكل فكرة طيبة, فهي تسمح لنا بإدراك النسق إدراكا شاملا, ولكن يجب ألا نتجاهل التحليل ذلك أننا في حاجة إلي التركيب والتحليل. ولكن إذا أفرطنا في التحليل من غير تركيب فإن الكلية تستغني عن التحليل وهو نوع من الجنون, ولهذا فنحن في حاجة إلي التحليل والتركيب.
* سؤال أخير: أنت تتحدث عن الأنسقة وتقرر أن ثمة قاسما مشتركا بين النسق الرأسمالي والنسق الاشتراكي, وأن هذا القاسم المشترك هو أساس الموجة الثانية أي عصر الصناعة, وفي تقديري أن هذا القاسم المشترك الأعظم هو العلمانية التي نقلت الحضارة من نسق الإقطاع الثيوقراطي بفضل الإصلاح الديني والتنوير, إلي الأنساق المدنية الحديثة, فهل هذا الأساس الثقافي أي العلمانية, غير قابل للتراجع؟
- أعتقد أن هذا السؤال يمكن أن يطرح بأسلوب أكثر درامية: هل نحن نشهد موت العقلانية وصحوة الدين والصوفية مرة أخري؟ وأنا آمل ألا نعود مرة أخري إلي العصور الوسطي المظلمة, كل ما أتوقعه هو تحجيم نوع معين من العلم الذي أسميه العلم الميكانيكي.. فنحن نقر الآن أن قوانين نيوتن تنطبق علي أجزاء معينة من الكون في زمن معين, وإنها ليست قوانين كلية ولهذا فمن اللازم عدم إنكار هذه العقلانية لأن العلم الميكانيكي له تأثير سلبي, فنحن نبني الكباري ونذهب إلي القمر ونعالج طبيا, ولكن ذلك ليس كافيا فنحن نري أن الكون أكثر تعقيدا ولهذا لا ينبغي أن نقف عند حد العلم الميكانيكي, بل يجب أن نلتفت إلي ما كنا قد تجاهلناه.
وإذا عجزنا عن فهم شيء فليس معني ذلك أن هذا الشيء غير موجود ولكن معناه أننا لم نملك حتي الآن الأدوات الصالحة لتحليله ونحن الآن علي عتبة نقطة حاسمة, إذ إننا نتحرك تجاه علم أكثر كلية, أي أكثر إنسانية, ومن غير هذه الحركة فالبديل هو رفض العلم والعلمانية وهذا بديل خطير.
ويبقي سؤال أوجهه إلي القارئ :
أين مكان العرب في صراع المستقبل؟؟