أكدت توصيات المؤتمر الثاني للأشخاص المعاقين الذي أقامته الشبكة المسكونية لمناصرة المعوقين مصرEDANمصر علي ضرورة وضع آليات لتحويل العمل مع الأشخاص المعاقين من العمل الخيري إلي العمل الحقوقي والتنموي,وأن يتم تأسيس شبكات محلية داخل الكنائس تتابع ذوي الإعاقات داخل الكنيسة والمجتمع المحلي.
افتتح المؤتمر نيافة الأنبا موسي أسقف الشباب ممثلا عن قداسة البابا شنودة الثالث,وأشار إلي أهمية تغيير نظرة المجتمع للشخص المعاق من مشاعر عطف إلي التعامل معه باعتباره إنسانا يملك قدرات يمكن الاستفادة منها وتنميتها,ومن ثم إعادة دمجه مرة أخري في تنمية المجتمع.
واتفق معه المطران منير حنا رئيس الكنيسة الأسقفية المصرية,فأضاف أن هذا العمل مع الأشخاص المعاقين يجسد نموذجا للعمل المسكوني بمعني الكلمة حيث إن جميع الطوائف ممثلة فيه .
وتشير تاسوني راعوث إيليا منسقة الشبكة بمصر إلي أنه جاء الوقت لأن يطالب الأشخاص المعاقين بأنفسهم بحقوقهم,وأكدت أن المنسقين بالشبكة من مختلف الطوائف الكنسية بمصر من الأشخاص المعاقين فيمثل المهندس فايز فليب الكنيسة الإنجيلية وروماني مكرم عن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية,رفيق وهبه عن الكنيسة الكاثوليكية.
وقال سام كابو-أمين مجلس الكنائس العالمي-إن المجلس يعمل مع الأشخاص المعاقين منذ سنوات طويلة,ولكن الأن الأمر اختلف كثيرا وأصبح الأشخاص ذوو الإعاقة أكثر مشاركة في كنائسهم ومجتمعاتهم في جميع مناحي الحياة.
وأضافت الدكتورة شيرين خليل-ممثله عن السفيرة مشيرة خطاب وزيرة الأسرة والسكان-أن الوزارة تعمل جاهدة علي إعداد فريق عمل لنشر الوعي بحقوق الأشخاص المعاقين حتي تتحول القضية من الصور الخيرية إلي المستوي الحقوقي والتنموي.
ناقش المؤتمر أيضا علي مدار يومين عدة موضوعات منها:رياضة المعاقين من منظور حقوقي وقدمها الدكتور أشرف مرعي الأستاذ بكلية التربية الرياضية بجامعة حلوان,رئيس مؤسسةناسواستعرض رياضة الأشخاص المعاقين داخل المواثيق والاتفاقيات الدولية,ونشأة رياضة المعاقين في عام 1944 بإنجلترا,وأكد علي حق الشخص المعاق في ممارسة الرياضة وأن يجد المكان المناسب مثل أي شخص آخر,وألا يكون الهدف هو الحصول علي ميداليات فقط الإعاقة أما تغيير المفاهيم فتحدث عنها الدكتور عبد الحميد كابش رئيس هيئة هاندي كاب انترناشونال,واستعرض خلالها محتوي اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة والتي صادقت مصر عليها في أبريل 2008 والتي تعطي اهتماما خاصا ببعض الفئات المهمشة مثل النساء والأطفال من ذوي الإعاقات.
تضمن المؤتمر عرضا للأنشطة والمشروعات الخدمية لبعض المراكز والهيئات المهتمة بالأشخاص المعاقين مثل المجلس القومي للأمومة والطفولة,ومركز سيتي التابع لكاريتاس مصر,والهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية والمؤسسة التنوية لتمكين ذوي الاحتياجات الخاصة,والجمعية المصرية لتأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة.
الدكتورة مادلين صبري-طبيبة أطفال,ومنسقة مشروعات بمركزسيتيتحدثت عن مشروع الخدمات التأهيلية الدامجة للأطفال التي أقامها مركزسيتيبثلاث محافظات بصعيد مصرأسوان-قنا-سوهاج ويهدف المشروع إلي إتاحة الفرص للأطفال من ذوي الإعاقات حتي عشر سنوات ليحصلوا علي الخدمات التأهيلية التي تساعد علي دمجهم في المجتمع.وتم التنسيق بين مركز سيتي وبعض الجمعيات العاملة في مجال الإعاقة بالمحافظات الثلاث وتشير د. مادلين إلي أن المشروع اهتم بالعمل في عدة اتجاهات ليحقق الهدف منه من خلال جمعيات تنمية المجتمع المحلي,وأسر الأطفال والأطباء والقيادات التنفيذية والمحلية.
بدأ المشروع بتقييم احتياجات هؤلاء الأطفال في كل محافظة ثم قدم المشروع 16 دورة تدريبية للمدربات الميدانيات علي تقديم الخدمات التأهيلية,وتدريب معلمات الحضانات النهارية,ودورات للأسر علي كيفية التعامل مع أبنائهم من ذوي الإعاقات, وأيضا دورات للمهنيين لتصنيع أجهزة معاونة للأطفال المعاقين حركيا مثل الكراسي المتحركة.
وأضافت الدكتورة مادلين:من أكثر الإنجازات التي شعرت بها الأسر في المحافظات الثلاث تمثل في تقديم خدمات بشكل مستمر في الجمعيات المهتمة بالإعاقة كالتدخل المبكر من الولادة وحتي 5 سنوات,وكذلك فصول لتنمية مهارات الأطفال من 5:8 سنوات,وفصول لتعليم المهارات الأكاديمية من 5سنوات:10سنوات,بالإضافة إلي استخدام الحضانات الدامجة للأطفال.
تجدر الإشارة إلي أن 1200 أسرة أستفادت من المشروع ,كما تم تأهيل 60 مدربة للعمل معهم بالجمعيات المهتمة بهم بالمحافظات الثلاث.
وعن التحديات التي واجهت المشروع أضافت د. مادلين أنه في البداية كانت هناك صعوبة لتفهم الناس لفكرة التدخل المبكر وأهميته ,كما كان هناك تحدي آخر مع الجهات التنفيذية بالمحافظات لتقديم المساعدة والعون,ولكن بعد مرور الوقت أصبح هناك تعاون وتنسيق علي كافة المستويات.