صوت سمائي الرنين.. مثل أجراس الملائكة, ويتميز بالعذوبة عن طرب فيروز أتحدث, ولكن هل هناك صوت مهما بلغ من روعة وعظمة وتفرد, ويستطيع أن يغني بلا موسيقي ولا كلمات, وبشكل صريح نقول ما هو موقع فيروز بدون موسيقي الرحبانية سؤال صعب فمن ذا الذي يفصل الوهج عن القمر أو الدفء عن الشمس.
ولكن لماذا يثار هذا السؤال الآن؟ والإجابة لا تقل صعوبة عن مجرد طرح السؤال, فقد أصدر القضاء اللبناني حكما يمنع فيروز عن الغناء إلا بعد حصول ورثة زوجها منصور الرحباني علي مستحقاتهم المالية, وهو ما يعرف باسم حق الأداء العلني. وما أن صدر الحكم حتي قامت الدنيا ولم تقعد, بل ونظمت المظاهرات التي تتضامن مع جارة القمر وصدرت البيانات تندد بمنع فيروز عن الغناء ولأن للغوغائية الآن تيارا قويا ومؤثرا يريد ويسير الجميع في ركابه, بلا تروي, وكأنه سيل يغسل كل عقل من التفكير. ويصم الآذان والوجدان بصوته العالي, خرج المذيعون والمذيعات في برامجهم يهتفون بالروح والدم نفديك يا فيروز, وبكل حرارة قالت المذيعة مني الشاذلي في برنامج العاشرة مساء ما نصه: حتي لو كان أبناء الرحباني لهم كل الحق القانوني في مطالباتهم ولكن يبقي صوت فيروز فوق القانون!.
فهل الروعة التي أعشقها في صوت فيروز تجعلها حقا فوق القانون, وتعطيها الحق في الحصول -ولا أقول الاستيلاء علي حقوق الآخرين ممن ساهموا بصدق وقوة في استكمال صوتها بموسيقي وإبداع لا مثيل لهما في تاريخنا الغنائي.
إني أعشق صوت فيروز, ولكني أعشق الحق أيضا, فهي فوق كل المطربات والمطربين ولكنها ليست فوق القانون.
Em: [email protected]