عندما تدق الساعة الثانية عشرة منتصف ليل غد سترفع أصوات كثيرة وسيتبادل الملايين التهاني بالعام الجديد. وفي هذه اللحظـة تحديدا قليلون سيتذكرون احتفالاتهم تقليد قديم جدا وبعض العادات غارقة في القدم ومستمدة من الحضارات المختلفة التي عرفها العالم.
تتبع البشرية ومنذ عدة عقود التقويم الغريغوري في حياتها العملية وبحسب هذا التقويم فالسنة المقبلة هي 2008 بعد ولادة المسيح.
ولادةالتقويم الغريغوري حدثت في 24 من شهر فراير1582 حينما وافق البابا غريغوار الثامن علي التقويم الذي طرحه العلامة ألويسوس ليلايوسAloysius Lilius والذي يقضي بتقسيم السنة إلي 12 شهرا واعتبارها مؤلفة من 365 يوما وذلك للاحتفال بعيد قيامة المسيح في الربيع كما أقرته المجامع الدينية الأولي.
التقويم الغريغوري مقتبس عن التقويم القيصري أي التقويم الذي بديء العمل به أيام الإمبراطور الروماني يوليوس قيصروينص علي أن السنة مؤلفة من 445 يوما مقسمة إلي 12 شهرا تبدأ في الأول من يناير, تاريخ بداية العمل بالقانون المدني وبتولي ممثلي الشعب مناصبهم لمدة سنة منذ آلاف السنين تعتبر البشرية بداية فصل الربيع هو عودة الحياة إلي الأرض بعد انقضاء فصل الشتاء ويرمز بالتالي لبداية سنة جديدة.
والجدير بالذكر أن أوربا المسيحية لم تتبع بمجملها وبسرعة التقويم الغريغوري ففي بريطانيا مثلا بقيت احتفالات رأس السنة تقام مع بداية فصل الربيع حتي أواخر القرن الثامن عشر.
البابليون هم أول من بدأوا باحتفالات رأس السنة مع بداية فصل الربيع منذ أكثر من 4000 سن وكانت تدوم لسبعة أيام واحتفالات رأس السنة البابلية أضخم من احتفالات اليوم ولايزال سكان الأرض يحتفظون ببعض من تلك العادات ومنها أن يتعهد كل شخص القيام بما لم ينجح به في السنة الماضية وأن يضع لائحة بهعذه المقررات.
وهذا التقليد ليس الوحيد المستوحي من الحضارات القديمة فكثيرة هي بطاقات المعايدة التي تصور أطفالا واعتبار الطفل رمزا للسنة الجديدة هي عادة عمرها أكثر من 3000 سنة وبدأت في اليونان, ففي احتفالات رأس السنة في الربيعكانت الأمهات تضعن الرضع في سلل من القش وتحملهن وتجلن بهم في أرجاء المدينة.
أما بالنسبة إلي القطع النقدية التي توزع علي الأطفال وهو تقليد شائع في مناطق مختلفة من العالم وحتي في بعض القري فقد بدأ في الفترة الرومانية حين كان كل إمبراطور يقوم بصك عملات تحمل اسمه يوزعها في بداية السنة فتعطي للأطفال بعض القطع القديمة ويبدأ التعامل بالقطع الجديدة علي أمل أن تكون السنة خيرة وغنية.
إطفاء الضوء وإعادة إنارته خلال الاحتفال أمر يعود برمزيته إلي الديانات القديمة التي كانت تعتبر ضوء الشمس إلهيا إذ يحمل دفؤه الحياة, وأما الظلام فكان يعني الموت ويضيء الناس الشموع أو حتي الإنارة الكهربائية ويتمنون أن يبتعد شبح الموت في السنة الجديدة.