بحلول شهر رمضان الكريم,هناك عادات وطقوس اجتماعية ومأكولات خاصة تختلف بحسب المكان,إن الاحتفال برمضان قديم ولكن مظاهره التي نشاهدها حاليا في مصر والبلاد العربية بدأت تتجلي مع حكم الفاطميين لمصر.
قبل رمضان كان يخرج القاضي ومعه أتباعه لتفقد المساجد وتزويدها باللازم حتي تستقبل المصلين,فإذا كان الأسبوع الأخير من شهر شعبان عهد إلي قضاة مصر بالطواف بالمساجد في القاهرة وباقي الأقاليم لتفقد ما تم إجراؤه فيها من إصلاح وفرش وتعليق المسارج والقناديل ويظل الفانوس رمزا مميزا لشهر رمضان وهناك عديد من القصص التي تروي عن أصل الفانوس,إحدي هذه القصص تقول: إنه في عهد الحاكم بأمر الله الفاطمي كان محرما علي نساء القاهرة الخروج ليلا,فإذا جاء رمضان يسمح لهن بالخروج لأداء التراويح في المساجد,بشرط أن يتقدم السيدة أو الفتاة صبي صغير يحمل في يده فانوسا مضاء ليعلم المارة في الطرقات أن إحدي النساء تمر,فيفسحون لها الطريق,وبعد ذلك اعتاد الأولاد حمل هذه الفوانيس في رمضان.
وقصة أخري عن أصل الفانوس,تقول: إن الخليفة الفاطمي العاضد كان يخرج إلي الشوارع ليلة الرؤية ليستطلع هلال شهر رمضان وكان الأطفال يخرجون معه ليضيئوا له الطريق,كل طفل يحمل فانوسه مرددين بعض الأغنيات التي تعبر عن سعادتهم بقدوم شهر رمضان.
والبعض يقول إن المصريين عرفوا فانوس رمضان عام 358 هجرية, وهو اليوم الذي وافق دخول المعز لدين الله الفاطمي القاهرة ليلا,فاستقبله أهلها بالمشاعل والفوانيس الملونة وهتافات الترحيب عند صحراء الجيزة حتي وصل إلي قصر الخلافة,ومن يومها ارتبط الفانوس بالاحتفال بشهر رمضان,حيث قام الأطفال بالتجول في الشوارع والأزقة وهم يحملون الفوانيس ويطالبون بالهدايا من أنواع الحلوي التي ابتدعها الفاطميون,كما صاحب هؤلاء الأطفال بفوانيسهم المسحراتي ليلا لإيقاظ الصائمين وقت السحور,وهي عادات استمرت حتي بعد زوال الدولة الفاطمية,وبدء عصر الدولة الأيوبية وما تلاها من عصور.
وترجع فكرة موائد الرحمن إلي الولائم التي كان يقيمها الحكام وكبار رجال الدولة والتجار والأعيان في أيام الفاطمي.