مازال مسلسل الإهمال يعتري مستشفي طوخ المركزي ليئن مرضاها من سوء المعاملة وغياب الوعي الصحي حيث انتشار الروائح الكريهة نتيجة لطفح المجاري بطرقات المستشفي وإلقاء المخلفات الطبية من سرنجات ملوثة وقمامات بها بقع دم داخل الحجرات وترك دورات المياه في حالة يرثي لها دون أدني رقابة من قبل المسئولين وتغافلهم عن خطورة ما يحدث وما يمكنه من نقل العدوي والفيروسات بين المرضي ببعضهم البعض لاسيما لمن يقومون بالخدمة الطبية أنفسهم.
هذا بخلاف عما يحدثنا عنه دكتور محب مرقص رئيس قسم جراحة المسالك البولية بمستشفي طوخ سابقا حينما ذكر بأنه نتيجة لسوء معاملة الإدارة وتوافق مصالحها مع الأغراض الشخصية تغافل المسئولون عن الاهتمام الرئيسي بحياة المرضي وصيانة الأجهزة مما أدي إلي تلف العديد منها وإغلاق أقسام بعينها والدليل علي ذلك في قسم المسالك البولية تم إجراء 154 عملية في عام 2008 في حين لم يتم إجراء أي عملية في عام 2009 وكذلك الحال بقسم النساء والولادة.
وعن قسم العظام فأكثر من 83 طبيبا تركوا العمل بالمستشفي لتلاشي التعامل مع الإدارة من ناحية وعدم وجود إمكانات من ناحية أخري, فلك أن تتخيل أن غرفة العمليات ليست بها الآليات الكافية لمساعدة الطبيب علي القيام بواجبه وهو ما ينطبق علي قسمي التخدير والرمد.
وعن وضع العاملين بالمستشفي تشكو سميرة ربيع (ممرضة) منذ 14 عاما من عدم صرف حقها المادي بالصندوق الاقتصادي القائم بالمستشفي بخلاف قلة الحماية الأمنية علي المستشفي وتعرض حياة أي ممرضة للخطر ليلا.
حقا إنها مأساة يعيشها كل من يرتاد مستشفي طوخ المركزي ليزداد فوق آلامه أسي ومرارة وهو مكتوف الأيدي لم يكن باستطاعته أن يفعل شيئا سوي أن يرفع قلبه ويدعو لربه ولسان حاله يقول حسبنا الله ونعم الوكيل.