متي يتم استئصال اللوزتين؟
ما اللوزتان, وما وظيفتهما وفائدتهما… وما المتاعب والأمراض التي يمكن أن تتعرضا لها وكيفية مواجهتها, ومتي يتم استئصالهما؟
أجاب د.سمير حليم خليل استشاري أمراض الأنف والأذن والحنجرة قائلا:
اللوزتان عبارة عن زوج من تجمع الأنسجة الليمفاوية المناعية, لوزية الشكل ومن ثم استمدت اسمها, توجد في جانبي البلعوم الفمي بين ما يسمي العامودين أو الحاجزين الأمامي والخلفي, وتختلف اللوز الطبيعية في الحجم, كما يمكن أن تكون علي السطح أو غائصة في الأنسجة المحيطة بها… كما تبدو بحجم أكبر من الطبيعي ما بين عمر سنتين إلي ست سنوات وهذا تضخم طبيعي ثم يميلان إلي الضمور مع تقدم السن.
وبما أن اللوزتين الحلقيتين جزء من الأنسجة الليمفاوية, فهما جزء من الجهاز الليمفاوي المناعي… ومع ذلك يمكن الاستغناء عنهما إذا ما تعرضتا لأمراض معينة.
يغطي النسيج الليمفاوي للوزتين غشاء مخاطي به ثنيات تحدث تجاويف باللوزتين, ويفرز الغشاء المخاطي مادة تحيط بالأجسام الغريبة ويقوم بتوصيلها بالنسيج الليمفاوي ليتعرف عليها, ومن ثم يستطيع تكوين الأجسام المضادة اللازمة للتخلص من الأجسام الغريبة… ومع تكرار الالتهابات قد يحدث انسداد بفتحات التجاويف فتتجمع الأجسام الغريبة مع الميكروبات داخل هذه التجاويف مما قد يسبب رائحة كريهة بالفم. وإذا حدث التهاب قد يؤدي إلي وجود خراج حول اللوزتين, ومع تكرار الالتهابات تفقد اللوزتان فائدتهما, ويتزامن ذلك مع اكتمال تكوين الجهاز المناعي للجسم, لذلك ننصح بعدم إجراء العملية الجراحية إلا بعد عمر ثلاث سنوات.
يلاحظ عند الإصابة زيادة حجم اللوزيتن, فإذا انتشرت العدوي عن طريق الخلايا الليمفاوية يحدث تضخم في الكبد والطحال, ويحدد العلاج حسب حالة المريض.
* متي يتم استئصال اللوزتين؟
* * إذا تكررت الإصابة بالالتهاب الحاد للوزتين ثلاث مرات أو أكثر في العام الواحد مع حدوث حالات تشنج رغم تناول العلاج في كل مرة, وفي حالات وجود خراج حول إحدي اللوزتين يحدث انسداد الحلق كما في حالات التشخير, أو عند الشكوي من انقطاع النفس أثناء النوم مما يؤدي للاختناق وتقطع فترات النوم, وجود جسم غريب باللوزتين أو إصابتهما بورم سرطاني.
قبل إجراء الجراحة يجب الفحص الكامل لخلايا الدم, مع قياس معدل ترسيب الدم, وإجراء فحص جسدي شامل لجميع أجهزة الجسم, مع الفحص الدقيق للأنف والأذن والحنجرة, والتأكد من التاريخ الطبي للمريض وسلامته من الإصابة بالأمراض المزمنة وخاصة مرض السكري وارتفاع ضغط الدم.
هناك موانع لإجراء الجراحة مثل حالات أمراض السيولة مثل الإيموفيليا وهي صعوبة توقف النزف الدموي, أو أمراض الدم مثل سرطان خلايا الدم البيضاء اللوكيميا أو حالات فشل القلب أو السل… وقد تؤجل العملية في حالة الإصابة بالالتهابات.
هناك طريقة تقليدية لاستئصال اللوزتين تتلخص في قيام الجراح بإجراء قطع للغشاء المخاطي الذي يغطي اللوزة علي امتداد الحاجز الأمامي من الأمام والخلفي من الخلف, ويستمر ذلك حتي يصل إلي الكبسولة التي تفصل اللوزة عن جدار البلعوم العضلي, وتفصل اللوزة عن الجدار بسهولة ويتم ربط الأوعية الدموية المغذية للوزتين.
اكتشف العلماء طريقة حديثة لفصل اللوزة باستخدام نوع من الأشعة, حيث يتم اندفاع محلول ملحي داخل البلعوم الفمي يحتوي علي أيونات الصوديوم وتسمي الاستئصال البارد.
هناك طريقة الاستئصال الجزئي للوزة وهي تعتمد علي استخدام ليزر ثاني أكسيد الكربون لاستئصال جزء من اللوزة فقط وترك الجزء الباقي مع الكبسولة سليمين, ويستخدم هذا النوع من الجراحة في حالة تضخم اللوزتين الذي يؤدي إلي انسداد الممرات الهوائية.
العناية بالمريض بعد إجراء الجراحة ضرورية جدا وتتلخص في الراحة التامة للمريض. ومتابعة الدلالات الحيوية وضغط الدم معدل التنفس, ومعدل النبض ودرجة الحرارة, كما يجب الاستعداد لحالات النزيف الرجعي الذي قد يحدث عقب الجراحة, وأن يستريح في وضعية خاصة تسمي وضعية ما بعد استئصال اللوزتين, حتي يصل المريض للإفاقة التامة, بعدها يبدأ المريض في تناول الطعام علي وجه السرعة بقدر المستطاع حتي لا تصاب عضلات البلعوم بالتصلب.
أحمد حياتي
==
استشارات طبية
العقم الثانوي!
ما العقم الثانوي وأسبابه؟
س.م.ج-طنطا
أجاب د.ملاك محارب عبد الملك استشاري أمراض النساء والولادة قائلا:
العقم الثانوي هو حدوث تأخر الإنجاب لسيدة سبق لها حدوث حمل, سواء انتهي هذا الحمل بولادة طفل حي مكتمل, أو طفل ميت أو وفاة الجنين داخل الرحم, أو أن الحمل يكتمل بعد حدوث الإجهاض بعد عدة أسابيع.
ويجب التفرقة بين العقم الثانوي, والعقم الأولي الذي يتلخص في تأخر الإنجاب للسيدة التي لم يسبق لها الحمل أصلا.
ونود أن نؤكد هنا أن للزوج دورا مهما في أسباب العقم الثانوي مثل المرأة تماما.
وجدير بالذكر أن البحث في التاريخ المرضي أو سبب تأخر الإنجاب قد يساعد علي اكتشاف السبب… فمثلا إذا كان هناك تاريخ مرضي للإصابة بالتهابات شديدة للسيدة بعد الولادة أو الإجهاض تكون هذه الالتهابات أدت إلي ارتفاع في درجة الحرارة وآلام في الحوض وأسفل البطن وظهور إفرازات مهبلية صديدية مع آلام بالجزء السفلي للظهر, أو حدوث حمي نفاس بعد ولادة طبيعية أو ولادة قيصرية, أو حدوث تلوث بجرح ولادة قيصرية… كل هذه الأسباب تساعد علي تفسير الإصابة بالعقم الثانوي, مما يدفع الطبيب الأخصائي لطلب فحوص تثبت سلامة الأبواق أو إصابتها بانسداد.
كما أن وسيلة تنظيم الأسرة التي استخدمتها السيدة وعدد سنوات استخدامها لها دور مهم في اكتشاف أسباب العقم الثانوي, فإذا كانت السيدة قد استخدمت اللولب لسنوات طويلة وحدث التهاب شديد مع تركيبه أو أثناء وجوده داخل الرحم, فإن ذلك يكون دافعا للتفكير في أن يكون سبب تأخر الإنجاب نتيجة وجود التصاقات أو انسداد بالأبواق… أما إذا كانت الوسيلة أقراص منع الحمل أو الحقن, فإن ذلك قد يفسر أن السبب هو ضعف في المبيضين, أو عدم انتظام التبويض, وخصوصا إذا حدثت زيادة كبيرة في وزن السيدة بعد الولادة, وهذا يقتضي فحص سلامة المبيضين بمتابعة التبويض وإجراء فحص لهرمونات الغدة النخامية, وهرمون الأنوثة المعروف باسم استروجين حيث إن نتيجته تعطي مؤشرا لسلامة التبويض, وهرمون البروجسترون حيث إن سلامته تعطي مؤشرا لسلامة بطانة الرحم وهو المكان الذي تدفن فيه البويضة الملقحة بعد عملية الإخصاب, كذلك ضرورة فحص هرمون اليرولاكتين المسئول عن إفرازات اللبن بثدي الأم, وترتفع نسبة هذا الهرمون بسبب التوتر العصبي أو بسبب وجود إفرازات بالثديين.
وقد يرجع العقم الثانوي إلي تناول أدوية أو علاجات تم استخدامها لأمراض معينة, وقد يرجع إلي أمراض حديثة أصابت أحد الزوجين بعد الحمل أو الإجهاض مثل إصابة أحدهما بمرض السكري أو أمراض الغدد الأخري التي تؤدي إلي خلل بالمبيضين أو الأعضاء التناسلية الذكرية.
أحمد حياتي