بعد انقضاء أكثر من شهرين من بدء العام الدراسي كشفت جولةوطنيبمدينة ملوي عن المعاناة الشديدة لمدارس ملوي والتي تحاصر أغلبها فرق الباعة الجائلين وباعة الخضر,تتنوع أشكال حضورهم ما بين عربات الكارو الملاصقة للأسوار ليسهل تشوين الخضار من كرنب وقرنبيط وبصل,وليصبح سور المدرسة هو المكافأة الكبري التي يفوز بها من يحجز مكانا له بجواره قبل طلوع الفجر خاصة أيام السوقالسبت والأربعاءهذا ما رصدته الكاميرا أمام نحو 10 مدارس هي:أم المؤمنينالإعدادية بنات,الثانوية التجارية للبنات,اليوسفي الابتدائية,مجمع التحريريضم 4 مدارس ابتدائية التحرير-أبو بكر الصديق-النيل1-لنيل2مدرسة الراعي الصالح ,مدرسة الراهبات
يقول رأفت ميخائيل عضو المجلس المحلي:الوضع في مدارس ملوي بالشكل الحالي كارثي فلايمكن أن تنتظم الدراسة أو يسمع التلميذ صوت معلمه وسط صياح ونداءات الباعه,كما يتعرض الأطفال لمخاطر صحية رهيبة فالطفل لكي يتمكن من دخول مدرسته عليه أن يناور ويحاور بمساعدة شخص أكبر منه لكي يتمكن فقط من الوصول لباب مدرسته عابرا وسط أجولة البصل وأقفاص الطيور البلدية وأكوام الكرنب وصفائح الملوحة بما يحمله كل هذا من مخاطر صحية وسط الزحام فلا يواجه الطفل خطر العدوي بأنفلونزا الخنازير فقط بل أنفلونزا الطيور في ظل محاصرة أقفاص الطيور الحية مجهولة المصدر لأبواب المدارس.
يقول أحد أولياء الأمور الذي رفض ذكر اسمه:ماذا نفعل؟هل نحبس أولادنا داخل المنازل ولا نرسلهم للمدارس؟المفترض أن هناك مسئولية ملقاة علي عاتق المحافظة لحماية التلاميذ مما قد يلحق بهم من أذي نفسي وجسدي فالأجواء حول المدارس تكاد تكون قاتلة صحيا وأخلاقيا ونفسيا خاصة بعد قيام الباعة بالشجار المستمر حول أحقية الحجز أمام السور ولايمكن أن يرضي عاقل بهذا الوضع أبدا,ونحن أولياء الأمور لاحول لنا ولاقوة ولاسلطة في أيدينا سوي الاشتباك بين الحين والآخر مع الباعة حتي يتمكن الأولاد من دخول المدارس.
يقول خلف علي قاسم عضو المجلس الشعبي المحلي لمدينة ملوي:أغرب المشاهد تجدها أمام المدارس فبينما انفردت مدرسة الراهبات بمحاصرة باعة السمك برائحة بضائعهم..قامت مدرسة الراعي الصالح بعمل مناوبات للعمال علي باب المدرسة يقومون كل عدة دقائق بدفع الباعة للخلف بضعة أمتار للحيلولة دون دخولهم لفناء المدرسة نفسه بعد أن اكتظ بهم الشارع أمام الباب,حتي لايتمكن القادم من رؤية باب المدرسة إلا بعد سؤال البائعين عنه ليقوم أحدهم بالتحرك قليلا ثم ينحني آخر للأمام لتكتشف فجأة وجود باب مدرسة يطل من بين رؤوس البائعين.
يكمل قاسم حديثه قائلا:إنه لمن المضحك المبكي أن يقع الاختيار علي مدرسة اليوسفي الابتدائية لتأسيس مركز لاختبارات الرخصة الدولية لقيادة الكمبيوترI.C.D.Lفي الطابق الثالث منها وهو المركز الثاني من نوعه في محافظة المنيا وينتظر هذا المركز خلال الفترة القادمة زيارة وفد من هيئة اليونسكو ووزارة الاتصالاتالأخيرة هي الجهة المانحة لتكاليف المركزلإقرار صلاحيته واعتماده كمركز اختبار فهل ستقبل الوحدة المحلية لمدينة ملوي أن يرتقي وفد اليونسكو الطابق الثالث لتتكشف لهم محاصرة الباعة وأكوام الروث وبقايا الخضار العفن لتلك المدرسة؟!وكيف سيدخل هذا الوفد تلك المدرسة من الأصل هل سيقفزون فوق أجولة البصل ويعبرون صفائح الملوحة وأكوام الكرنب؟!أم أن الوحدة المحلية ستقوم بطرد الباعة مؤقتا مدة زيارة الوفد وتقوم بإصلاح مطبات الشارع؟! لنعلنها صريحة أن أطفالنا وسلامتهم ليست لها الأولوية ولا الأهمية فالأهمية لزيارة الغرباء!!
من هنا نطلق نداء لمحافظ المنيا..نظرة لأبنائنا إنهم أمانة بين أيديكم.