عشنا نعد الأيام انتظارا لهذا اليوم….فمرور أربعين عاما للجالس علي كرسي مارمرقس الرسول كاروز الديار المصرية حدث يعيشه الشعب القبطي بكل التبجيل, فالكنيسة لم تصادفه علي امتداد تاريخها الأكثر من عشرين قرنا إلا مرات معدودة, فقبل أبينا المعظم الأنبا شنودة الثالث بطريركنا السابع عشر بعد المئة للقرنين العشرين والحادي والعشرين لم يحظ بهذه البركة إلا سبعة من الآباء البطاركة, الأنبا ديمتريوس الكرام البابا الثاني عشر, القديس أثناسيوس الرسول حامي الإيمان البابا العشرون, الأنبا يوأنس الثالث عشر البابا الرابع والتسعون, الأنبا يوأنس السادس عشر البابا الثالث بعد المائة, الأنبا مرقس الثامن البابا الثامن بعد المائة, القديس الأنبا بطرس الجاولي البابا التاسع بعد المائة, والبابا كيرلس الخامس البابا الثاني عشر بعد المائة….ولهذا مغبوط كل قبطي يعيش هذا اليوم…ولأنني واحد من هؤلاء فإني أشكر الرب دائما لأنني عشت عصر البابا شنودة.
قبل أن تختار القرعة الهيكلية البابا شنودة ليجلس كرسي مارمرقس الرسول, كنت أحبو في بلاط صاحبة الجلالةالصحافة وبتشجيع من الأستاذ أنطون سيدهم نشر لي علي صفحة كاملة موضوع بعنوانالكرسي المرقسي من مارمرقس الرسول إلي البابا كيرلس السادس في زمن لم يكن يحظي بفرش صفحة كاملة إلا الأستاذ محمد حسنين هيكل تحت عنوانبصراحة في جريدة الأهرام…وأعتبرت هذا اليوم ميلادي الصحفي الحقيقي والذي تزامن مع جلوس البابا شنودة علي الكرسي المرقسي, ومن يومها صرت مسئولا مع أستاذي الراحلمسعد صادق عن ملف الكنيسة, وكانت حياتنا بين المقر البابوي ووطني في أيام لم يكن يدخل المقر من الإعلاميين سوانا والإذاعي فايز فرح….وحظيت بشرف وبركة القرب من العظيم في البطاركة البابا شنودة الثالث.
اقتربت من البابا شنودة علي امتداد أربعين عاما, رافقته في كثير من الزيارات, وحضرت العديد من اللقاءات, وأجربت مع قداسته أحاديث طوالا…وماعرفته وسجلته يحتاج إلي كتب ومجلدات…المهم أننا كنا ننتظر هذا اليوم-العيد الأربعين- ونعد لاحتفال كبير تعبيرا عما قدمه قداسته للكنيسة والوطن…ولكن مشيئة الرب كانت تسبق مشيئتنا, فأحوال البلاد تغيرت, وأحداث ماسبيرو سكبت الحزن علي الجميع…وكان حزن البابا شنودة علي أبنائه الشهداء والمصابين عميقا, وطالب قداسته بوقف كل الاحتفالات فيما عدا لقاء محدودا داخل الكاتدرائية يحضره بطاركة أثيوبيا ولبنان وسورية, أبونا بولس والكاثوليكوس آرام الأول ومارأغناطيوس زكا الأول الذين كان قد تحدد موعد حضورهم قبل أحداث ماسبير وتعذر إلغاء استقبالهم.
سيبقي أعظم مافي الاحتفال بالعيد الأربعين لبطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية البابا شنودة الثالث, أن الكنيسة التي ترويها دماء الشهداء قدمت في هذا الاحتفال سبعة وعشرين شهيدا, ولتكن هديتنا لقداستكم هي صلواتنا التي نرفعها ليديمكم الله علي كرسي مارمرقس الرسول أبا وراعيا ومعلما وكاروزا إلي مدي الأعوام مسلما الكنيسة ليد المسيح في المجئ الثاني.