رغم أنه لا توجد إحصائيات محددة لمدي انتشار مرض سرطان عنق الرحم في مصر إلا أن هناك نصف مليون سيدة تصاب به سنويا في مختلف أنحاء العالم, وتصل نسبة الوفيات منه 50%, ومع ذلك هناك الكثير لا نعرفه عن كيفية الوقاية بل الحماية من هذا المرض المارد بحيث يمكن ترويضه وهو ما نوضحه من خلال هذا التحقيق.
تؤكد الدكتورة أميمة إدريس أستاذة أمراض النساء والتوليد بقصر العيني أن مشكلة سرطان عنق الرحم تكمن في أن أعراضه تتشابه مع أعراض أمراض أخري, وهذه الأعراض هي نزول إفرازات مدممة أو نزيف عقب التشطيف المهبلي أو عقب العلاقة الحميمة بين الزوجين.
أما عن أسباب هذا السرطان فتقول د. أميمة إنه نتيجة انتقال فيروس إتش بي في من الرجل إلي المرأة من خلال العلاقة الجنسية, وهذا الفيروس يسبب تغيرات في خلايا عنق الرحم, الأمر الذي يؤدي بدوره إلي الإصابة بسرطان عنق الرحم وذلك بعد فترة طويلة قد تصل إلي 15 سنة.
وعن الاكتشاف المبكر لهذا المرض فإنه يتم من خلال عمل مسحة من عنق الرحم وذلك منذ الزواج ويكون مرة كل سنتين وبعد أن تبلغ السيدة 35 عاما تقوم بعمل هذه المسحة مرة كل عام.
وتؤكد د. أميمة أن العلاج يكون حسب الحالة أو المرحلة التي وصلت لها السيدة فإذا كانت عقب انتقال فيروس إتش بي في وقبل أن يتطور ويصبح سرطانا فإن العلاج هو عمل استئصال جزء من عنق الرحم المصاب بالفيروس أو عمل كي للمنطقة المصابة وتكون النتائج جيدة, أما إذا كانت الحالة قد وصلت وتطورت إلي سرطان فإننا إما نقوم باستئصال الرحم والمبايض والأنابيب وهو العلاج الجراحي أو قد نلجأ إلي العلاج الإشعاعي, وسواء كان العلاج جراحيا أو إشعاعيا فإنهما يسببان الكثير من المضاعفات نظرا لتأخر الحالة.
قد تتساءل كل سيدة الآن.. هل يمكن الوقاية من هذا السرطان؟.
توضح الدكتورة أميمة أن الوقاية تتم من خلال طريقتين الأولي هي المتابعة الدورية من خلال عمل المسحة التي توضح التغيرات التي تطرأ في منطقة عنق الرحم, أما الطريقة الثانية وهي الطريقة الحديثة وتتم عن طريق التطعيم ضد الفيروس وتعد هذه الطريقة ثورة حديثة لحماية المرأة من هذا المرض حيث قام العالم الألماني فيرهوسن باكتشاف العلاقة الوطيدة والمباشرة بين فيروس إتش بي في وبين سرطان عنق الرحم وأنه لا يمكن أن تتم الإصابة بالسرطان في حال التطعيم ضد هذا الفيروس. وتشير د. أميمة أن التطعيم يتم إما قبل الزواج مباشرة أو للسيدات حديثات الزواج.
ولكن عيوب هذا التطعيم أنه غالي الثمن فقد يصل ثمن الجرعة الواحدة إلي 700 جنيه, والتطعيم يشمل ثلاث جرعات لذا فإن الإقبال عليه ضئيل ولكنه في ذات الوقت يحمي ويقي من مرض السرطان الخاص بعنق الرحم, والوقاية خير من العلاج.