يجتاز سرطان حدوة الحصان مياه الكرة الأرضية منذ نحو 400مليون عام وهو حيوان بحري كبير له صدفة تشبه في الشكل حوافر الحصان.
وكان مخلوقا قبل وجود البشرية وقبل ظهور الديناصور. لكنه اليوم يواجه أخطر تهديد لوجوده. فالتلوث وتنمية الشواطئ في هونج كونج يدمران البيئة اللازمة لحياة السرطان البحري الذي يشبه حدوة الحصان خاصة في مراحل نموه الأولي. وكشفت دراسة حديثة صادرة عن جامعة المدينة في هونج كونج تراجع معدل وجود سرطان حدوة الحصان في هونج كونج بنسبة بلغت 90في المائة خلال أربعة أعوام فقط.
وقال البيولوجي بول شين كام-شينج الذي قاد فريق البحث وهو أستاذ في جامعة المدينة: إن هونج كونج خلال الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي عاش بها ثلاثة أو أربعة أنواع معروفة من سرطان حدوة الحصان بينما كشفت دراسات حديثة أنه لا يوجد اليوم سوي نوعين فقط منه أحدهما بأعداد منخفضة للغاية. وقال شين: لا نعلم حقيقة العدد الباقي منها…كل ما نعلمه هو أن العدد قليل وآخذ في النقصان. وفي اليابان أيضا لم يبق منه سوي عدة آلاف.
وأكد شين أن أكبر تهديد لوجود سرطان حدوة الحصان هو التلوث وأعمال التنمية التي تجري علي الشواطئ. وأوضح أن هذا النوع من السرطان يضع بيضه علي الشاطئ وبعد الفقس يعيش السنوات الأولي من حياته علي الشاطئ أيضا. كما يعيش نحو عشرة أعوام قبل أن يصل لسن التزاوج. وتبحر أنثي السرطان من قاع البحر إلي الشاطئ لتضع نحو ألفي بيضة في المرة الواحدة. ولا يصل إلي سن النضج إلا واحدة أو اثنتين من كل 10آلاف بيضة. وربما يقلل تدمير الشواطئ أو التلوث عليها من فرص حياة سرطان حدوة الحصان. ويعيش سرطان حدوة الحصان لمدة تصل إلي 20عاما وقد يصل طوله إلي 50سنتيمترا. وقال شين إن السبب في عدم وجود هذا النوع من السرطان البحري علي قائمة الحيوانات المهددة بالانقراض هو عدم معرفة أعداده الحقيقية.
ولسرطان حدوة الحصان ستة أزواج من الأرجل,الأماميتان مزودتان بكلابتين للقبض علي الضحية,ويستعمل باقي الأرجل للمشي,ويعتبره البعض ملك السرطانات البحرية رغم عدم وجود صله بينه وبين السرطان البحري الحقيقي فهو ينتمي لفصيلة العقارب والعناكب.
توجد أربعة أنواع من سرطان الحدوة ينمو أكبرها ليصل طولها نحو 61سم. وهي تعيش علي امتداد الساحل الشرقي لأمريكا الشمالية. وتعيش الأنواع الثلاثة في المياه الساحلية لجنوب شرقي آسيا والفلبين.
يعيش سرطان الحدوة في المياه البحرية الساحلية,ويتغذي ليلا بالديدان والرخويات الصغيرة مثل المحار الملزمي الذي يلتقطه من الطين والرمال ويتزاوج سرطان الحدوة في الربيع حيث تحمل الأنثي الذكر علي ظهرها إلي الشاطئ وتقوم بحفر العديد من الحفر في الرمل. وتضع الأنثي من 200 إلي 1000بيضة في كل مرة وسرطان حدوة الحصان يمضغ طعامه بمخالبه,ويعتبر الطعام المفضل لكثير من الطيور البحرية وهو طعم جيد للأسماك وهذا ما أثر علي أعداده وحظرت سلطات ولاية نيوجيرسي مؤخرا صيده بشباك الصيادين في محاولة لحمايته.
عن: ناشيونال جيوجرافيك