تجذب جزيرة روجن الواقعة شمال ألمانيا انتباه الفنانين لطبيعتها الخاصة فطالما ألهمتهم لوحات بديعة,حتي خلدها الفنان الرومانسي كاسبار دافيد فريدريش في لوحة شهيرة منذ قرنين.
تعتبر روجن أكبر جزيرة في ألمانيا,فه تمتد علي مساحة ألف كم مربع,وهي عبارة عن مجموعة من18جزيرة مختلفة المساحات ويمتد شاطئ الجزيرة بطول580كم,وهو ما يجعلها غنية بالمناظر الطبيعية الساحرة,والسواحل المختلفة ذات الطبيعة المتنوعة,كذلك تتمتع جزيرة روجن بشمسها المشرقة وشواطئها الواسعة الممتدة التي تعطي فرصة كبيرة للمصطافين للتمتع بالسباحة والغطس وجمع الأحجار وقيادة المراكب الشراعية وغيرها من الأنشطة الساحلية المختلفة.
وتجمع سواحل الجزيرة بين المناظر الطبيعية المتنوعة,من شواطئ ممتدة فيأومانزأو جبال فيالمونشجوتوكذلك الشواطئ الطباشيرية البديعة فيياسموندأو السواحل الحجرية في موركانوغيرها من الشواطئ المتنوعة الممتدة بطول الجزيرة وتتمتع بعض الشواطئ بشعبية خاصة مثلبينزوسيلينوبروراحيث يتهافت عليها السائحون طوال الصيف,وتقع الجزيرة بالقرب من حدود بولندة والدانمارك.وألهمت شواطئها فيلهلم بارتلمانفابتكر ما يسمي بـسلة الشاطئوهي عبارة عن أريكة من الخوص مغطاة تعطي الفرصة للتمتع بالاستلقاء علي الشاطئ للقراءة أو التأمل في منأي عن الشمس أو الرياح القوية,كما أن بها أدراجا لوضع لوازم البحر المختلفة.
الألوان الطبيعية ترسم لوحة بديعة
في الليل ينتشر جامعو الكهرمان في الحزيرة حيث ينكبون علي الشواطئ بحثا عن الحجر الثمين برتقالي اللون,والمسمي هناك بـذهب البلطيقوتتميز الجزيرة بلونها الأبيض,النابع من تربتها الطباشيرية,في شكل فريد وسط البحر الذي يميزه اللون الأزرق المختلط بالفضي.وتمتزج هذه الألوان معا لتعطي للمكان ثراء خاصا وتجذب الجزيرة بهذه الألوان الفريدة الفنانين كما تجذب الكتاب والأدباء فـجرهارت هاوبتمانالحاصل علي جائزة نوبل للآداب يعشق الجزيرة الصغيرةهيدنسيالتي لا تصلها السيارات ولا حتي الدراجات.
وتتميز الجزيرة بطبيعتها الخلابة وتعتبر مركزا ثقافيا مهما,فإلي جانب القلاع والقصور المتعددة تتميز الجزيرة بنشاط الحركة الثقافية بها من متاحف وعروض مسرحية وموسيقية ومعارض فنية,كما تجذب الحديقة الوطنية وقصر الصيدجرانيتسومهرجانشتورته بيكر عددا كبيرا من الزوار.
من أقدم الجزر
وجزيرة روجن تعتبر ذات تاريخ بعيد,يرجع إلي العصر الجليدي حيث بدأ المجري الثلجي لآخر عصر جليدي في الذوبان منذ نحو 10آلاف عام,ونتيجة لذلك ارتفع منسوب المياه ببحر البلطيق بشكل ملحوظ فغطي الأراضي وكونت المناطق المرتفعة مجموعة من الجزر من بينها هيدنسي وفيوفز وياسموندز والجرانيتزوعلي مر العصور,وبفعل العوامل الجوية غطت الرمال الأسطح بين هذه الجزر الصغيرة فكونت جزيرة روجن.
وبعد نهاية العصر الجليدي عمرت القبائل الجرمانية الجزيرة,والكثير من الآثار الجيولوجية تثبت أن روجن من أقدم الأراضي التي سكنها الإنسان,فبحسب علماء الآثار,ترجع الحياة في هذه الجزيرة إلي خمسة آلاف عام قبل الميلاد,ووجدت بها أدوات زراعة وأسلحة ترجع للعصر الحجري.
موقع متوسط في البحر
وبحكم موقعها المتوسط بدأت القبائل السلافية من أوربا الشرقية في دخول الجزيرة بالقرن السادس الميلادي واستمرت المعارك بين الجنسين حتي انتصر الجيرمانيون في القرن الثاني عشر,ثم تحولت إلي السويد في عام1630 ثم استولي عليها الفرنسيون أثناء حملات نابليون قبل أن تعود مرة أخري إلي ألمانيا بعد مؤتمر فيينا عام1815,وتحولت الجزيرة للمصيف المثالي لسكان ألمانيا الشرقية سابقا.
وبعد سقوط سور برلين وإعادة الوحدة لألمانيا,جذب هذا المصيف الألمان بشكل كبير,ويتمتع هذا المصيف بشعبيته الكبري لتنوع طبيعة أراضيه,فالجنوب الشرقي يتمتع بأراض زراعية,وفي الشمال تمتد الجبال, أما في منتصف الجزيرة فتقع الخلجان التي تفصل بين الجزر الصغري والتي تعد جزءا من روجن,وأشهرهاسيلينوجورين,كذلك يجعل هذا الموقع من الجزيرة الألمانية مركزا تجاريا مهما وحلقة وصل بين بلدان بحر البلطيق.