كارلو وكارين…زوجان في خريف العمر,لكن من يتأمل وجهيهما يلحظ فيهما نضارة وشباب ربما يفتقدها شباب من عمر أولادهما,ولكن من يعرف مدي التناغم بينهما الذي دام علي مدي سنوات طويلة يدرك فورا أن الحب الحقيقي هو سر الجمال والوميض الذي يشع منهما,ويتخيل أن كل منهما يستيقظ كل صباح في حالة حب جديدة ليقول للآخر أنا أحبك إذن أنا أحب كل البشر,هيا نأخذ حفنة جديدة من حبنا لننشرها في جميع أنحاء العالم.
كارلو وكارين لم يرزقا بأولاد مع أن الخير الذي جنياه من كفاحهما وفير جدا,ولعل من في مثل ظروفهما قد يكتفي بالتمتع بحياة مرفهة,أو قد يفكر في تبني طفل أو اثنين مثلا لملئ الفراغ,ولكنهما فعلا أكثر من ذلك بكثير,لقد قررا أن يخصص كل ثروتهما للعمل الخيري.
نجح كارلو وكارين في رحلة كفاح طويلة وكونا ثروة من تجارة الجملة في مجال الإلكترونيات,كانت الشركة التي كوناها تشغل 11عاملا فقط,وظلت تنمو حتي بلغ عدد العاملين1500 عامل.ثم قام الاثنان ببيع الشركة عام2002 ليبدأن معا رحلة جديدة مختلفة تماما.
فقد قررا استثمار أموالهما ليس في أسواق البورصة,وإنما في مجال العمل الخيري والاجتماعي.فقد قررا إقامة مؤسستين خيريتين في مجالات البحث العلمي والفن والثقافة في منطقة الراين والماين المحيطتين بمدينة فرانكفورت.
كما يقوم الاثنان بتمويل معهدكرسي جامعييحمل اسمهما للبحث في مجال الفن الحديث,في جامعة تل أبيب…المدنية التي ترتبط بعلاقة شراكة وصداقة مع مدينة فرانكفورت.
مفتاح الخلود:
تأسست مؤسسة كارلو وكارين جيرس الخيرية في جامعة دار مشتات التقنية لتكون أكبر هيئة خاصة تساهم في تمويل الجامعة المرموقة الواقعة في ولاية هيسن وتضمن المؤسسة الخيرية علي سبيل المثال تمويل الجامعة الصيفيةوبالتالي تبادل الطلبة بين أمريكا وألمانيا.
تقوم المؤسسة أيضا بالإنفاق علي مركز المبادرات والإبداع التقني الذي يساهم في انطلاق حوالي50شركة جديدة في محيط الجامعة التقنية,ومنذ عام1994 قامت مؤسسة جيرس الخيرية بتأسيس وتمويل مركز فني صغير متميز في فيلا واقعة علي ضفة نهر الماين في فرانكفورت,إضافة إلي صالة رائدة لمعارض الفن المعاصر,ومستشفي للأطفال,هذا بخلاف مشروعات خيرية أخري كثيرة.
وقد فاز الزوجان في مايو الماضي من العام الحالي2009 بجائزةالمتبرع الألماني قدمتها لهما الهيئة الاتحادية للمؤسسات الخيرية الألمانية,تقديرا لجهودهما المستمرة في الأعمال الخيرية.وفي حديث صحفي لإحدي المجلات الألمانية صرح الزوجان أن شعارهما هوإن ما يبقي للإنسان هو ما يتبرع به فقط.وإذا صدق قولهما فإن ابتسامة مريض بعد الشفاء أو فرحة شاب بفرصة للدراسة المجانية أو نجاح شركة وليدة بفضلهما سوف يضمن بقاء اسميهما إلي الأبد وسيكتب لهما الخلود.