تضرب مالكا أنثي الليث الأبيض الأرض برجليها غاضبة وهي تقترب أكثر وأكثر, وكانت مصورة الحياة البرية كارين آيجنر رابضة بين العشب في انتظار اللحظة الحاسمة لالتقاط أروع الصور وكانت تحاول أن تحافظ علي هدوء أعصابها وعقدت مقارنة في ذهنها بين تصرف مالكا وحركات قطتها الأليفة في المنزل.
يقول وليام سوانسون مدير قسم أبحاث الحيوان بحديقة حيوان سيسيناتي بولاية أوهايو الأمريكية تمتاز الأسود البيضاء أن ألوانها تختلف كثيرا عن لون الأسود العادية دون أن يشكل هذا اختلافا في طبيعتها عن الأسود العادية ذات اللون المائل إلي الصفرة, كما أنها غير مهددة بالانقراض.
ظهرت الأسود البيضاء نتيجة طفرة نادرة في الجين المسئول عن اللون لدي الأسود العادية, فإذا كان يحمل الذكر أو الأنثي نفس هذا النوع من الجينات التي تحمل طفرة اللون الأبيض يزيد هذا من فرص ولادة شبل أو أكثر بفراء أبيض.
وفي عام 1975 عثر علي شبلين لونهما أبيض في إحدي المحميات البرية في جنوب أفريقيا وقد تم الإمساك بهما وإرسالهما إلي حديقة الحيوان, أما الآن فيوجد حوالي 500 شبل من هذه السلالة, وقليلا ممن تحمل الجين المتحور المسئول عن إعطاء اللون الأبيض لفرائها تعيش في الأسر في حدائق الحيوان وحلقات السيرك والمحميات الخاصة.
والعاملون بالمحميات الطبيعية يعرفون كيف يكثرون أعدادا أكثر مما يثير المخاوف والجدل, فالأسود البيضاء تتزايد فقط نتيجة تزاوجها من القرابة من الدرجة الأولي أي تزاوج الآباء مع البنات أو الأخوات مع الإخوة ويقول رون تيلسون أحد كبار المتخصصين في دراسة حياة الأسود بحديقة حيوان سينسيناتي أنه في حالة ولادة أسود بيضاء فإننا نعلم أن تزاوج الأقارب التي تتسم بها الأسود البيضاء يسبب الكثير من المشاكل بما في ذلك تشوهات العمود الفقري, الحلق المشقوق, تورمات حول العيون, تلف بالدماغ ويخشي العلماء أن تتسبب الطفرات الوراثية الجينية في مشاكل صحية للأسود البيضاء, خاصة إذا تم إطلاق هذه الأسود في الحياة البرية الحرة وتزاوجها من الأسود العادية وما قد ينجم عن هذا من مشاكل صحية.
عن: ناشيونال جيوجرافيك