كان القصد الإلهي من خلق الإنسان هو البقاء وليس الفساد,وأوصي الله آدم وحواء قائلامن جميع شجر الجنة تأكل أكلا.وأما شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منها لأنك يوم تأكل منها موتا تموتتك2:17فكسر آدم وحواء الوصية الإلهية..وهذه هي القضية العظمي..وأصبح آدم وبنوه مديونين للعدل الإلهي…ومن هو الذي يفي العدل الإلهي حقه.
وهنا تجلت رغبة خالق السموات والأرض.أن يتعطف علي خليقته التي هوت إلي الخطية برغبتها عن طريق الإغراء يدفعه الكبرياء كما قالت الحية لحواءلن تموت….بل الله عالم أنه يوم تأكلان منه تنفتح أعينكما وتكونان كالله عارفين الخير والشر تك 3:5 هذه الرغبة الجياشة في صدر العلي ليخلص الإنسان المنزوي في حماة الشر,دفعت القوي إلي أن يتنازل لكي يعتق الإنسان اليائس من الأسر.
هذه الرغبة تجلت في الرسائل التي جاءت من السماء علي أفواه الأنبياء تارة بالنبوة وأخري بالرموز والوعيد..فإشعياء النبي يصرخ قائلا:
يعطيكم السيد نفسه آية ها العذراء تحبل وتلد ابنا وتدعو اسمه عمانوئيلإش7:14وأيضا يقوللأنه يولد لنا ولد ونعطي ابنا وتكون الرياسة علي كتفه ويدعي اسمه عجيبا مشيرا إلها قديرا أبا أبديا رئيس السلامإش9:6
وفي سفر الحكمة يتساءل الحكيم ويتنبأ قائلا:من صعد إلي السماوات ونزل من جمع الريح في حفنتيه,من صر المياه في ثوب,من ثبت جميع أطراف الأرض ما أسمه وما اسم ابنه إن عرفتأم30:4أيضا هذه الرغبة الجياشة التي تدفعنا إلي التأمل في محبة السيد المسيح له المجد التي تسطع…فقد ظهرت نعمة الله المخلصة لجميع بني البشر وبتجسده العجيب يعلمنا أن ننكر الفجور والشهوات والعالمية,ونعيش بالتعقل والبر والتقوي في العالم الحاضر.
وبالإجماع عظيم هو سر التقوي الله ظهر في الجسد
في تجسده كان وديعا ومتواضع القلب بلغ به التواضع إلي حد أنه ولد من عذراء فقيرة ثم في مذود في متناول الفقراء وهي غالبية بني البشر…ولكنه في هذا لم يرفض الأغنياء وأصحاب المراكز العليا إن هم أرادوا أن يقبلوا إليه لأن هذه هي رسالة السيد المسيح له المجد
جاء إلي الأرض ليخلص جميع البشر من الخطية الجدية لأنه يريد أن جميع الناس يخلصون وإلي معرفة الحق يقبلون.1تي 2:4وفي ميلاده العجيب تشرف رعاة الغنم بأن يروا أعظم مشهد في الوجود حيث ظهر لهم الملاك المبشر..
فقال لهم الملاك لاتخافوا فها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب إنه ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الربلو2:10:11.
وظهرت كوكبة من الملائكة مترنمة بالتسبحة الخالدة
المجد لله في الأعالي..وعلي الأرض السلام..وفي الناس المسرة
وفي هذا الميلاد العجيب جمع السيد المسيح له المجد بين يديه المجوس والرعاة .
المجوس الذين أتوا من المشرق ليسجدوا له ويقدموا هداياوفتحوا كنوزهم وقدموا..ذهبا ..ولبانا..ومراوالذهب يرمز إلي الملك واللبان يرمز إلي الكهنوت..والمر يرمز إلي الآلام وهؤلاء المجوس يمثلوا الحكمة والقوة والثروة
وأما الرعاه هم يمثلون البساطة والضعف والفقر.
وكانت هذه هي سمة الرسالة التي يعلنها السيد المسيح له المجد أنه أتي للجميع…غنيا كان أو فقيرا..قويا كان أم ضعيفا حكيما كان أم جاهلا وهذه هي المحبة التي سطعت من قلبه إلي الجميع لاتفرق بين أحد سواء كان قريبا أم بعيدا ..عدوا أو حبيبا.
وفي ذلك الزمان أراد ملك اليهود هيرودس أن يقتل الطفل يسوع فكان الصراع رهيبا..وكان النصر عجيبا
صراع الشر ضد الخير…صراع الإثم ضد البر
ولكن لم يكن أمام العائلة المقدسة طريق تسلكه هربا من بطش هيرودس إلي بلد توفر الأمان لداخليها وهذه البلد تباركت وتشرفت بدخول العائلة المقدسة إليها هي أرض بلادنا العزيزة مصر.
عاش السيد المسيح له المجد في أرض مصر مدة طويلة في أمان وسلام ولكن هيرودس ملك اليهود قتل أطفال بيت لحم ظنا منه أن ينال من الطفل يسوع وظل هكذا الطفل يسوع يعيش علي أرض مصر في سلام.حتي ظهر ملاك الرب في حلم ليوسف قائلا قم وخذ الصبي وأمه واذهب إلي إسرائيل لأنه قد مات الذين كانوا يطلبون نفس الصبيمت2:20
لكي يتم ما قيل من الرب بالنبي القائل من مصر دعوت ابنيمت2:15
ورجع الطفل يسوع من مصر متوجا بالنصر فوضع أساسا للنصرة كيف تكون..وسكن في ناصرة الجليل.
وسقط هيرودس ملك اليهود مخزولا مهموما حيث عصف به تيار الحق وهوذا العالم في غالبيته ينوء من ثقل الخطية فأكثرهم عن طريق الحق يحيدون, يعتدي القوي علي الضعيف…ويقسو الغني علي الفقير.
فاذكر العالم يا سيدي برحمتك واقتلع جذور الشر وظلم بنعمتك علم العالم أن السعادة الحقيقية هي كامنة في الحب..والسلام والتضحية لأجل الآخرين والعيش المشترك ومبدأ قبول الآخر في التعايش لأننا جميعا أبناء آدم وحواء وأنت أتيت لخلاص آدم وزريته.
وإننا نطلب منك أيها السيد المخلص أن تذكر بلادنا مصر التي أخذتها ملاذا لمجيئك فالأعداء يتربصون بها,وأنت القادر وحدك علي حفظها من كيد الكائدين …وتآمر المتآمرين…واعتداء المعتدين
أيها الأبناء المباركين
إننا نحتاج إلي روح جديد لكي نبلغ الميلاد المجيد فنتغير عن شكلنا بتجديد أذهاننا.
كما قال الكتاب المقدس
ولا تشاكلوا هذا الدهر بل تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم لتختبروا ما هي إرادة الله الصالحة المرضية الكاملة
أيها الأبناء المباركين ارفعوا صلواتكم إلي مولود بيت لحم في هذه المناسبة المقدسة أن يحفظ الرب بلادنا من كل شر..وشعبنا من كل زلل
وليكن كل فرد فيكم مثلا حيا للإيمان الحقيقي..للحياة الفاضلة
والخدمة العاملة المضحية
أيها الآباء
علموا أبناءكم وبناتكم طريق الفضيلة والإيمان والحق والتقوي
أيها الأزواج والزوجات
لتكن المحبة المضحية هي الرباط الأوثق في لحياة الزوجية,ولتكونوا لأبنائكم قدوة ومثال.
أيها الشباب والشابات
كونوا حملة للمشاعل التي تضيء الطريق للأجيال القادمة تسلحوا بأسلحة المباديء المسيحية…المحبة.. والتسامح.. والعلم… والعفة حتي تستطيعوا أن تقفوا أمام تحديات العصر.
مطران كرسي الجيزة وتخومها