شاهد الأطفال أن الدفاع عن النفس أصبح شبيها بالطرق البلطجية التي يستنكرها المجتمع… كيف يعرف الطفل أن هذه الأساليب استثنائية… وأن الأصل هو ألا يأخذ أحد حقا بذراعه؟…
تدريب لمواجهة الأزمات وحرية التعبير
يقول د/ رسمي عبد الملك- أستاذ الإدارة والتخطيط التربوي بالمركز القومي للبحوث التربوية,إن الموقف جماعي تربوي نفسي يتعرض له الأطفال في مصر لأول مرة وله جانب إيجابي وآخر سلبي, الإيجابي أن يعطي فرصة للتعامل بشكل جيد مع مواجهة المواقف والأزمات خاصة عندما يواجه الشخص موقف يهدد آمنه, فمن ضمن احتياجات الإنسان الأساسية الأمان وعدم وجودها يحدث نوعا من الاضطراب النفسي والتوتر فيواجه الأزمة بشكل أو آخر, ونحن في مجتمعنا لم تنشئ علي المواجهة بأسلوب سليم لمواضع الأزمات, لذا نجد الطريقة التي استخدمت هي استخدام العصا أو السلاح, وما هو متاح- لأن يفكر بطريقة عشوائية مع عدم وجود تدريب علي ذلك. لذا من الضروري تدريب أطفالنا علي مواجهة الأزمات.
كما أن من إيجابيات هذا الموقف إزالة حالة الخوف من التعامل مع البلطجية وقد اجتمع الأطفال والنشء والشباب طول قضية معينة حدث فيها مشاركة اجتماعية واضحة دون النظر إلي المستوي الاجتماعي أو المادي أو الاختلاف الديني أو التعليمي فنجد لأول مرة الشباب يجتمعون ويتعاونون ويشعرون بالانتماء لإحيائهم الذي يؤثر بعد ذلك علي الانتماء علي الوطن.
من الناحية السلبية تعريض الأطفال للخطر والعنف, وطالما لا يوجد أسلوب تربوي سليم للمواجهة سيعرضهم ويعلمهم رد البطلجة ببطلجة, وهذه أساليب دفاعية غير مرغوب فيها في المجتمعات المتحضرة والعنف بشكل عام له رد فعل لأشياء أخري, حيث يبرز مشاعر الرغبة في الانتقام بدلا من عدم احتمال الشخص للمواقف, واستخدام أساليب غير شرعية في التعامل مع المجتمع والقانون, وعدم القدرة علي التحكم في النفس وضبط الاعصاب من يحكم نفسه أفضل من يحكم مدينة.
بالأضافة إلي أن الأطفال الذين يرون هذه المواقف لأول مرة من خلال وسائل الأعلام المختلفة ورد فعل الأباء والامهات أمامهم من خوف وتوتر, لما يرب ليهم مشاعر الخوف من هذه المواقف من رعب فيخزن الأطفال في اللاشعور وبعد فترة عندما يواجهوا موقف مشابه يبداءوا في الخوف من تجمع أو مظاهرات, وهنا يجب تنبيه الأهالي أن يظهروا ما يشعرون به من خوف وتوتر أمام أطفالهن حتي لايساءوا فهموا الأطفال.
من ناحية أخري يري د/ رسمي أن ممكن الاستفادة من هذا الموقف عن طريق الحوار بين الوالدين والأبناء, فيبدأوا تبسيط الموقف, ويعطوا للأطفال فرصة للاستفسار وإعطاء إجابة صادقة وبسيطة حسب مستوي مرحلة النمو, لأنه في المستقبل يهيئ الطفل لمستوي مواجهة التوتر والخوف حتي نصل به إلي صيغة لطريقة تعبيره عن مشاعره في المواقف المشابهة في المستقبل.
ولا ننسي دور المدرسة الاجتماعي والنفسي من خلال الإذاعة والأنشطة المدرسية والدروس من تعامل للأطفال إن حدث للكل, وبذكر أن يوجد بالمدارس الآن نادي لحقوق الطفل الذي يوجد فرصة للأطفال بعمل برلمان داخل المدارس وينتخبوا رئيس البرلمان, هذا نوع من التحضر والتربية علي حرية التعبير وحساب المسئولية, كل هذا يتم بالتدريب لتعليم المبادئ بعدم الإيذاء واتباع القوانين والنظم والأساليب الشرعية.
وحول عدم مشاركته للخوف علي طفلي من الإيذاء يقول طالما لم يتم تدريب وإعداد وتهيئة الطفل علي هذه المواقف ستكون مواجهته لها مغامرة غير محسوبة النتائج ولكن هناك بدائل للمشاركة مثل حمل علم مصر أو قول شعارات وطنية فالمشاركة الإيجابية البسيطة أفضل من السلبية وعدم المشاركة.
وينصح د/ رسمي الوالدين لمواجهة التأثير السلبي أن يقلل الأهالي من حدة الشعور بالخوف لدي الأطفال بالحوار والتفسير بطريقة تناب مرحلته العمرية, والتحكم في انفعالات الآباء## ومشاعرهم أمام أطفالهم , وعدم إعطاء أحكام لما يحدث وأخذ رأي الأطفال في ذلك مع سماع وتشجيع الآراء الجيدة حتي يستطيع إبداء رأيه بحرية وبشكل سليم في المستقبل. كما يجب تشجيع الأطفال علي طرح الأسئلة وعدم الخجل وعدم التقليل من قيمتها والاستهانة بها لتشجيعه علي التحدث, وأن يكون بجراءة وبأسلوب تعبيري بدون أن يؤذي الآخرين.
لا تتجاهلوا الحوار
تقول د/ سامية سامي عزيز أستاذة علم النفس جامعة عين شمس علينا أن نراعي أولا المرحلة العمرية للطفل, وهل هو طفل أم مراهق, ثانيا, يكون هناك حوار بين الطفل وبيننا, وهذا ما نستطيع أن نعتنه من هذا الموقف ونخاطبه بطريقة عقلانية ونحترم عقله.
وتعرض الطفل لهذا الموقف درس للأهالي, أننا لما نتحدث مع أولادنا لازم نتناقش ونسمع رأيهم فآرائهم ليست كلها صحيحة أو كلها خاطئة, فيجب أن يتعلم الأباء كيف يتشاركون مع أطفالهم في مناقشة وتسمع فيها وجهة نظرهم ولا أعطيه أوامر فقط. فلوتم منهم من البداية لماذا نعمل ذلك السبب سيتعلم أن القوة ليس البلطجة وأن القوة في الاتفاق والترابط والتجمع فهذه كلها دروس جميلة في التعامل, إن وقت الاحتياج كلنا واحد وسيكون لهذا تأثير إيجابي ولكن أن يشارك بدون إعداد مشكلة.
كما يجب أن أوضح له أن المتظاهر, وصاحب الحق لا يحاول أن يخرب أو بهدم شئ وإن قوة المظاهرة ليس في التخريب وإن الشرطة متواجده حولهم ليس خوفا ولكن لتأمينهم.
القدوة في الأساليب السليمة الشرعية
يتحدث د/ جمال شحاتة أستاذ الخدمة الاجتماعية والعلوم الإنسانية بمعهد الرعاية والتربية إن ما تم له جانب إيجابي وجوانب سلبية كثيرة, الجانب الإيجابي هو شعور الطفل بنوع من المسئولية من حماية الأسرة والتضامن الاجتماعي والمشاركة الإيجابية وكسر حاجز الخوف بالمواجهة, وهذا مطلوب من تربية الشجاعة والدفاع عن النفس وإن ما حفزه علي ذلك هو التعاون والتضامن مع الغير في وقت الخطر.
أما الجوانب السلبية, فهي استخدام العصا والسكين والاستعداد في استخدام العنف وعدم التحدث معه إن ما حدث مشروع في وقت الأزمة أو الخطر, وكان ينبغي من يقوم بذلك الشرطة وليس بأسلوب أن أخذ حقي بيدي حتي لا يترسخ في ذهنه ذلك ويكون ذلك سلوكه السائد في التعامل مع الأخرين, بالإضافة إلي إن أي طفل طبيعي يشعر بالخوف وعدم الإمان وهذا يؤثر علي شخصيته وسلوكه المستقبلي وعلي الوالدين أن يتحدثوا مع أطفالهم أن ما تم لعدم وجود الشرطة وعندما عادت عاد الأمان وجاء من يدافع عنا, وأن المشاكل العادية نتعامل معها بالحوار.
ويؤكد د/ جمال شحاتة علي دور القدوة من الأب والأم فعندما تحدث مشكلة ويجد الطفل استخدام الوالدين للوسائل الطبيعية من قوانين وطرق سلمية هنا يري أن هذه التصرفات عادية وليست دائمة وهذا ما سيجده أيضا عندما ينتظم الشارع ويري الشرطة لعبور الطفل هذه الأزمة. كما أن الوعي بأن المطالبة تأتي بالأساليب المشروعة والمشكلة التي مررنا بها بسبب المساجين الذين هربوا, فالوعي بحرية التعبير ولكن بشكل سلمي هي نوع من المشاركة بإيجابية ويمكن أن يبدأ ذلك بالتعاون أو المشاركة في الأنشطة المدرسية وعزرفين أنها مشاركة مطلوبة ولكن بدون تخريب أو إلقاء الفاظ سبته.
وينبه د/ ج
مال إن علي الإعلام عدم عرض المظاهر السلبية لعدم إزاء الأطفال وتعلمهم العنف فالإعلام السلبي يعتبر سببا مباشر لأنه يركز علي المشاهد السيئة مما يؤثر علي الطفل ونفسية وعدم شعوره بالأمان.