منذ حوالي ألفي عام قام السيد المسيح من الأموات.. وهي الحقيقة الناصعة وحجر الأساس في إيماننا القويم لأنه إن لم يكن المسيح قد قام فباطل هي كرازتنا وباطل أيضا إيمانكم(1كو15:4)..وبقوة القيامة أصبح عيد القيامة عيدا عظيما حجب خلفه كل الأعياد التي أمر بها الله في العهد القديم وعلي رأسها عيد الفصح لأنها كانت ترمز إلي المسيح حمل الله الذي يرفع خطية العالم(يو1:29) وهو فصحنا الحقيقي الذي ذبح لأجلنا(1كو5:7).
إن قوة القيامة وحقيقة القيامة وقفت أمام الجميع وستقف إلي نهاية الدهور شامخة بانتصاراتها مقترنة بمسيحها. وهي ليست حدثا تاريخيا حدث في الماضي بل حدث مستمر.. فالسيد المسيح يقوم كل عام في ذكري قيامته المجيدة ويقوم كل صباح مع إشراقه كل شمس بل يقوم كل ساعة ولحظة…وهكذا نحيا مع المسيح القائم من الأموات ونحن نشعر يقينا بأن مسيحنا حي…له الحياة في ذاته…إذ بموته هدم سلطان الموت وكسر شوكته وبدل صولته…وقام ناقضا أوجاع الموت إذ لم يكن ممكنا أن يمسك منه(أع2:24)…فهو رب الحياة بل هو الحياة نفسها(يو14:6) وواهب الحياة…لقد صرع الموت ودك أبواب الهاوية وحرر المأسورين…فصارت القيامة بداية عصر جديد أشرق علي البشرية فيه رجاء جديد وأمل جديد وحياة جديدة.
عظيمة هي آثار القيامة وتأثيرها في حياة الإنسان.. فعندما نعيش القيامة تتحول الحياة من يأس إلي رجاء …ومن حزن إلي فرح…ومن ضعف إلي قوة…ومن موت إلي حياة…بالأمس صلبت مع المسيح واليوم أتمجد معه…بالأمس مت مع المسيح واليوم أحيا معه…بالأمس دفنت مع المسيح واليوم أقوم معه…لقد صار المسيح قيامتنا كلنا(أوشية الإنجيل) الذي يعبر بنا ضيقات الحياة ومرارتها وأحزانها وأمام قوة قيامته تتقلص سطوة الموت ويفقد سلطانه وتزول هيبته لأن روح القيامة ساكن فينا…وهي الحقيقة التي تأكدها أنشودة القيامة بكلماتها المعبرة: المسيح قام من الأموات…بالموت داس الموت…والذين في القبور أنعم لهم بالحياة الأبدية…وهي تعني بذلك أن المسيح القائم من الأموات مازال يفتح القبور ويعيد الحياة للبشر ويبعث الرجاء في النفوس ويشرق بنور قيامته علي الذين في الظلمة…لذلك كانت قيامة السيد المسيح هي مصدر للفرح والرجاء والتيقن في قدرة الرب ورعايته وعنايته وحضوره الذي يشع منه نور الحياة فيملأ النفس قوة ويغذي القلب بدفقات الحياة..وهي دعوة للشركة معه لكي يحيا كل منا ظافرا…منتصرا..غالبا…مقتدرا بقوة قيامته مرددا قول النبي:قد جاء نورك ومجد الرب أشرق عليك(أش60:51)…ومع فرحة القيامة لنتبادل معا تهنئة القيامة المسيح قام…بالحقيقة قام.