يعتبر ضعف عضلة القلب أحد أهم أمراض القلب التي تؤدي إلي الوفاة في أنحاء العالم كما ترتفع الإصابة به سنويا, ويعتمد علاج هذه الحالة علي العقاقير أو بأجهزة البطين المساعدة والتي تقوم بسحب الدم من الحجرة الضعيفة وتدفعها إلي الشريان المعني بهذا الدم لتوزيعه علي أجزاء الجسم… أما الحل العلاجي الجراحي الآخر فهو زرع قلب بشري مكان أو بجانب القلب المريض… إلا أن هذه الطرق لها العديد من السلبيات, لهذا قام بها د.إيهاب داود حنا استشاري القلب والأوعية الدموية وزميل جمعية القلب الأوربية وعضو جمعية اختلال النبض الأوربية بابتكار جهاز فسيولوجي بديل لزراعة القلب لمرضي هبوط القلب, ويركب لحجرة أو أكثر من حجرات القلب, ويعالج كافة أسباب هبوط القلب والاضطرابات النبضية المصاحبة, وهذا الجهاز حصل علي براءة الاختراع من النمسا.
كان لنا لقاء مع د.إيهاب داود حنا لمعرفة المزيد عن أمراض ضعف عضلة القلب, وأثر الابتكار الجديد لعلاج هذا الضعف.
قال: في البداية أوضح أن هناك عدة طرق لعلاج ضعف عضلة القلب منها العلاج الدوائي وهو غير مجد بعد مرور العديد من السنوات.
أما العلاج الثاني فهو أجهزة البطين المساعدة وهي أجهزة وقتية وتستعمل لمدة لا تزيد علي ثلاث سنوات وهي قابلة لإحداث التهابات وعدوي نظرا لوجود العديد من التوصيلات والكابلات خارج الجسم كما أن بعضها لا يسمح بتدفق دم خارجي كاف لاحتياجات الجسم والحركة والمجهود, وجميع هذه الأجهزة تعتمد علي مضخات للتشغيل وهذه المضخات لا تستطيع أن تنظم أو تعالج خلل نظم القلب الخطيرة, ولا تستطيع معالجة قصور أو هبوط القلب الانبساطي بالإضافة إلي أن هذه المضخات تسبب قطع الحجاب الحاجز بنسبة 35% خلال عامين.
أما العلاج الثالث فهو زرع القلب البشري وهو صعب نظرا لندرة عدد المتبرعين بقلوبهم بعد الوفاة خاصة أن هناك 3 آلاف شخص سنويا في العالم مصابون بضعف في عضلة القلب, كما أن هذه العملية مكلفة وباهظة للغاية, وعدم توافق فصيلة دم المريض المستقبل والمتبرع, وعدم توافق حجم القلب, والأمراض الجائز نقلها من المتبرع, والوقت الحرج من لحظة التبرع ونقل القلب وحفظه في وقت زرعه, هذا إلي جانب أن أدوية وعقاقير مثبطات المناعة والتي تؤدي إلي الإصابة بالأمراض الخبيثة وفشل أعضاء الجسم, ومخاطر حدوث تجلط دموي, والإصابة بتلف القلب في أوعيته الدموية بالإضافة إلي غياب تسارع القلب الطبيعي مع المجهود والحركة عند الاحتياج لسرعة النبض وذلك لأن القلب المزروع خال من الخلايا العصبية.
ويوضح الدكتور إيهاب أنه في الولايات المتحدة الأمريكية فقط يوجد حوالي 2 مليون مريض مصابون بمرض هبوط القلب الاحتقاني, كما أن هناك حوالي نصف مليون سنويا في العالم يضافون لقائمة المصابين بهبوط عضلة القلب, ويفترض أن 25% من هذا العدد حول العالم سوف يحتاجون إلي أكثر من مجرد علاج دوائي وبالتالي يحتاجون إلي تركيب قلب صناعي أو زراعة قلب بشري, ونظرا لكثرة عيوب هذه الطريقة من العلاج فإن جهاز (ICI) الذي قمنا بابتكاره يستهدف مرضي تضخم وترهل عضلة القلب, كما أن الجهاز يعتمد في فكرته وتطبيقه علي إصلاح عيوب ضعف عضلة القلب الانقباضية وكذلك الانبساطية ويستخدم في علاج حالات هبوط عضلة القلب حتي لدي من قاموا بتغيير صمامات القلب الطبيعية بأخري صناعية.
إن الجهاز المبتكر يستهدف إلي محاكاة القلب الطبيعي بالشلل وبالوظيفة ويثبت داخل حجرة القلب من الداخل ولم يصنع مثله أو ما شابهه في الوظيفة أو الطريقة التي يقوم بتشغيلها, وفي البداية نقوم بتركيب الجهاز عن طريق الجراحة لحين تطور المواد المصنع منها الجهاز وطرق الإدخال فيتم تثبيته علي قسطرة قلبية, والجهاز عبارة عن طابعة أو قالب يماثل أي غرفة من غرف القلب الأربعة, وتصميمه يتيح إمكانية تركيبه بدون اعتراض للأجزاء التشريحية الطبيعية داخل القلب كالعضلات النتوئية أو الأوتار أو الزوائد الأدينية أو مداخل التصريف للأوردة الكهفية والرئوية في الأذينين.
ويتكون الجهاز من طبقتين مثل الغشاء التاموري للقلب, فالطبقة السفلية المواجهة لبطاقة القلب من الداخل تثبت بواسطة واحدة أو أكثر من الطرق المقترحة وهي بالخياطة بالخيوط الجراحية أو بصمغ حيوي أو بوسائد دقيقة تعمل بتفريغ الهواء… أما الطبقة الثانية فهي الطبقة المواجهة لتجويف القلب الداخلي وتعمل بواسطة الانتفاخ والانفشاش مما يؤدي إلي انقباض القلب وانبساطه فيندفع الدم خارجا في الأول ويستقبل دما جديدا في الثاني وهناك العديد من النظم المقترحة لتشغيل الجهاز مثل النظام الهوائي والذي يعمل بواسطة مضخة هواء خارج القفص الصدري في حركة تماثل مرتبة الهواء, أو حركة ميكانيكية عن طريق ألياف مثل آلة الأوكورديون تنقبض وترتخي موجودة بين الطبقتين وتعمل بالبطارية, أو حركة ميكانيكية عن طريق ألياف مثبتة متواجهة ومتعامدة تعمل بالشد من طرفيها ومتصلة ببطارية كهربائية أما عن المادة المصنوع منها الجهاز فهذه النقطة متروكة لأحدث الأبحاث العلمية في العالم بحيث تكون مادة ضد التجلط وضد الرفض المناعي, ومن الممكن أن تكون من الغشاء التاموري المقوي أو بولي يوريثين.
وعن فوائد هذا الجهاز المبتكر يقول د.إيهاب إن هذا الجهاز لن يتسبب في تضخم القلب بل علي العكس فهو سيعيد القلب إلي حجمه الطبيعي, كما أنه سوف يثبت علي الطبقة الداخلية المبطنة للقلب وهذا لن يضير سريان الدم المغذي لها من الشرايين التاجية والذي يعتمد أساسا علي وجود الشرايين التاجية علي سطح القلب الخارجي, وفي حالة حدوث بعض الآلام يمكن تجاوزها بتناول المسكنات أو موسعات الشرايين التاجية, ولن يحدث للجهاز أي مقاطعات للكهرباء الطبيعية للقلب حيث إنه يركب داخليا, ولو حدث هذا جدلا فالجهاز يملك القدرة علي تنظيم الضربات وإحداث الصدمات الكهربائية للقلب, أما في حالة عدم وجود تجمع دموي متجلط علي جدار القلب الداخلي سوف يثبت الجهاز فوقه مما يسمح بمرور أجزاء وجلطات من التجمع الدموي ومرورها في الدورة الدموية هذا وإذا لم يتمكن الجراح أثناء التركيب من إزالة التجمع الدموي المجلط.