ميلاد السيد المسيح كان بداية عهد جديد… عهد سلام بين الله والناس عبر عنها الكتاب بقوله: وأجعل مسكني في وسطكم… وأسير بينكم وأكون لكم إلها (لا
ميلاد السيد المسيح كان بداية عهد جديد… عهد سلام بين الله والناس عبر عنها الكتاب بقوله: وأجعل مسكني في وسطكم… وأسير بينكم وأكون لكم إلها (لا 26:11, 12) هذه العلاقة شكلت التحاما بين الله والنفس وفيها دخل الإنسان مرحلة جديدة. عهد سكني الله في قلوب الناس وحلوله بين البشر,هذا الحلول بات يمثل قلب حقيقة التجسد الإلهي وجوهره ورغم أنه حقيقة إلهية غير منظورة تعلو فوق حدود المنطق وتتسامي فوق حدود الزمان والمكان إلا أنها تصبح مرئية وملموسة بعيني الإيمان حيث تنقل النفس إلي آفاق روحية جديدة تكشف عن الوجه الحقيقي لمولود المذود وفيها يعلن ذاته كإله حقيقي له حضور شخصي في واقع دنيانا بل في صميم كياننا حيث صارت طبيعة الإنسان فيها الشبع الداخلي والسلام القلبي وراحة الضمير, والنمو الروحي الدائم والانتقال من مجد حيث الإشراقات النورانية للإله المتجسد.
دخل التاريخ البشري مرحلة جديدة مستنيرا بنور مولود المذود فلم يعد هناك حواجز أو أسوار تفصل الله عن الإنسان إذ أشرق طفل بيت لحم بصورة نورانية مشعة داخل النفس البشرية ودخل الإله المتجسد في نسيج حياة الإنسان الجديد… لذا مازال مولود المذود يعلن ذاته لكل قلب مستعد ومهيأ لقبول الحق متمسك بالرجاء لكي يهبه الرب مجد البنوة ومفاعيل الروح القدس تأكيدا لقوله كل الذين قبلوه أعطاهم سلطانا أن يصيروا أولاد الله (يو 1:12, 13), وبذلك يتقبل في داخله إشراقات الميلاد وأشعة نور المسيح المولود في النفس مع دفئه وسلامه… وكل عام والجميع بخير