تشهد باكستان حالة من الانفلات الأمني وأعمال الشغب, بعد حادث اغتيال رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بناظير بوتو يوم الخميس الماضي حيث يقوم الآلاف من أنصار بوتو في مدينة كراتشي عاصمة إقليم السند بالاحتجاج والتظاهر في الشوارع وإطلاق الأعيرة النارية وإحراق العديد من السيارات, كما أحرقوا بعض المقار الحكومية وسيارات الشرطة ومحلات تجارية.
وعمت حالة من الحزن في باكستان وأدان العديد من الزعماء اغتيال بوتو حيث صرح رئيس الوزراء الأسبق نواز شريف أن(حزبه الرابطة الإسلامية) سيقاطع الانتخابات البرلمانية المقررة في الثامن من يناير المقبل,ودعا إلي إضراب عام في البلاد مطالبا مشرف بالاستقالة,واتهم شريف الرئيس الباكستاني بأنه لا يعتزم إجراء انتخابات حرة وعادلة وأشار إلي أن عملية اغتيال بوتو كانت دليلا علي ذلك,أما حزب الشعب-الذي كانت تتزعمه بوتو – فطالب علي لسان مخدوم أمين فهيم نائب بوتو بتحقيق شامل ومستقل ونزيه في حادثة اغتيال زعيمته,واطلاع عائلتها وحزبها علي نتائج التحقيق.
في حين أدان الاعتقال عبد الغفار عزيز-المتحدث باسم الجماعة الإسلامية في إسلام آباد -وقال إنه رغم العداء السياسي مع بوتو إلا أن ما حدث يضع عقبات أمام الخط السياسي السلمي في باكستان.
وأعلن مسئول كبير في الحكومة الباكستانية أنها لم تتخذ بعد قرارا حول إبقاء أو إلغاء الانتخابات التشريعية التي ستجري في الثامن من يناير, وأوضح أن الحكومة ستتخذ قرارها حول احتمال تأجيل الانتخابات أم لا, بعد التشاور مع جميع الأحزاب السياسية.
كان تنظيم القاعدة في أفغانستان قد أعلن مسئوليته عن عملية اغتيال زعيمة حزب الشعب الباكستاني المعارض حيث أعلن مصطفي أبو اليزيد زعيم التنظيم في أفغانستان في بيان أوردته وكالتا الأنباء الفرنسية والإيطالية أن عملية الاغتيال جاءت بناء علي قرار اتخذه أيمن الظواهري الرجل الثاني في تنظيم القاعدة خلال شهر أكتوبر الماضي.
وعلي الرغم من إعلان ”القاعدة” مسئوليتها عن عملية الاغتيال إلا أن هناك تقارير تشير إلي احتمال ضلوع الرئيس مشرف في العملية, بعد تصريحات بوتو ضده بأنه لم يعد مقبولا كرئيس لباكستان وأنه يسعي هو وحكومته لتزوير الانتخابات التشريعية المقبلة, وكانت شبكة ”سي إن إن ” الأمريكية كشفت أن بوتو اتهمت في رسالة إلكترونية وجهتها إلي المتحدث باسمها في الولايات المتحدة مارك سيجل الرئيس الباكستاني برفض تخصيص حماية ملائمة لها. وقالت في الرسالة:إنه إذا حدث شئ لها في باكستان ”فإني أحمل مشرف المسئولية”.
من جانبها أدانت مصر اغتيال رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة حيث صرح وزير الخارجية أحمد أبو الغيط أن هذه العملية الإرهابية تتطلب ضرورة أن تعمل كافة القوي والطوائف السياسية الباكستانية علي تجاوز خلافاتها في هذه المرحلة الحرجة للحفاظ علي أمن واستقرار البلاد.وأشار أبو الغيط إلي أن بوتو كانت تحظي دوما بتقدير واحترام مصر قيادة وحكومة وشعبا.