يرغب أطفالنا في العبث في الأشياء, بدعوي اللعب الذي ينتج عنه تدمير أو إتلاف سواء أثاث المنزل أو الحديقة أو الملابس أو الكتب, كما أن حجرة النوم والمطبخ وما بهما من أشياء تعد كنزا للطفل للعبث بها لأن هذا يجلب له كثيرا من المتعة ورغبة منه في التعرف علي الأشياء, ولكن يجب علي الوالدين أن يعلما أن ليس كل تخريب إتلافا أو عملا سيئا إذ بعض الأطفال يخرب الأشياء بدافع حب الاستطلاع, لذا يلجأ الطفل إلي التشويه أو الكسر أو التمزيق أو القطع, رغبة منه في التعرف علي الأشياء أو الموجودات فيعبث بها, وحينما لا يحسن الأطفال تناول الأشياء فإنهم يفعلون ذلك من جهل بقيمة الأشياء أو آثارها.
ولمعرفة أسباب هذا التخريب وكيفية التعامل مع الطفل في هذه الحالة التقت وطني مع الدكتور لطفي الشربيني استشاري الطب النفسي الذي أكد أن سبب تلك المشكلة التي يواجهها الآباء يكمن في حب استطلاع الطفل ورغبته في التعرف علي طبيعة الأشياء وكثير من أنواع النشاط التي يعدها الكبار نشاطا هداما إنما هي جهد يبذله الطفل للوقوف علي القوانين الطبيعية, ولكن هناك نشاطا وطاقة زائدة في بعض الأطفال ولعل هذا يرجع إلي اختلال في الغدد الصماء كالغدة الدرقية والنخامية حيث يؤدي اضطراب الغدة الدرقية إلي توتر الأعصاب فتتواصل الحركة ولا يمكن للطفل الاستقرار, هذا إلي جانب معاناة بعض الأطفال من مشاعر الغيرة نتيجة ظهور مولود جديد في الأسرة أو نتيجة التفرقة في المعاملة بين الإخوة, كما أن شعور الطفل بالنقص والظلم والضيق من النفس وكراهية الذات تدفعه للانتقام لإثبات ذاته هذا بالإضافة إلي أن النمو الجسمي الزائد للطفل مع انخفاض مستوي الذكاء يسبب فرط الحركة والرغبة في العبث بالأشياء اللتين يصاحبهما التدمير والتخريب لهذه الأشياء.
اجعل عبث طفلك مفيدا
ومن جانبه يري الدكتور قدري حفني أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس أنه يجب أولا معرفة الأسباب الكامنة وراء هذا السلوك والعوامل التي أدت لظهوره وهل هي شعورية أم لا شعورية؟ كما أن هناك بعض الأساليب البسيطة التي تقي الوالدين من تلك المشكلة فعلي سبيل المثال إعطاء الطفل بعض اللعب البسيطة التي يمكن فكها وتركيبها دون أن تتلف, مع مراعاة إشباع حاجة الطفل للاستطلاع ليس فقط بتوفير اللعب بل ومراعاة أيضا ما يناسب سنه وتنوعها بحيث تشتمل علي الألعاب الرياضية التي تفرغ الطاقات الجسدية, هذا إلي جانب الابتعاد عن كثرة تنبيه الصغير عند اللعب بلعبة جديدة حتي تظل مثيرة له لأطول فترة ممكنة عندما يكتشف كل جوانبها بنفسه مما يسد حاجته للاستكشاف بدون ما ندعيه تخريبا بأدوات أو أجهزة منزلية.