كثير من الشباب يقبلون علي ممارسة كمال الأجسام, باعتبارها رياضة تساعد علي تنمية عضلات الجسم للوصول بها إلي مرحلة النمو المثالية عن طريق التمرين المكثف والمنتظم بالأوزان الحديدية أو الآلات الرياضية بالإضافة إلي الغذاء المتوازن والراحة الكافية.
ولكن بعض الشباب يتناولون عقاقير ومنشطات تؤدي إلي أمراض كثيرة من أجل الوصول للجسم المفتول وحول تأثير هذه العقاقير ورأي الشباب في ممارسة هذه الرياضة كهواية أم هي فقط منظرة لجذب انتباه البنات, كان لنا هذا التحقيق…
يقول زياد حسن: لعبة كمال الأجسام هي جواز سفر نحو عالم الثقة بالنفس والشهرة, وأنا أتمرن منذ ثلاثة شهور وأريد الحصول علي عضلات مفتولة ويعترض زياد علي فكرة وجود الأضرار السلبية للعقاقير ويقول أتناول عقار سابكل وهذا أدي إلي زيادة وزني 15كجم وأنا لا أري لها أي آثار جانبية, والدليل أن العديد من الشباب يتناولها ولا ضرر منها.
ويستكمل ملاك إسكندر 35 سنة: أنا أمارس هذه الرياضة وأنا في العشرينيات, وبالطبع يحتاج الممارس إلي مكملات غذائية أو أدوية خاصة لإضافة عناصر يحتاجها الجسم.
ويعترض شادي سامي علي الرأي السابق ويقول: أمارس رياضة كمال الأجسام منذ ثلاث سنوات ولم أتناول أي عقاقير أو منشطات ووصلت إلي الوزن المثالي وأمارس الرياضة عن حب لأن عملي يحتاج إلي مجهود كبير وشكل مميز فأنا أعمل بودي جارد في إحدي الشركات والمظهر مهم ولكني أنصح الشباب بعدم تناول العقاقير فأنا أعرف أن هناك حقن السيليكون السينتول منتشرة بين الشباب ولكنها تؤدي إلي أورام سرطانية وأعراض أخري وأعرف بعض الأصدقاء ممن يعالجون حتي الآن من آثار هذه المنشطات.
يضيف م.م 18 سنة: أمارس الرياضة منذ سنة وأتعاطي بعض العقاقير لأنني أرغب أن يصبح لدي عضلات قوية لجذب نظر الفتيات حتي يعجبوا بي فأنا لا أمارسها كرياضة ولكن كهدف.
رأي الفتيات
سمعنا آراء الفتيات حول هؤلاء الذين يمارسون كمال الأجسام, فتقول رنا محمد 27 سنة: أنا أعجب بالشاب مفتول العضلات, وأراه يستطيع أن يحميني وأكون فخورة وأنا بجواره لذلك أتمني أن أرتبط بشاب يمتلك هذه الميزة.
وتضيف سها حسين آداب اجتماع: أنا لا يعجبني الشاب المنفوخ علي الفاضي – فهو أحيانا يكون شابا مغرورا وقد يكون عقله أصغر من جسمه بسبب الهرمونات التي يتعاطاها, ولكن الشاب بأخلاقه في النهاية.
وتتفق مع الرأي السابق ميار هاني كلية – تربية – قسم رياضة وتقول: أنا لا أفضل الشاب مفتول العضلات فهو في كل لحظة يشعرني أنه أقوي مني وإذا حدثت مشاجرة بيني وبينه لن تكون النتيجة لصالحي أبدا.
خطورة الهرمونات
يقول سامح صلاح صيدلي: المواد التي يستعملها الشباب في تكوين بناء الأجسام والعضلات تنقسم إلي مجموعتين أساسيتين هما المكملات الغذائية, هرمونات البناء, وتتكون المكملات الغذائية من أحماض أمينية البروتينات وفيتامينات ومواد ضرورية لبناء العضلات في صورة مركزة ويوجد منها منتجات كثيرة علي شكل أقراص وبودرة تضاف إلي المشروبات اليومية وهذه المكملات لا ضرر منها إذا أخذت تحت إشراف الطبيب وبكميات مناسبة, أما تناولها بإفراط دون إشراف الطبيب يكون لها نتائج سلبية من أضرار بالكلي وأمراض المفاصل.
أما المجموعة الثانية الخاصة بهرمون البناء فتعد أشد خطرا فنتائج التعاطي أقوي وأسرع في بناء العضلات, وهي عبارة عن هرمونات الذكورة أو بدائل تخليقية مصنعة من مواد طبيعية ويوجد منها أنواع كثيرة في الأسواق علي شكل حقن أو أقراص وتظهر آثارها خلال أسابيع من تعاطيها, بالإضافة إلي الأضرار علي المدي الطويل خاصة علي الوظائف التناسلية للرجل, وأمراض الكلي والكبد, كما تمهد لسرطان البروستاتا.
ويقول د. مسعد عويس نقيب المهن الرياضية: الهرمونات والأدوية التي يلجأ إليها الشباب لزيادة عضلاتهم هي خدعة كبيرة سواء بتعاطي الشباب بأنفسهم لهذه الهرمونات أو من خلال مراكز رياضية مضللة بها آفاقين يخدعون الشباب ويروجون بإمكانية مساعدة ذلك في القيد بالكليات العسكرية أو الرياضية أو كليات الشرطة, وهي هرمونات لتكبير العضلات بطريقة سريعة ولكنها تدمر الجهاز العصبي للشباب وهذه الأنواع محرمة من قبل وزارة الصحة. فلابد من ممارسة هذه الرياضة تحت إشراف متخصص حتي لا يتعرض الشاب إلي أضرار جسيمة تدمر مستقبله وحياته.
وتقول د. سامية خضر أستاذة علم الاجتماع كلية التربية جامعة عين شمس: مرحلة العشرينيات تتميز عند الشباب بحب الظهور والرغبة في التميز لذلك يلجأ الشاب إلي هذه الرياضة لينال إعجاب البنات.