في خطوة غير مسبوقة نقل الأقباط في أعقاب حادث كنيسة العمرانية مظاهراتهم واحتجاجتهم ضد التمييز للخروج من داخل أسوار الكنيسة إلي مؤسسات الدولة وخرجوا في مسيرات سلمية تجوب شوارع القاهرة رافعين الصلبان مرددين هتافات تطالب بحقوقهم التي كفلها الدستور, وذلك بعد سنوات اتهم فيها الأقباط بالسلبية و العزوف عن المشاركة في الحياة السياسية, وتكرر نفي الأمر عقب تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية و حادث هدم كنيسة الرسولين بأطفيح مرورا بإمبابة نتيجة إشاعة احتجاز فتاة داخل كنيسة انتهاء بواقعة كنيسة قرية الماريناب بإدفو في أسوان, حيث خرجت المظاهرات إلي ماسبيرو لكن قوبلت بعنف غير قانوني من قبل الشرطة العسكرية مما أدي إلي وقوع 27 شهيدا و عشرات المصابين والسؤال الذي يفرض نفسه:
هل إشاعة الفوضي والترويع يجهضان مشاركة الأقباط والنزول للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات القادمة أم سيصمدون للدفاع عن وطنهم ورسم مستقبلهم؟
مشاركة الأقباط .. ملموسة بقوائم الأحزاب
قال محمد حامد- عضو حزب المصريين الأحرار: مشاركة الأقباط كانت محدودة بشكل كبير في الحياة السياسية و لكن مع اختلاف الأوضاع علي الصعيدين السياسي و الاجتماعي ليس لدي أدني شك بأن الأحداث الطائفية المتكررة ستؤثر علي مشاركتهم, فالمتابع لحركة الأقباط لاسيما هتافاتهم الثورية أثناء صلاة الجنازة علي أرواح الشهداء تؤكد أن مشاركتهم ستصبح أكثر إيجابية عما سبقها في ظل دعاوي الجمعيات القبطية برفضها فكرة مقاطعة الانتخابات نتيجة الأحداث المؤسفة و من ثم تحفيزهم للنزول للإدلاء بالأصوات و المشاركة في العملية الانتخابية من منطلق حق المواطن القبطي في الدفاع عن نفسه ضد تعسف السلطة و هنا لم و لن يتنازل القبطي عن حقه في الإدلاء بصوته باعتباره مصريا في المقام الأول و الأخير قبل كونه قبطيا.
و عن مشاركة الأقباط في الترشح للانتخابات داخل الحزب أضاف حامد: حزب المصريين الأحرار جزء من الكتلة المصرية وأعلن انضمامه إليها بعد جمعه الإسلاميين, وإلي الآن هناك مفاوضات للانتهاء من القوائم بشكل نهائي قبل غلق باب الترشح و علي أية حال لن تقل مشاركة الأقباط بالحزب عن مقعد بقوائم الحزب.
وأهم ما يميز انتخابات هذا العام هو خوض أحزاب بها تمثيل واضح للأقباط للانتخابات للمنافسة وليس بهدف تجميل الصورة العامة أو العودة لنظام تعيين السلطة للأقباط داخل المجالس النيابية الذي أرساه النظام السابق. مشددا علي رفض السلبية و الانهزام أمام أحداث من شأنها إشاعة الفوضي و الهلع في ظل الأوضاع الأمنية غير المستقرة للانشغال بها كما هو أهم فمن يدري وجود عناصر و أياد خفية تسعي و تخطط لذلك لتخويف و ترويع المواطنين للنزول للإدلاء بأصواتهم من باب تمرير مخططات علينا بفضحها و كشف أنيابها.
الأقباط .. نسبة تصويتية لا يستهان بها
أوضح عصام شيحه – عضو الهيئة العليا بحزب الوفد- أنه بعد قيام ثورة 25 يناير أصبح لأبناء مصر بأقباطها و مسلميها من حقهم جني ثمار الثورة وقال: فالأقباط دفعوا ضريبة كبيرة كشركاء في هذا الوطن تؤهلهم للمشاركة في الحياة السياسية خاصة أنهم نسبة تصويتية لا يستهان بها ونحن علي مشارف تأسيس جمهورية ثانية و وضع دستور جديد ينبغي فيه تواجد الأقباط بشكل يأصل فيه مبدأ المساواة و المواطنة دون تمييز . فمنذ عام 1923 رفض الأقباط وضع كوته تقرر لهم وضع خاص بالدستور علي الرغم من كون اللجنة المشكلة التي وضعت الدستور في ذلك الوقت كانت مكونة من 30 مواطنا 8 منهم من الأقباط و مع ذلك رفضوا هذا الوضع و الآن و بعد مرور مائة عام بالمشاركة في وضع الدستور الجديد لضمان توازن حقيقي يضمن حقوق و واجبات كافة المواطنين سواسية بالتأكيد علي حق المساواة و المواطنة و مدنية الدولة باعتبار أن مصر لكل المصريين و هو ما يدفعني بألا تدع أحداث العنف كذريعة لتعطل الانتخابات و منع مشاركة الأقباط بالعملية الانتخابية القادمة سواء كانت برلمانية أو محلية أو نقابية أو رئاسية.
معا لبناء أركان الدولة
حدثنا أحمد حسن – أمين عام الحزب الناصري- قائلا يخطيء من يربط بين أحداث العنف المؤسفة التي شهدناها خلال الفترة الماضية التي كان آخرها أحداث ماسبيرو المؤسفة و عملية المشاركة السياسية في بناء أركان الوطن فهناك من يريد تقويض الثورة المصرية و مكاسبها و عدم جني أولي ثمارها بإجهاض إقرار نظام ديموقراطي سليم مع اقتراب انتخابات برلمانية قادمة لذا علينا عدم الاستسلام لهذه المؤامرات و لن نعود للخلف و إنما نتكاتف معا جميعا كأيد واحدة (أقباط و مسلمين) لبناء مصر باعتبارها في حاجة لحراك سياسي لم تشهده من قبل. أحوج فيها لكل ناخب للإدلاء بصوته للاستفادة من كافة الطاقات في رسم مستقبلها علي أن يكون نابعا من إرادته و قناعاته الشخصية دون إملاء من أحد حتي لا يتكرر ما حدث في استفتاء 19 مارس الماضي باستغلال الدين.
وأضاف: جميع الطوائف ممثلة ضمن قوائم الحزب النصاري لخوض العملية الانتخابية علي مقاعد مجلس الشعب و لم يقل مشاركة الاقباط فيها عن 20 % علي قوائمها.
الخوف من الدوائر المتشددة
أبدي د . نجيب جبرائيل أحد مؤسسي حزب الاتحاد المصري تخوفه من إحجام الأقباط عن المشاركة السياسية في الانتخابات البرلمانية القادمة وقال: الحوادث الطائفية المتكررة و عدم اتخاذ إجراءات حاسمة من قبل الحكومة لمعاقبة مرتكبي مثل هذه الأحداث الأقباط أنهم غير مقبولين بالمجتمع و أن فرص نجاحهم قد تصبح غير مضمونة حتي داخل نفس الدوائر التي اعتادوا الترشح بداخلها . ناهيك عن تملك أغلب الأقباط الناخبين الخوف من تعرضهم للأذي بنزولهم للإدلاء بأصواتهم خاصة إذا ما كانت هناك دوائر متشددة و مع ذلك سيخوض عدد من السياسيين الأقباط من أعضاء الحزب الانتخابات البرلمانية القادمة حتي لا نتهم بالسلبية و الانسحاب.