ذكرنا في الأعداد السابقة أن إنسان العولمة, سيجد بعض المعوقات في طريقه إلي السيد المسيح, وذلك بسبب عدة اعتبارات نذكرنا منها:
1-زخم المعلومات المتناقضة…
2-ضغط الإثارة الجسدية…
3-فرص الانحراف والضياع…
4-فرص التشكيك الإيماني…
5-فرص التوهان الرهيب….
وذكرنا أننا نحن أمام أجيال اختلطت لديها المفاهيم, وازدحمت أمامها الشاشات, وتكاثرت لديها وسائل الاتصال والمعرفة, فماذا نفعل؟حدثنا عن:
1-دعوة إلي الأعماق.
2-ارفعوا المسيح إلي فوق.
3-لا تفصلوا المسيح عن عروسه:
فالمسيح هو الرأس, والعروس هي جسده المقدس:الكنيسة…لهذا فمن الخطورة أن نعلق أولادنا بمسيح مرتفع فوق في السماء يحيا في أفكارنا ومشاعرنا وصلواتنا فقط…دون أن تمتد بنا هذه الرأس القدوس إلي الجسد المقدس!!.
لذلك نجد بين السيد المسيح والقديس أثناسيوس رباطا يجعل أحدهما يؤدي إلي الآخر, فلولا محبة واختبار ومعرفة القديس أثناسيوس بالسيد المسيح, لما صار هكذا:حامي الإيمان, والقديس الرسولي, والمسيح هو الذي صنع أثناسيوس, فأثناسيوس هو أيقونة المسيح!!.
ذات الأمر مع كل القديسين والشهداء, أرواح الأبرار المكملين حتي إلي هذا اليوم!!إنهمسحابة من الشهود محيطة بنا, ترقب جهادنا, وترفع تضرعاتنا إلي الرب, وتستحضر لنا من لدنه شفاعة وقوة. وإن كانتطلبة البار تقتدر كثيرا في فعلها(يع5:16) وهو هنا علي الأرض, فماذا بعد أن صعد إلي الفردوس, وصار مع الرب نفسه في السماء الثالثة؟!.
*ولكن الأمر يمتد إلي بقية أعضاء الجسد, إلي إخوتي الأحباء معي علي الأرض, الذين يشتركون معي في سر الإفخارستيا, كقول الرسول:كأس البركة التي نباركها أليست هي شركة دم المسيح؟ الخبز الذي نكسره أليس هو شركة جسد المسيح؟ فإننا نحن الكثيرين خبز واحد جسد واحد لأننا جميعنا نشترك في الخبز الواحد(1كو10:16-17)….وكما أن الجسد هو واحد وله أعضاء كثيرة, وكل أعضاء الجسد الواحد إذا كانت كثيرة هي جسد واحد, كذلك المسيح أيضا…لأننا جميعنا بروح واحد أيضا اعتمدنا إلي جسد واحد…فالآن أعضاء كثيرة ولكن جسد واحد(1كو12:12, 20)….فإنه كما هي جسد واحد لنا أعضاء كثيرة ولكن ليس جميع الأعضاء لها عمل واحد. هكذا نحن الكثيرين:جسد واحد في المسيح وأعضاء بعضا لبعض كل واحد للآخر(رو12:4-5).
وهكذا تختلف الأعضاء وتتمايز, لكن في تنوع لا يلغي الوحدة, وفي ارتباط عضوي وثيق!!.
من هنا تكون التربية الأرثوذكسية لشبابنا, علي روح الشركة, ووحدة الجسد, وعدم الفردية, غاية في الأهمية, فنحن معا:الإكليروس والشعب في عضوية متحدة ورأسنا المسيح!.
*الشركة المسيحية الحقيقية=السيد المسيح(الرأس)+السمائيون(الأعضاء الفردوسية)+المؤمنون علي الأرض( الأعضاء الأرضية=الإكليروس والشعب).
*والقرار السليم لا يكون فرديا(لا من الشعب ولا من الإكليروس ولا من كليهما معا دون المسيح والإنجيل والتقليد الكنسي) كما في بعض الكنائس المسيحية غير الأرثوذكسية, فها هم يصوتون الآن بالإيجاب علي المثلية الجنسية في بعض الكنائس). لابد أن يشمل القرار الكنسي علي مكونات ثلاثة: الشعب+الإكليروس+مرجعية التقليد الرسولي والكتاب المقدس…
وهنا نكون مبنيين علي أساس الرسل والأنبياء, ويسوع المسيح نفسه حجر الزاوية(أف 2:20).
إن دعوتنا لشبابنا أن يغوصوا في أعماقهم, ليكتشفوا احتياجهم الروحي إلي المسيح, ثم رفع المسيح باستمرار أمام أعينهم, ثم تقديم فرص روحية مشبعة ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب(مز34:8). وأخيرا حينما نجعلهم يندمجون في شركة الجسد الواحد والحياة الكنسية…هذا هو طريقنا إلي خدمتهم.