تحدثنا في العد السابق أن إنسان العولمة, سيجد بعض المعوقات في طريقه إلي السيد المسيح, وذلك بسبب عدة اعتبارات نذكر منها:
1- زخم المعلومات المتناقضة…
2- ضغط الإثارة الجسدية…
3- فرص الانحراف والضياع…
4- فرص التشكيك الإيماني…
5- فرص التوهان الرهيب…
ونتحدث اليوم إذن…
كيف نقدم لهم المسيح؟
نحتاج- إذن- أن نقدم المجد يسوع, لهذه الأجيال الصاعدة, بطريقة سليمة, لكي يتعرفوا عليه, ويخلصوا بواسطته.
ولكي نصل إلي هذا نحتاج إلي معونة الله وإرشاد روحه القدوس لنقدم المسيح لهذه الأجيال, بالصورة التي تشبع احتياجاتهم وتوصلهم إلي طريق الملكوت.
نحن أمام أجيال اختلطت لديها المفاهيم, وازدحمت أمامها الشاشات, وتكاثرت لديها وسائل الاتصال والمعرفة, فماذا نفعل؟.
1- دعوة إلي الأعماق:
بقدر ما تلمع أمام شبابنا شاشات التلفيزيون والكمبيوتر والموبايل تقدم لهم العديد والعديد من الداتا, المفيدة وغير المفيدة, بل وحتي الهدامة… بقدر ما يحتاج شبابنا إلي أن ندعوه أن يوجه بصره إلي الداخل, ففي أعماقه كنز ثمين… وفي أعماقه احتياجاته الخاصة والحقيقية أنه مثل إنسان كان يسير في الظلام علي شاطئ النهر فاصطدمت رجله بكيس مليئ بكرات مستديرة, فأخذ يلقيها واحدة وراء الأخري في النهر, مستمتعا بصوت الحجر, وهو ينزل إلي الماء ويحدث صوتا يقطع سكون الليل البهيم… وأخذ يفعل هكذا حتي انتهي من إلقاء الحجارة إلا حجر واحد!! ولما التفت إليه مع خيوط الفجر الأولي, اكتشف أن هذه الحجارة كلها كانت ذهبا!!.
ماذا- إذن- يكمن في أعماقنا من احتياجات, يجب أن نتعرف عليها ونكتفشها؟.
في أعماقنا:
1- احتياجات بيولوجية: إلي الطعام والشراب والسكن والجنس… إلخ ولكن تحتها تكمن:
2- احتياجات نفسية: كالحاجة إلي: الأمن, والحب, والنجاح, والانتماء, وتحقيق الذات… إلخ. ثم أعمق من ذلك نجدك:
3- احتياجات فكرية: الحاجة إلي المعرفة من أنا؟ كيف جئت؟ وإلي أين؟ ومن وراء هذا الكون؟ وماذا وراء الموت؟ والطبيعة؟… إلخ؟ وفي النهاية تأتي:
4- احتياجات روحية كالحاجة إلي الخلاص من الخطيئة التي تتعب النفس والجسد والروح, والحاجة إلي اللانهائي الذي يشبع جوعنا اللانهائي الداخلي, والحاجة إلي الخلود لأننا خلقنا للخلود ولا نحب الموت!.
وهنا يتعرف الشاب علي حاجته إلي المسيح: المخلص, والمشبع ومعطي الحياة الأبدية!!! فليس سواه, من يعطي هذه الاحتياجات الروحية.
2- ارفعوا المسيح إلي فوق:
قال لرب يسوع: وأنا إن ارتفعت عن الأرض أجذب إلي الجميع (يو 12:32)… هذا هو العمل الرئيسي للخادم, أن يرفع الرب يسوع أمام مخدوميه, وذلك:
* حينما يشبع هو به شخصيا فيتحدث عنه حديث المحب المختبر.
* وحينما يتحدث عنه باستمرار كمخلص أوحد, وككنز نفيس, وشبع غير محدود.
* وحينما يجعل أولاده يتذوقون الرب فعلا؟, من خلال الخبرة المشبعة, والصلاة الحقيقية, والتناول الفعال.
* وحينما يشبع معهم بكلمات الرب في الإنجيل المقدس, في روح التأمل والخضوع الفعلي لوصايا السيد المسيح المملوءة حياة وصلاحا.
* وحينما يشجعهم علي خدمة الآخرين, ونشر المحبة من خلال خدمة المسنين والمعوقين والمرضي والبعيدين… فهذه كلها أعضاء جريحة في جسد المسيح, ومن يتلامس معها, يتلامس مع المسيح نفسه.