لا شك أن إنسان العولمة, سيجد بعض المعوقات في طريقه إلي السيد المسيح, وذلك بسبب عدة اعتبارات نذكر منها ما يلي:
1- زخم المعلومات المتناقضة… المقبلة من الفضائيات والإنترنت فهذا مع المسيح, وذلك ضده! مما يجعل المتلقي قابلا للبلبلة أو حتي للانحراف, أو الفهم الخاطئ أو المبتسر, بحسب رصيده الداخلي من الإيمان والفهم والخبرة الحياتية.
فإذا كان مختبرا في حياته الشخصية والأسرية والكنيسة واثقا من إيمانه به, وفهمه له, وحاجته إليه, كمخلص وحيد وأوحد فإنه لن يتأثر بهذه الرياح, يل يبقي راسخا كالطود. أما إذا كان مسيحيا بالاسم, وليس له إيمان اختياري, وفهم حقيقي لمسيحيته ومسيحه, فسوف تنال منه هذه الأعاصير, مهما كانت ضعيفة.
2- ضغط الإثارة الجسدية… فمعروف أن الجسد يشتهي ضد الروح والروح ضد الجسد, وهذان يقاوم أحدهما الآخر (غل5:17)… فإذا ما كنت هذه الوسائط تبث إثارة جسدية مستمرة ومتنوعة وضاغطة… فلاشك أنها قادرة أن تطيح بالإنسان الجوعان روحيا, فهو أشبه بشخص لديه أنيميا وضعف مناعة, لن تصمد أسواره أمام أعاصير وسيول جراثيم الخطية, المنتشرة في جو القنوات الفضائية, أو في الفضاء الإلكتروني. إنه الإنسان الذي ينطبق عليه قول الكتاب: للنفس الجائعة كل مر حلو (أم27:7)… بينما ينطبق علي الشباعي بالنعمة, قول الحكيم في ذات الآيه: النفس الشبعانة تدوس العسل أم 27:7), فمع أن الخطية تظهر في شكل عسل جذاب, إلا أن النفس الشبعانة تدوس عليه, بل وتعرف أيضا أنه عسل مسموم!! وها نحن أمام أعداد كبيرة من مدمني الجنس, أفلام البورنو, يحتاجون إلي علاج روحي ونفسي وطبي!!.
3- فرص الانحراف والضياع… فالميديا تتيح للشباب فرص التعرف علي شباب آخر منحرف: إيمانيا أو روحيا, شباب لا يعرف المسيح ولا يرغب في الطهارة, وهذا الشباب من السهل أن يدخل في علاقات من خلال الموبايل والكمبيوتر, فتبدأ العلاقات بالصورة, والكلام, والإثارة, ثم تنتهي بالانحراف الفعلي الخطير, الذي يقود إلي الهلاك: إما بالممارسة الفعلية للخطية, أو حتي بترك الإيمان المسيحي والأسرة مع شخص غريب… وياله من ضياع رهيب!! حيث يفقد الإنسان مسيحه وخلاصه وأبديته, وينتهي إلي لا شئ!!.
4- فرص التشكيك الإيماني… فمن خلال ثورة الاتصالات, يمكن أن يشك الشباب في إيمانهم المسيحي حينما يستمعون إلي من يطعنون في إيماننا بالرب, أوحين يدخلون إلي حجرات الدردشة المناوئة, أو حينما يشككهم البعض من خلال أسئلة تبدو صعبة, حول الثالوث, والتجسد, والصلب, والفداء… ولأن المتلقي خالي الذهن من هذه الأمور, فهو يتصور صعوبة الرد علي هذه الشكوك, التي سبق أن قتلت بحثا من قديم الزمن! وهكذا- ولأنه بلا أب اعتراف أو صديق روحي أو اجتماع بناء- يمكن أن يضيع دون أن نحس!!.
5- فرص التوهان الرهيب… وذلك حينما يخضع شابابنا لتأثيرات السحب العالمي الجذاب, نحو نجوم الفن والكرة- مع تقديرنا للفن والرياضة- وهكذا يسيرون وراء غريزة القطيع… أو ما يسمي علميا غريزة الاستهواء… أي السير في زحام التيار السائد, مهما كانت نوعية هذا التيار, ومهما كان اتجاهه!! وهكذا ينتمي إلي ممثل أو ممثلة, وإلي ناد أو لعبة معينة أو بطل رياضي… ومع أن تشجيع كل هؤلاء- حينما يجيدون- شئ إيجابي ومطلوب, لكن السير وراءهم كالقطعان في الاتجاه الخاطئ يمكن أن يكون مدمرا!! فهذا الشاب لن يهتم فيما بعد: لا بالدراسة, ولا بالثقافة, ولا بتكوين شخصيته, ولا بتنمية مواهبه وقدراته, ولا باكتشاف ما في داخله من كنوز… بل يسير في مواكب الهتيفة بلا وعي, فيتحول إلي سمكة ميتة في زحام أسماك ميتة كثيرة يقودها قائد مبهم, إلي ضياع أكيد!!.
نحتاج أن يتربي شبابنا علي بناء نفسه بطريقة متكاملة, ويكشف الكنوز والوزانات التي بداخلة, ويستثمرها للمنفعة. نريده يكون سمكة حية تسير مع التيار… حين يكون صائبا, وضد التيار… حين يكون خاطئا!.